تعتبر جماعة أنصار بيت المقدس التي أصبحت تابعة لتنظيم داعش وفرعه فى سيناء الأكثر حضورًا اليوم على الساحة المصرية ويعود ذلك إلى عدد من العمليات النوعية التى نسبت إلى الجماعة فى الآونة الأخيرة إلا أن الجماعة حديثة لا بل طارئة على سيناء .
وبحسب موقع ” فرانس 24 ” الفرنسى فقد تشكّل التنظيم في الفترة التي تلت الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق مبارك، وبحسب عدد من الملمين بشؤون سيناء، فإن الجماعة مكونة من خليط من الفلسطينيين الذين وفدوا من غزة ومن مصريين كانوا منضوين تحت لواء ما كان يعرف بجماعة ” التوحيد والجهاد ” التي تبنت عدة هجمات إرهابية استهدفت السياح الأجانب في سيناء بين عامي 2004 و2006، وكان قد أسّسها عا م 2001 في العريش، خالد مساعد، وهو طبيب أسنان من سيناء.
تعتمد “أنصار بيت المقدس”، الفكر السلفي الجهادي، وكانت تعتبر الأقرب من فكر تنظيم القاعدة، لكنه وبالرغم من إشادة أيمن الظواهري، الذي خلّف أسامة بن لادن على رأس القاعدة وهو مصري الجنسية، فقد فضلت الجماعة إشهار مبايعتها لتنظيم “داعش” وقد قبل هذه البيعة أبو بكر البغدادي بإصدار صوتي ما يؤكد عضوية الانتماء والحركة.
والجماعة كانت مصدر قلق وتشويش على حكم الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي، وقد أعلنت الجماعة عن نفسها مطلع 2011 عبر تبنيها تفجير أنبوب الغاز الذي يغذي إسرائيل، وقد تم تفجيره عدة مرات ، كما أن الجماعة تبنت إطلاق عدة صواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية ومدينة إيلات تحديدا.
بات فرع تنظيم الدولة الإسلامية فاعلا بشكل عسكري ممنهج شمال سيناء وعلى طول الحدود مع إسرائيل، ويظن سكان سيناء أن مقاتلوه يتخذون من كهوف ما يعرف بجبل الحلال وسط سيناء ملجأ لهم، مستفيدين من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية المكونة لاتفاق “كامب ديفيد” التي تلزم مصر بتواجد عسكري محدود جدا عدة وعديدا.
كما أن عماد الجهاديين في سيناء يأتي من شباب قبيلتي السواركة والترابين، وتعتبر قرى المقاطعة والمهدية والظهير الخزان البشري لـ”أنصار بيت المقدس واليوم لما أصبح يعرف بـ”ولاية سيناء””.
منذ سبتمبر 2012 شاركت إسرائيل في استهداف “أنصار بيت المقدس”، فلقد اتهمها التنظيم باغتيال إبراهيم عويضة، وهو أحد قيادات الجماعة. مستندا إلى اعترافات شخص أقر أنه “عميل للموساد الإسرائيلي وبقيامه بتجنيد شخصين آخرين لتسهيل استهداف عويضة من قبل قوة إسرائيلية تسللت إلى داخل الأراضي المصرية”. علما أن عويضة كان من سكان قرية خزيزة وسط سيناء .
وفى التاسع من أغسطس 2013، قامت طائرة بدون طيار إسرائيلية باستهداف مجموعة من “أنصار بيت المقدس” فى منطقة العجرا بسيناء لدى إعدادهم صواريخ كانوا ينوون إطلاقها باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم.
خلافًا لما هو متداول ولما روّج له في محاولة للإيحاء أن جماعة الإخوان مرتبطة بجماعات سيناء المسلحة ومنها “أنصار بيت المقدس”، فإن العمليات ضد قوات الجيش والأمن لم تتوقف في سيناء مع وصول الرئيس المعزول، محمد مرسي، إلى سدة الحكم، بيد أن العمليات، ولأول مرة منذ زمن، توجهت نحو الداخل المصري بعد إزاحة محمد مرسي من سدة الرئاسة، فتزايدت العمليات ضد قوات الأمن والجيش المصري.
أما اليوم ومع مبايعة “أنصار بيت المقدس” لتنظيم “داعش” فقد زاد ت حركة الجهاديين بشكل ملحوظ إن كان من خلال عدد من العمليات النوعية وآخرها البارحة عبر الهجوم تزامنا على عدد من المواقع العسكرية في أرجاء سيناء، كما عبر قصف عدد من استراحات القوات الحكومية في العريش، ما أدى لوقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى، دون أن ننسى تركيز الجماعات الإرهابية على تدمير أنابيب الغاز نحو الأردن وإسرائيل متى تيسر لهم ذلك، فهم يرسمون قتالهم في صفوف “داعش” ضد نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي والتحالف الدولي على حد سواء، كما ضد إسرائيل التي بات تنظيم الدولة الإسلامية من خلالهم على حدودها الجنوبية.