قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن “عصر التجارة الدولية بالعملات المحلية وليس بالدولار أصبح وشيكاً، في إطار محاولاته لدعم الليرة التركية التي تراجعت بشدة أمام الدولار خلال الأيام الماضية”.
وقال أردوغان إن “التجارة بالعملات المحلية ستبدأ مع دول تحتل مكاناً مهماً للغاية في تجارتنا الخارجية”.
يأتي ذلك فيما يدعو أردوغان الأتراك إلى تحويل مدخراتهم بالدولار واليورو إلى الليرة التركية أو الذهب. واستجابت بورصة اسطنبول للأوراق المالية للدعوة، وقالت وزارة الدفاع التركية إنها “حولت أصولها بالدولار واليورو إلى الليرة”.
وفي الوقت نفسه، تبث القنوات التلفزيونية التركية الموالية للحكومة مواد مناهضة للعملة الأمريكية، في حين بدأت متاجر تركية تقديم هدايا مجانية للمتسوقين الذين يثبتون أنهم حولوا مدخراتهم من العملة الأجنبية إلى الليرة.
وعززت هذه الجهود قيمة العملة التركية بدرجة ما حيث ارتفع سعرها أمام الدولار إلى حوالي 3.4 ليرة بعد أن كان انخفض صباح الأربعاء إلى حوالي 3.58 ليرة. وتراجعت قيمة العملة المحلية بأكثر من 15% من قيمتها أمام الدولار خلال 12 شهراً الماضية.
ويأمل الرئيس التركي في تعزيز قيمة الليرة. وخلال الأيام الأخيرة سجلت العملة بعض التعافي، في الوقت الذي يتوقع فيه المحللون استمرار تراجعها خلال العام المقبل.
يذكر أن تراجع قيمة الليرة يعود إلى قوة الدولار من ناحية، وتراجع ثقة المستثمرين في تركيا، التي تتعرض لهجمات إرهابية متكررة وشهدت محاولة انقلاب فاشلة في وقت سابق من العام الحالي، مع تباطؤ النمو الاقتصادي.
وفي الوقت نفسه، هناك مخاوف بشأن مدى استقلالية البنك المركزي التركي، في الوقت الذي يعارض فيه الرئيس إردوغان التفكير الاقتصادي التقليدي للبنك، ويصر على ضرورة تخفيض أسعار الفائدة لتعزيز النمو الاقتصادي.