قال رئيس لجنة الأمن القومى والسياسات الخارجية، فى مجلس الشورى الإيرانى ، علاء الدين بروجردى ، إن نار الحرب على اليمن سترتد على المملكة العربية السعودية ، داعيًا إلى وقف العمليات العسكرية فى هذا البلد، حسبما نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية.
ويعتبر هذا التعليق، أول رد فعل رسمي من جانب إيران، حول الضربة الجوية الأولى من عملية “عاصفة الحزم” على معاقل الحوثيين فى اليمن، صباح اليوم.
اقرأ ايضاً : 100 طائرة حربية و150 ألف جندى سعودى فى عاصفة الحزم
ونقلت الوكالة الإيرانية شبه الرسمية، صباح اليوم الخميس، عن بروجردى قوله إن ” اشعال النار هذا لاشك سيترك عواقب خطرة وأن العالم الإسلامي سيتعرض لأزمة كبيرة نظرًا إلى حساسية هذه المنطقة “.
وتابع بروجردى أن “إشعال السعودية نار حرب جديدة فى المنطقة دليل على عدم اهتمامها بمشاكل الأمة الإسلامية وغياب المسؤولية لديها، وأن نار هذه الحرب سترتد على السعودية نفسها لأن الحرب لن تبقى محدودة في نقطة واحدة “.
وعبر بروجردى عن أمله فى “توقف هذه العملية العسكرية على وجه السرعة وأن تجري تسوية مشكلة اليمن عبر الطرق السياسية”.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن “القوات المسلحة (الجيش) والشعب اليمني سيهب للدفاع عن سيادة بلاده”، دون أن يوضح مزيدا من التفاصيل.
وبحسب بروجردى فإن أمريكا لها دور في الهجوم السعودي على اليمن، قائلاً “أمريكا هي على رأس فتن الحرب في المنطقة وهي دعمت هذا الهجوم، ولاشك أن السعودية وعدد من دول مجلس التعاون لم تقدم على إشعال هذه النار إلا بضوء أخضر أمريكي وهي لا تملك هذه الصلاحية”.
ومضى “أمريكا وعقب الأزمة التي فرضتها على العراق وسوريا وأفغانستان على مدى سنوات طويلة بدأت عمليًا أزمة ومذبحة أخرى في العالم الإسلامي وإن هذه الخطوة مدانة بشدة”.
من جانبها، نددت الخارجية الإيرانية بالغارات الجوية، ووصفت الهجوم بـ”الخطير والمغاير للقوانين والأعراف الدولية في احترام السيادة الوطنية للبلدان”، وفق وكالة أنباء فارس.
ونقلت الوكالة عن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم قولها إن “استخدام الخيار العسكري في اليمن الذي يشهد أزمة داخلية وحربًا على الإرهاب من شأنه أن يزيد من تعقيد الأمور واتساع رقعة الأزمة وإنهاء فرص التوصل لحلول سلمية للخلافات الداخلية في اليمن”.
ودعت “أفخم” إلى “ضرورة تمسك كافة الأطراف بالحلول الوطنية الناتجة عن الاتفاق بين الأحزاب والكتل السياسية في اليمن”، مطالبة في الوقت نفسه بـ”وقف فوري للغارات الجوية وكافة الأعمال العسكرية التي تستهدف اليمن وشعبه”.
وأشارت إلى أنه “من أبرز تداعيات هذا الهجوم العسكري على اليمن ستكون اتساع رقعة الإرهاب والتطرف لتشمل مناطق أخرى في المنطقة”.
فيما رأى خبراء عسكريون في أحاديث سابقة للأناضول أن تحرك دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، لم يأت فقط بغرض الاستجابة لطلب “الحكومة الشرعية” التي يمثلها الرئيس اليمني عبدربه هادي، ولكنه جاء لحماية أمن الخليج، الذي تهدده مخاوف الدعم الإيراني (الشيعي) للحوثيين (جماعة أنصار الله التابعة للمذهب الزيدي الشيعي) في اليمن (الجارة الجنوبية للمملكة العربية السعودية).
وتعتبر عواصم غربية وعربية، ولاسيما خليجية في مقدمتها الرياض، سيطرة الحوثيين بقوة السلاح على عدة مدن، على رأسها العاصمة صنعاء، “انقلابًا” على الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي غادر صنعاء، إلى عدن في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، حيث يمارس سلطاته من المدينة الجنوبية، بدعم دولي وخليجي.
ويتهم مسؤولون يمنيون طهران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع بين إيران والسعودية، على النفوذ في عدة دول بالمنطقة، بينها لبنان وسوريا والعراق، وهو ما تنفيه طهران.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت السعودية، أن الضربة الجوية الأولى من عملية “عاصفة الحزم” على معاقل الحوثيين في اليمن، نتج عنها “تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الديلمي، وبطاريات صواريخ سام، وأربع طائرات حربية”.
جاء هذا في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، صباح اليوم، مشيرة إلى أن عملية “عاصفة الحزم” تمت بأمر العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبإشراف الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكى ، وبمتابعة الأمير محمد بن نايف ولى ولى العهد النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
ويشارك في عملية “عاصفة الحزم”، خمس دول خليجية، هي “السعودية، والبحرين، وقطر، والكويت، والإمارات، إلى جانب المغرب والسودان والأردن”، استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريًا لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية”، فيما أبدت مصر وباكستان استعدادهما للمشاركة بقوات برية وأعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي.