من حوالي 3 سنين، فيه مسلسل اتعرض في رمضان اسمه “حكايات بنات”، والجواب بيبان من عنوانه، المسلسل كان زي اسمه كده، بسيط جدا ولطيف ومباشر، ورغم ده، كل البنات اللي تابعته استقبلته استقبال مختلف.
ورغم إن الحواديت كلها عن بنات من طبقة عالية شوية ماتشبهش العامة، إلا إن اللي اتفرجوا عليه شافوا نفسهم فيه، في كل حكاية، وده يمكن بيأكد فكرة إن قلوب البنات كلها من مادة خام واحدة، لو شلنا الظروف، والبيئة، والتعليم، والشكل، واللون وكل التفاصيل من كل بنت، هنلاقي كل البنات في الآخر بنوتة واحدة.
يعني كل بنت شافت نفسها مثلا في المشهد اللي حورية “كاميليا” بتمسك فيه إبن صاحبتها اللي اتولد على ايديها وقلبها بيطير معاه، ومبتعرفش تمسك دموعها، رغم إنها ساعتها، في المشهد ده كانت سكرانة، لكن في الآخر البنت أصلا مولودة أم، أيا كانت بيئتها أو سلوكياتها.
مشهد صبا مبارك” أحلام” وهي بتعاتب حبيبها اللي بينهم مشاعر غير مُعلنة على إنه فجأة قرر يسافر ويسيبها، وبتعترفله إنها كانت منتظرة منه خطوه أو اعتراف أو حتى تلميح، لكنه معلمش ده غير في آخر لحظة، وبتواجهه بإنه اعترف قبل سفره بساعات بس عشان ميبقاش مُلزم قدامها بحاجة، (التعميم جريمة) فمش هقول كل البنات مرت بالحالة دي، لكن معظمهم، الشخص اللي بيبقى نظريا في دايرة الصحاب، بس مسموحله اللي مش مسموح لغيره، فيه بينكم كلام مش مع غيره، ونظرات مبتكونش غير ليه، وغالبا بيكون بيبادلك ده، وبتبقى في قايمة أولوياته، وبتحسي بدفا وأمان مش بتحسهم مع صديق غيره، وتبقى مستنيه أي علامة تأكدلك أحاسيسك عشان بس متمشيش ورا أمل كداب.. وغالبا مش بيديكي العلامة دي، وغالبا بيفضل محتار فترة كبيرة، وفجأة يختفى.. هاه؟ فكرتك بحد؟
الحدودتين دول أكتر اتنين علقوا معايا، لكن المسلسل مليان حكايات مفيش داعي لسردها دلوقتي، لكن اللي عايزة أتكلم عنه إن المسلسل ده كان تقريبا بداية موجه، أظنها كويسة، من المسلسلات اللي بتستهدف البنات، مش كلها بشكل مباشر، زي مسلسل “ذات” اللي اتعرض رمضان اللي فات، اللي في الأساس بيتعرض لتغيرات إجتماعية وسياسية حصلت في مصر على مدار 40 سنة، لكن كل الأحداث دي بتدور حوالين البطلة الأنثى “ذات”، بس برده مش ده سبب انجذاب البنات للمسلسل وإحساسهم إن كل حلقاته بتمسهم، السبب الحقيقي هو صُناع المسلسل، السيناريست مريم نعومن اللي غزلت تفاصيل أنثوية غاية في الدقة والرقة، والمخرجة كاملة أبو ذكري، اللي صورت كل مشهد بكاميرا بدانتيل، وضافت جمال على كل صورة مكانش ممكن أبدا يطلع من مخرج راجل.
السنة دي فيه مسلسل جدد لنفس المبدعتين وهو “سجن النسا”، اللي من أول مشهد فيه بتلمس النسوية الخالصة اللي غالبة على الحوار والتفاصيل، وحتى على التتر، كمان فيه مسلسل “دلع بنات” اللي مش بس اسمه اللي بيقول انه هتبقى محور حكايته البنات، لأ كمان التتر الرائع اللي بيغازل فيه أيمن بهجت قمر البنات بكلمات لطيفة جدا بين كل كوبلية فعل أمر “دَلع البنوتة.. دلع”.
المسلسلين، سجن النسا ودلع البنات، لسه في بدايتهم وصعب الحكم عليهم، يمكن سجن النسا نظرا لأن صناعه نساء باين من بدايته، لكن المؤلف محمد صلاح العزب، مؤلف دلع بنات، رغم انه من البداية موضح إن المسلسل الشخصتين المحوريتين فيه بنات، إلا انه لسه مبانش فيه هيجذب البنات لأي مدى وبأي شكل.
وأدينا مستنين، ولينا قريب أوي كلام عن سجن النسا، لحد ما نشوف دلع بنات واخدنا لفين.. ملحوظة، اللي كاتبة الكلام ده كاتبه رؤية واحساس بنت بأعمال فنية، مش نقد فني خالص
.