شرع الإسلام صلاة عيد الفطر المبارك في 1 شوال هجرياً من كل عام، في السنة الأولى من الهجرة وهي: فرض كفاية عند الحنابلة، وسنة مؤكدة عند المالكية، والشافعية؛ وواجبة عندالحنفية.
وتكون الصلاة في صباح أول يوم عيد الفطر، وقد واظب عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا لها.
وصلاة العيد ركعتان، ويدخل وقتها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، وحدده العلماء بزوال حمرتها، وينتهي وقتها بزوال الشمس.
* كيفية صلاه العيد:
1- يكبر في الركعة الأولى سبعاً من غير تكبيرة الإحرام، ويقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة الأعلى أو سورة ق.
2- وفي الركعة الثانية يكبر خمساً ويقرأ بسورة الغاشية أو بسورة القمر.
3- وبعد الصلاة يخطب الإمام خطبة يذكر فيها الناس ويعظهم. والدليل على ذلك : ما روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، وأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثاً أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف”.
* أول عيد صلاه النبي صلى الله عليه وسلم :
قال ابن جرير في ذكر أحداث السنة الثانية من الهجرة: “وفيها صلّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاة العيد، وخرج بالنّاس إلى المصلى، فكان أوّل صلاة صلاّها”.
قال الرملي: “وأول عيد صلاه النبي صلى الله عليه وسلم عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة، ولم يتركها”.
وهو موافق لما روي أن الصوم شرع في السنة الثانية من الهجرة .
وجاءت السنة بما يشير إلى أن ذلك كان في أول الهجرة، فعن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما هذان اليومان)) ؟ قالوا: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر)).
قال الصنعانيُّ: “الحديث يدل على أنّه قال صلى الله عليه وسلم ذلك عقيب قدومه المدينة، كما تقضيه الفاء، والذي في كتب السير أنّ عيدٍ شُرع في الإسلام عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة”.
ولا منافاة بين الأمرين، فقصة الحديث وقعت في شهر محرم من السنة الثانية من الهجرة؛ لأنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة في شهر ربيع الأول، والله تعالى أعلم.