شخص بسيط، يتحدث بلغة الشارع، حاصل علي دبلوم من مدرسة مسائية، جاهد ليكمل تعليمه وأتمه بمعهد متوسط. مثقف لأكبر درجة، وعاشق لسور الأزبكية وكتبه القديمة، يعشق السينما المصرية والأجنبية ومتابع جيد لنجومها وأفلامها الشهيرة، ويلزم القريبين منه بمشاهدة أفلام الروايات والقصص العالمية.
زملكاوي.. ودفع في مقابل ذلك مرض القولون العصبي والمرارة والضغط والحمد لله.
ناصري التجربة، لم ينتم لحزب لكنه يري في ناصر الأمل والهدف والغاية، وفي كلماته وخطاباته وسيلة إلى الغاية الأسمى وهي الوحدة العربية.
وسطي ويحب الشيخ الشعراوي.
ثوري شعبي واجه في مرات عديدة وبشكل بسيط أصحاب الأعمال.
إنه والدي “الأسطي حنفي الهندي”، ابن حارة الهندي الواقعة بين ورشة سمعان والعسال وشارع العطار بشبرا..
“براد الاسطمبات” الفني الحرفي، الذي يعد من أكثر أبناء مهنته حرفية، وهو أيضاً الأسطي حنفي أبو حسام، كما كان يحب أن ينادوه. تحكي ملامحه ولونه القمحي صعوبة الحياة التي عاشها. والدي أنجب في الحياة ولدا واحدا هو “أنا”.
أبي مثلي لا يحترف الكلام المعسول والرومانسية المفرطة، ولكنه محب صادق حافظ علي زوجته وحياتها، وإن لم تتحقق رغبته في عدد من الأبناء، فأبي ارتضي بابن واحد وحيد، بعد تأكيد الأطباء أن في الإنجاب خطرا علي صحة والدتي. واختار أبي علي عكس بعض ممثلي العشق والرومانسيين أن يحافظ علي زوجته في مقابل التضحية برغبته، ولم يقدم علي ضياع زوجته وموتها من أجل “عيل زيادة علي العيال الموجودة”.
أبي لم يهدد والدتي يوما بالزواج عليها، بل كان يقول لها دائما في جملة رومانسية من وجهة نظره طبعا “مش هتجوز عليكي لو متي يا أم حسام”.
وعلي عكس كل الآباء لم يكن يتعامل معي بمنطق الابن الوحيد المدلل، كان قاسيا “مفيش دلع مفيش غلط في حد بنظرة واحدة، أستطيع أن افهم رفضه أو قبوله لأمر ما وأتجنبه أو أطلع أجري عليه. يا أسطي حنفي والله وحشتني، وواحشني كلامك وتوجيهاتك التي كانت عادة انتقادات، بس وحشتني، وحشني “حسك” ونفسك وشعرك ولونك وعينيك وحضنك.
وحشني الحضن الوحيد الذي حصلت عليه منك، وكان قبل وفاتك بساعات، وكأنك تقول لي “سلام عليك”.. “عليك السلام” يا أعز الناس وأغلاهم.. وعليك السلام يا أسطي حنفي.