هو: “أنا مش بفكر في الجواز دلوقتي خالص”.
هي: ليه؟
هو: ….. (صمت).
الحوار القصير ده تقريًبا أكتر حوار بيتكرر بين الولاد والبنات مؤخرًا، في زمننا ده، الحقيقية إنها بتتقال من زماااااااان، من أيام أحمد رمزي لما كان بيحب يهرب من بنت يعرفها في أفلام الأبيض والأسود، بس ساعتها، مكانش حد بيقول الكلمة دي غير الشاب اللُعبي اللي عايز يقضيها شوية ويفرح بشبابه قبل ما يطب ويقع في الحب، وساعتها مبيقدرش يقولها كده، ببساطة بيتجوزها لو فعلاً بيحبها.. إنما دلوقتي بيبقى شاب فعلاً كويس، مش لُعبي ومش قاصد يتسلى بالبنت، وأصلاً بيحبها جدًا، لكن مش بيتجوزها! يا ترى ليه؟!
سألت أكتر من شاب في أوائل التلاتينات، وكان الرد بمنتهى الصراحة: “عشان الرجالة بقت بتخاف من المسؤولية”، الغريب إن اللي جاوبوا معندهمش مشكلة إنهم يعترفوا بده، لكن في نفس الوقت معندهمش حلول.
واحد من الشباب دول لما اتسأل: “طب إيه السبب؟” قال إن “الزمن.. التوقيت اللي إحنا فيه، وظروف البلد اللي بتسوء يوم بعد يوم هي اللي وصلتنا لكده، يعني دلوقتي الجواز محتاج مصاريف كتير عشان نوصل لأول مرحلة أصلاً، اللي هي إننا نتجوز، وبعد كده بقى فيه بيت مفتوح، فيه أطفال ممكن تيجي، كل دي مسؤوليات محتاجة فلوس كتير ومحدش دلوقتي قادر على كل ده، كمان مش بس الفلوس، المجتمع بيتغير بشكل غريب وسريع، وأي حد دلوقتي بيبقى خايف يجيب عيال لأنه مش عارف هيربيهم إزاي، وده لأن هو نفسه مبقاش عارف الصح فين والغلط فين..”.
طيب إحنا دلوقتي فهمنا وجهة نظر الراجل، أو مخاوفه، طيب البنات ذنبهم إيه؟ يعني البنت دلوقتي بتبقى في التلاتينات ولسه متجوزتش رغم إنها ممكن تكون مرت بتجارب عاطفية ناجحة جدًا ومناسبة جدًا، لكن دايمًا مبتوصلش للخطوة الأخيرة للجواز، وبنات كتير مبتبقاش فاهمة إيه السبب!!
وتلاقي البنت من دول تبقى بتعرف واحد كويس جدًا، وبتتعامل معاه من زمان، وأول ما يبدأوا يحسوا مشاعر ناحية بعض، يفضل يتهرب منها ويتغير عليها، وتبقى هي هتتجنن وكل اللي بيجي في بالها أفكار سودا؛ زي إنه كان بيلعب بيها، وإنه كان بيختبرها بس، أو إنها فيها حاجه غلط لازم تغيرها.. وأوقات تعدي المرحلة دي والبنت يبقى نفسها أطول شوية وتعرف تعدي بالولد للبر التاني وتوصله إنه يعترف لها بحبه.. هاه.. خلاص بقى. فااضل تكة.. الخطوة الجاية جواز بقى.. بس اللي بيحصل مش كده تمامًا، هو برضه بيبدأ يتغير عليها، ويعترض على حاجات بتعملها كان زمان شايفها عادي، ويبقى بيدقق في تفاصيل عمره ما كان بيهتم بيها، تقدري تقولي كده بيقلها ع الساقطة واللقطة؛ والمسكينة برده مش فاهمة.
الحقيقية فيه تفسير مقنع للحالة دي، وهي إن الشاب بس مش عايز يعرف إن تصرفاته دي ليها علاقة بخوفه من المسؤولية، يعني بدل ما يبعد عن البنت فجأة قبل ما ياخد أي خطوة أصلاً، هو بيدوس على نفسه، وبياخد خطوة أولى، وبيقرر فعلاً يقضى باقي حياته مع البنت دي، لكن من جواه لسه فيه حاجه بتقوله “إنت مش قدها”، لسه عقله الباطن بيشده وبيحاول يلحقه قبل ما يغرق في بحر المسؤوليات، فالشاب بيبدأ يعمل تصرفات منفرة، وحاجات تبعد البنت عنه من غير ما يحس.
المشكلة ممكن تبان ملهاش حل، لكن لازم تعرفي إن أول خطوة في حل أي مشكلة هو تحديد المشكلة نفسها، يعني لو فعلاً انتي عارفه شريكك ده كويس، وبدأتي تلاحظي تغير تصرفاته أو قلقه بدأ يبان، ده معناه إنك عرفتي المشكلة فين، هنا بقى يجي دورك، إنتي مش الوحيدة اللي بتواجهي المشكلة دي، بنات كتير بتواجهها، بنات كتير عرفت تتعامل، ودلوقتي فعلاً وصلوا لبر الأمان.
كل اللي عليكي إنك تطمنيه، عرفيه إنك فاهمة كويس أوي إحساسه ومقدراه، متتقليش عليه في الطلبات لو عنده مشاكل مادية، ولو ماديًا مرتاح فهو لسه عنده مشاكل تانية برضه، حاولي تحسيية دايمًا إنك معاه ع الحلوة والمرة، وإنك مش هتتحولي لعبء، هتتعبي شوية في الأول، بس صدقيني إنتي اللي في إيدك سعادتك وراحتك، شوية تعب في الأول يهونوا.