بدأت ظهر اليوم مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسى، بساحة قصر المشرف فى أبوظبى، حيث كان فى استقباله لدى وصوله إلى القصر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
و اصطحب سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الرئيس إلى القاعة الرئيسية فى قصر المشرف، حيث صافح مستقبليه من الشيوخ والوزراء وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أنه عقب الانتهاء من مراسم الاستقبال عُقد لقاء موسع بين الجانبين، رحب خلاله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى الرئيس والوفد المرافق، وأعربا عن تمنياتهما بأن تسهم زيارة فى تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين.
وأكد سموهما حرص دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على تعزيز أواصر هذه العلاقات وتطوير التعاون الثنائى بما يخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين والشعبين الشقيقين، مشيرين إلى أن موقف دولة الإمارات المساند والداعم لمصر وشعبها موقف تاريخى ثابت وليس وليد مرحلة معينة، فى ضوء الدور المحورى لمصر فى محيطها الإقليمى والدولى، وما تمثله من صمام أمان لاستقرار وأمن المنطقة.
وأعرب سموهما عن ثقتهما الكاملة فى قدرة الشعب المصرى وقيادته على مواجهة كل التحديات والمضى قدماً فى طريق النجاح والوصول للأمن والاستقرار والتقدم. وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس أعرب عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مثمناً المواقف الداعمة والمساندة التى أبدتها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والذى حرص الرئيس على الاطمئنان على صحته، معرباً عن خالص التمنيات لسموه بالشفاء العاجل.
وأكد الرئيس على متانة العلاقات بين البلدين والتى أرساها سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتى استمرت من خلال مواقف إماراتية مشرفة لن ينساها الشعب المصرى. وأشاد بمبادرات دولة الإمارات ودعمها لمصر سياسياً واقتصادياً، فضلاً عن مساهمتها فى دفع عملية التنمية الشاملة الجارية فى مصر من خلال تنفيذ مشاريع فى العديد من المجالات، بالإضافة إلى جهودها البناءة فى التحضير للمؤتمر الاقتصادى الذى سيعقد فى شهر مارس 2015.
وقد بحث الجانبان خلال جلسة المحادثات العلاقات المتميزة، التى تربط بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية والتنموية وما تشهده هذه العلاقات من تطور سريع ونمو متواصل.
وشدد الجانبان على أن العلاقات بين البلدين تتميز بالخصوصية، مما يجعلها نموذجاً للعلاقات الأخوية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة والحرص المشترك على مصالح البلدين والمنطقة، لاسيما وأن أمنهما مشترك. كما جرى خلال اللقاء تناول مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشار الجانبان إلى أهمية تعزيز وحدة الصف العربى لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وأن تتضافر الجهود الدولية للقضاء على كافة التحديات التى تؤثر على السلم والأمن العالميين، خاصة انتشار العنف والتطرف والإرهاب، وأن تعزز تلك الجهود التعايش السلمى على نحو يساهم فى تعزيز المناخ الملائم لدفع عجلة التنمية والخروج بالمنطقة من الصراعات إلى آفاق التقدم والازدهار.
وعقب انتهاء المباحثات حضر الرئيس مأدبة الغداء التى أقيمت تكريما لفخامته والوفد المرافق له. ثم توجه الرئيس بعد ذلك برفقة الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتى إلى مسجد وضريح المغفور له الشيخ زايد آل نهيان، حيث قام بجولة فى المسجد وقرأ الفاتحة على روح المغفور له، الذى لن ينسى الشعب المصرى مواقفه التاريخية تجاه مصر وشعبها، والتى كانت تنُم عن حكمة وإيمان عميق بضرورة التضامن العربى وتضافر الجهود بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية للمساهمة فى إعلاء شأنهما على المستوى الدولى.
وأوضح السفير علاء يوسف أن الرئيس كان قد استهل نشاطه صباح اليوم بعقد لقائين منفصلين مع رجال الأعمال الإماراتيين والمصريين، بالإضافة إلى تفقد معرض لشركة الجرافات البحرية لعرض النشاط الذى تقوم به فى إطار مشروع قناة السويس الجديدة. وقد شهد اللقاء الأول الذى ضم مجموعة من كبرى الشركات الإماراتية، بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وزيادة الاستثمارات الإماراتية فى مصر، واستعرض الرئيس الخطوات والإجراءات الجارية لتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتذليل العقبات البيروقراطية، وذلك قبل انطلاق المؤتمر الاقتصادى، الذى ستستضيفه مصر فى شهر مارس المقبل، كما أكد السيد الرئيس التزام مصر بتعهداتها وحرصها على تسوية كل المشكلات التى تواجه الاستثمارات الأجنبية فى مصر.
وقد شهد اللقاء حواراً بين الرئيس وممثلى مجتمع الأعمال الإماراتى، بمشاركة الوزراء أعضاء الوفد المرافق، حول عدد من الموضوعات الخاصة بالاقتصاد المصرى والمشروعات التى يتم تنفيذها، حيث عرض عدد من الحضور بعض المشاكل التى تواجه الاستثمارات الإماراتية فى مصر.
وقد أعرب رجال الأعمال الإماراتيين عن تطلعهم لزيادة استثماراتهم فى مصر خلال الفترة المقبلة، لاسيما وأن هناك فرصاً واعدة لتطوير هذه الاستثمارات.
أضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس شدد خلال الاجتماع الثاتى، الذى ضم مجموعة من رجال الأعمال المصريين العاملين بدولة الإمارات، على أن مصر تحتاج فى المرحلة الحالية إلى جهود كل أبنائها من المستثمرين المصريين، من خلال تنفيذ مشروعات تتيح فرص عمل جديدة للشباب وتساعد على دعم الاقتصاد المصرى من خلال ضخ استثمارات جديدة من الخارج للمشروعات التى سيتم طرحها.
وقد عرض الحضور خلال الاجتماع مجالات أنشطتهم المختلفة، وأعربوا عن حرصهم على زيادة استثماراتهم فى مصر فى المرحلة المقبلة، كما أثير موضوع إنشاء مراكز تدريب للعمالة وكيفية الارتقاء بمستوى العامل المصرى بحيث يمكن إيفاده للعمل بالخارج، وهو ما أكد الرئيس على أهميته، مشيراً إلى ضرورة مواصلة الحكومة سياستها نحو تدريب العمالة المصرية وإعدادها للعمل بالخارج.
كما وجه الرئيس فى نهاية الاجتماع الدعوة للحضور للمشاركة فى فعاليات مؤتمر شرم الشيخ فى شهر مارس المقبل.