ألقت أزمة نقص اسطوانات البوتاجاز بظلالها على جميع المحافظات، مخلفة وراءها ارتفاع سعر الأنبوبة فى العاصمة إلى 60 جنيهًا مع الباعة الجائلين، فضلا عن الطوابير والزحام أمام المستودعات.
ومع كل أزمة لاسطوانات البوتاجاز، تظل محافظة القاهرة، أقل تضررًا من باقى المحافظات الأخرى، نظرًا لوصول الغاز الطبيعى لعدد كبير من وحداتها السكنية.
وتفاقمت الأزمة بدءا من الأسبوع الماضى، وبحسب مصدر بشركة “بوتاجسكو”، لتوزيع اسطوانات البوتاجاز، عانت منها أحياء القاهرة الشعبية والفقيرة، كالزاوية الحمراء والسلام والوايلى والمطرية وعين شمس، وباب الشعرية، وهى أحياء لم يصل الغاز الطبيعى لجميع وحداتها السكنية، لطبيعة تصميمها القديم.
وأكد المصدر أن سبب الأزمة هو ضعف التوزيع فى المخازن، ففى اليوم الواحد على سبيل المثال، كانت المخازن تخرج بـ 6 سيارات بمعدل (560- 700) أسطوانة للسيارة الواحدة، وهو معدل قل فى اليومين الماضيين، مما أسفر عن وصول سعر الاسطوانة مع الباعة الجائلين إلى خمسين جنيها.
وترجع الأزمة أيضا، إلى عدم عمل المصانع بكامل كفاءتها، بما يتناسب مع ارتفاع استهلاك المواطنين، والذى يزيد فى فصل الشتاء.
من جانب آخرتمت المحاولة بالاتصال بإبراهيم عسقلانى، مدير مديرية التموين بالقاهرة، لمعرفة حصص المحافظة الشهرية من الاسطوانات، وخطة المديرية لمواجهة الأزمة فى الأحياء الأكثر تضررا، إلا أنه لا يرد على هاتفه المحمول.
فى سياق متصل، ناشدت ألفت محمد، مواطنة بحى المطرية، محافظ القاهرة بسرعة توصيل الغاز لباقى مناطق الحى، حتى لا تمتصنا “مافيا”، بيع الاسطوانات من “السريحة”.
“حكومة فاشلة”.. عبارة قالها مجدى سيد، مواطن بحى الوايلى، لافتا إلى أن الحكومة على علم بالأزمة مع كل موسم شتاء، ورغم ذلك تجد التصريحات على غير قدر المسئولية.
كما تفاقمت أزمة نقص اسطوانات البوتاجاز بالقليوبية، حيث شهدت بعض المستودعات اشتباكات بسبب نقص أعدادالاسطوانات بقرى ومدن المحافظة، واستغل تجارالسوق السوداء الأزمة برفع سعر الاسطوانة ليصل سعرها إلى 40 جنيهًا.
من جانبه قال جمال السيد، وكيل وزارة التموين بالقليوبية، إن تفاقم مشكلة نقص أسطوانات البوتاجاز واستمرارها جاء نتيجة البرودة الشديدة فى الأيام السابقة.
وأضاف أن الزيادة التى طالبت بها المحافظة لحل الأزمة لم تصل بسبب إغلاق المواني وقلة الشحن، كما تم صرف 70% فقط من حصة الاسطوانات أمس الاثنين، وتم حجز 30% بسبب موجة البرد.
وأكد أن المحافظة ستشهد انفراجة غدًا بعد تحسن أحوال الطقس بداية من اليوم وفتح الموانى وزيادة الشحن وسيتم الدفع بـ 72 ألف أسطوانة بوتاجاز، بالإضافة إلى زيادة 10%.
من جانب آخر، استقبل ميناء الزيتيات بالسويس اليوم الثلاثاء السفينة “ارزوجاز” وعلى متنها 6000 طن بوتاجاز قادمة من ميناء ينبع السعودي، في إطار تلبية احتياجات مصانع تعبئة أنابيب البوتاجاز لمواجهة زيادة الطلب فى السوق المحلي في فصل الشتاء ومواجهة الطوابير.
وقرر الدكتور محمد نعيم محافظ الغربية، اليوم الثلاثاء، الدفع بـ “ألف اسطوانة غاز منزلية” مدعمة، إضافية لمركز كفر الزيات، في إطار مواجهة الأزمة وزيادة الطلب على الاسطوانات.
كما وجه محافظ الغربية، بتكثيف الحملات التموينية لمستودعات الغاز، مشددًا على تواجد مفتشى التموين ومراقبة عملية التوزيع والبيع، بالسعر الرسمي.
بينما صرح إمام بركة، رئيس شعبة المواد البترولية بمحافظة الفيوم، بأن أزمة اسطوانات البوتاجاز، ترجع إلى نقص كميات الغاز الواردة إلى المحافظة بمقدار النصف.
وأشار “بركة”، إلى أنه تم عرض مذكرة على اللواء خالد الجبرتي، السكرتير العام للمحافظة، لرفعها إلى الدكتور حازم عطية الله، محافظ الفيوم، للتدخل في الأزمة وطلب كميات إضافية للمحافظة.
جدير بالذكر أن عددًا من قرى مركز سنورس ومركز يوسف الصديق، وقرى أخرى بمراكز المحافظة، تعاني من نقص اسطوانات البوتاجاز من الأسواق، وارتفاع سعرها في السوق السوداء إلى 50 جنيهًا.
فى سياق متصل، استمرت أزمة نقص اسطوانات الغاز بمحافظة البحيرة،وارتفع سعر الاسطوانة إلى 25 جنيهًا فى بعض المناطق وتوقع وكيل وزارة التموين انتهاء الأزمة نهاية الأسبوع، عقب انتظام ضخ الغاز للمصانع.
كانت محافظة البحيرة قد شهدت نقصًا حادًا في اسطوانات الغاز خلال الأسبوع الماضى، أدى إلى الزحام على المستودعات، ووصل سعر الأسطوانة فى بعض المناطق إلى 25 جنيهًا، مما دفع الأهالي إلى المطالبة بتوفيرها واتهموا الموزعين ببيعها إلى مزارع الدواجن.
من ناحيته أكد المهندس محمد طه وكيل وزارة التموين بالبحيرة، أن نقص الغاز كان نتيجة تعطل المراكب فى البحر، نتيجة سوء الأحوال الجوية، مما عطل ضخ الغاز الصب لمصانع التعبئة لمدة أسبوع.
وأكد طه أن ضخ الغاز انتظم منذ الأحد الماضى، وهو ما يعنى انتها الأزمة تمامًا نهاية الأسبوع، مع انتظام ضخ الغاز، حيث يحتاج حل الأزمة إلى نفس عدد الأيام التي نقص فيها الضخ لحلها نهائيًا.
وطوابير المواطنين، ظهرت بشكل كبير في محافظة الشرقية بعد غياب سيارات التعبئة منذ حوالي 4 أيام، وانتشرت الطوابير والمشاجرات فضلا عن حالات التحرش.
ومن جانبهم اتهم المواطنون أصحاب المستودعات بالإتجار فيها، ورفع سعرها بالسوق السوداء، إلي 35 جنيها بدلاً من عشرة جنيهات فقط كسعر رسمي لها، مقررين المبيت أمام المستودعات، في انتظار سيارة التعبئة المتأخرة منذ عدة أيام.
وفي أول تعليق للرئيس عبدالفتاح السيسي على أزمة البوتاجاز، أوضح أن الظروف الجوية الأخيرة عطلت السفن المحملة بالغاز مما أدى إلى هذه الأزمة.