قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال 250 جنديا إضافيا إلى سوريا لتقديم التدريب للقوى التي تحارب تنظيم داعش هناك، مشيرا إلى أنه لن يتهاون ولن يتراجع عن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية السورية، لأنها هي التى تؤثر على الوضع، لافتا إلى أن سوريا بحاجة إلى وجود الانتقال السياسي الناجح في البلاد.
وقال أوباما – خلال كلمة ألقاها في ختام زيارته إلى ألمانيا اليوم /الإثنين/ – إن أوروبا وحلف الناتو يستطيعان القيام بالمزيد من الجهود في المحاربة ضد (داعش)، قائلا: “نحن بحاجة إلى مزيد من الدول التي تقدم مساهمات في الحملة الجوية ضد التنظيم في سوريا والعراق، وتدريب القوات المحلية في العراق، وتقديم المساعدات الاقتصادية لها ، لإحلال الاستقرار في المناطق المحررة ومحاربة التطرف، حتى لا يتمكن (داعش) من العودة إلى هذه المناطق، وبحاجة أيضا لأن نبذل قصار جهدنا قبل أن يأتوا إلى مدننا ويقتلوا مواطنينا”.
وأكد أوباما أن بلاده تربطها علاقات وثيقة مع ألمانيا والحلفاء الأوروبيين، مشيرا إلى أنهم قادرون على رسم مستقبل أفضل لشعوبهم.
وقال: “نتشارك مع حلفاءنا في أوروبا الكثير من الخبرات والتجارب، ونؤمن أن الشعوب والأمم يجب أن تعيش بسلام وأمان، كما نؤمن بضرورة إيجاد الفرص لرفع حياة المواطنين”.
وأضاف “نؤمن أيضا بأن الكرامة هي حق لكل إنسان، ونرى التحديات التي يواجهها العالم، لكننا محظوظون بفترة من السلمية والتقدم والازدهار الذي نمر بها، حيث أن غالبية شعوبنا تعيش الديمقراطية ويتوفر لها تعليم وصحة أفضل واقتصاد عالمي”.
ولفت إلى التحديات الراهنة التي يشهدها العالم، قائلا “لسنا محصنين ضد قوى التغيير في العالم، لقد شاهدنا عمليات بربرية استهدفت المواطنين، سواء في مطارات أو مسارح أو أماكن عمل، ما يجعلنا غير مطمئنين في حياتنا اليومية”.
وأشار إلى أن النزاعات التي تمر بها دول جنوب السودان وأفغانستان وسوريا تسببت في هجرة آلاف الأشخاص، الذين وجدوا في شواطئ أوروبا ملاذا لهم، ما مثل ضغطا إضافيا على دول أوروبا.
وقال: إن “روسيا انتهكت سيادة وأراضي دولة مستقلة أوروبية وهي أوكرانيا؛ ما تسبب في توتر الأوضاع بأوروبا الشرقية”.
وأضاف أوباما “إن الاقتصاد الأوروبي تراجع وأدى إلى جيل من الأوروبيين دون عمل، وقد ينظرون إلى المستقبل بآمال ضعيفة”، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة لا تزال تعاني من تباعات الأزمة الاقتصادية العالمية.
ولفت إلى أن أزمة العدالة في الأجور تفاقمت، سواء في الاقتصاد الأمريكي أو الأوروبي، مضيفا أن هذه الأزمة بحاجة إلى حلول من أصحاب السلطة، مشيرا إلى أن تجاهل هذه الأزمات الاقتصادية قد يؤدى إلى استغلالها وتوجيهها بشكل مدمر.
وشدد أوباما على ضرورة أن تتوحد الولايات المتحدة وأوروبا لمواجهة هذه التحديات، مؤكدا “ضرورة عدم التشكيك فيما حققته دولنا من تقدم على مدى عقود”.
وأضاف أن الولايات المتحدة والعالم بأسره يحتاج إلى أوروبا ديمقراطية متحدة وقوية، قائلا إن الوحدة الأوروبية كانت حلم ولكنها أصبحت أمل وضرورة للجميع.
وأشار إلى أن استمرار الوحدة الأوروبية وتفوقها ساهم في الدفاع عن حرية هذه الدول، مضيفا أن الولايات المتحدة كانت ولا زالت ملتزمة بالوقوف إلى جانب أوروبا.
وتابع “بقوة وعزيمة قيمنا وإيماننا بأوروبا متحدة لم ننه الحرب الباردة فقط، بل إن ألمانيا توحدت مرة ثانية لتصبح جزءا من هذا الاتحاد الذي يضم أكثر من 500 مليار نسمة تتحدث لغات مختلفة، وتحقق إنجازات اقتصادية وسياسية غير مسبوقة في العصر الحديث”.
وأشار إلى أن الحفاظ على الوحدة الأوروبية قد يتطلب تنازلات “محبطة”، موضحا أن أوروبا تساعد في المحافظة على الأنماط والقوانين التي من شأنها المحافظة على السلام ونشر الازدهار في كل أنحاء العالم.
ونوه أوباما بالإنجازات التي تحققت في السنوات الأخيرة، والتي تمثلت في “إعادة الاقتصاد العالمي من شفير الانهيار، والتوصل إلى الاتفاق الشامل الذي أوقف إيران من الوصول إلي سلاح نووي، فضلا عن اتفاقية باريس للتغير المناخي”.