أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا أنها استبشرت خيراً بما وصفته بالردود الإيجابية على مبادرتها الداعية إلى عقد جولة حوار سياسى بين مختلف الفرقاء فى ليبيا.
واعتبرت البعثة فى بيان أصدرته اليوم الأربعاء، أن الخطوة التى أقدمت عليها الأطراف بتسمية أعضاء الوفود التى ستشارك فى الحوار تعد خطوة فى الاتجاه الصحيح، وهى تعكس التزام هذه الأطراف بإيجاد حل سلمى للأزمة السياسية والعسكرية الحالية التى تمر بها ليبيا.
وأوضحت البعثة أنها ستستمر بإجراء المشاورات مع الأطراف خلال الأيام القادمة بغية وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات الجارية لعقد الحوار والتى تشمل التفاصيل المتعلقة بالمكان والتوقيت، كما لفتت إلى أن موافقة الأطراف على المشاركة بالحوار، تشكل إشارة واضحة على إصرارها على بذل كل جهد ممكن بغية حماية العملية السياسية فى المرحلة الانتقالية فى ليبيا والمضى قدماً نحو بناء دولة حديثة وديمقراطية قائمة على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.
الهلال النفطي
ومع ذلك، أعربت البعثة عن قلقها العميق بسبب القتال الجارى والمحاولات التى يبذلها كلا الطرفين لتدعيم وتعزيز مواقعهما فى منطقة الهلال النفطي، مشيرة إلى أن من شأن هذا التصعيد تقويض الجهود المستمرة الرامية إلى عقد جلسة الحوار، كما أنه سيخلف بالتأكيد آثاراً سلبية خطيرة على اقتصاد ليبيا.
وناشدت البعثة جميع القوات على الأرض فض الاشتباك والانسحاب فوراً من منطقة الهلال النفطى لتفادى تفاقم الوضع المأساوى الذى تعانى منه البلاد.
وأضافت” كما يجب على جميع الأطراف الكف عن أى عمل من شأنه عرقلة جهود الحوار وتعريض شريان البلاد الاقتصادى للخطرـ فالنفط الليبى يعد مورداً استراتيجياً وهو ملك الشعب الليبى بأسره، هذا الشعب الذى يستحق فرصة العيش فى ظل الاستقرار والازدهار.
عقوبات محتملة
وحذرت البعثة أولئك الذين يدعون إلى التصعيد العسكري، والذين يقومون بوضع العراقيل أمام التوصل إلى حل سياسى توافقى للأزمة، بأن أعمالهم هذه تشكل خرقاً لقرار مجلس الأمن 2174 (2014)، وأن الأفراد والكيانات الذين يهددون السلام أو الاستقرار أو الأمن فى ليبيا سيواجهون عقوبات محددة الأهداف.
وأشار البيان إلى أن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا، برناردينو ليون، سيقدم إحاطة إلى مجلس الأمن فى أوائل الأسبوع القادم حول الجهود التى يبذلها والتحديات التى تواجه انعقاد الحوار بما فى ذلك استمرار تصعيد عمليات الاقتتال المسلح بالرغم من دعوات المجتمع الدولى المتكررة لوقف القتال.