يبدو أداء الفنانة السورية سلافة معمار “باهتاً” في “بنت الشهبندر”، وأقلّ إشعاعاً بكثير من الضّوء الإعلاميّ المتوهّج الذي رافق الإعلان عن الدور بشكل خاص، والعمل بشكل عام، قُبيل عرضه على الشاشات. فقصّة العشق المستحيل التي يلعب العمل على وترها لم تشفع لصُنّاعه بلفت الأنظار إليهم، لا سيّما أنّها أصبحت مكرورة أكثر من اللازم ومُستنسخة عن قصص المسلسلات التركيّة. كذلك، فإنّ الحسب والنّسب والجاه الذي تتمتّع به “ناريمان بنت الشهبندر” فشِلَ في جعلها نجمة الدراما السورية لهذا العام.
أقرا ايضاً: سلافة معمار تنشر صورة تجمعها مع أمها وأختها
ولعلّ أبرز ما تكره النّساء هو الحديث عن أيّ شي يتعلّق بأعمارهن. ولكن إن أردنا التكلّم بصراحة شديدة فإنّ دور “ناريمان” كان من المُفترض أن يُناط بممثّلة أصغر سنّاً لتبدو الشّخصيّة أكثر إقناعاً، لا سيّما أنّ علامات التقدّم بالسّن بدت واضحة على ملامح وجه سلافة الذي فقدَ شيئاً من امتلائه ونضارته، فلا ينفع أن تٌقدّم ممثّلة قد جاورت الأربعين من العمر بدور عاشقة فتيّة. وكما أنّ لكلّ عمر حقّه، كذلك لكلّ دور حقّه أيضاً، علماً أنّ سلافة فعلت ما عليها وكان تمثيلها عفوياً كما المُعتاد.
إذاً، أطلّت ممثّلة الأدوار الصّعبة بدور عادي في هذا العام، لا يُشبه موهبتها أبداً؛ هي من عوّدت جمهورها على الأدوار الجدليّة التي لا يُتقنها سواها، فلم تحمل “ناريمان” لها أيّ إضافة جديدة، ولم تحتج إلى قدرات تمثيلية خاصّة، علماً أنّ قصّة العمل تدور حول قصة حبّ ثلاثيّة الأضلاع، وتتمحور حول تلك الفتاة التي من المُفترض أن تكون حسناء وتُوقع في حبّها شقيقين هما ابنا زعيم الحارة. وستحب “ناريمان” “زيد” وستتزوج به، ولكنه يختفي في بداية المُسلسل لأسباب مجهولة. واختفاؤه يدفع بشقيقه الأكبر “راغب” المُغرم أصلاً بناريمان للحلول مكانه في كلّ شيء، لتبدأ بعدها محاولات حلّ لغز غياب الزوج.
إن عُدنا بالذاكرة سنة إلى الوراء، فقد قدّمت النجمة السورية العام الماضي شخصيّة “ورد” ضمن مسلسل “قلم حمرة”، هي التي استطاعت إثارة الجدل من الحلقة الأولى، واستفزّت أقلام النُّقاد إعجاباً وإطراءً على مدار كامل الشهر الفضيل، لا سيّما أنّها قدّمت شخصيّة مليئة بالتناقضات، وكان فيها من الغرابة وقسوة المَشاهد التي صُوّرت داخل السجن ما يحبس الأنفاس، أمّا “المونولوج الداخلي” الذي اعتمدت عليه الشخصية في حواراتها مع نفسها، فقد أصبح حِكَماً ومقولات مأثورة يتناقلها روّاد الـ”فيس بوك” عبر صفحاتهم. ولا بدّ أن نذكُر ـ طبعاً ـ أنّ كاتبة العمل يمّ مشهدي تألّقت على خط واحد مع معمار، ووُصف نصّها بأنّه أيضاً بطل من أبطال العمل.
