كتب-عبدالله الشريف:
ﺃﻛﺪﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﺄﺷﻴﺮﺓ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻋﻘﺪ ﺍﻷﻣﺎﻥ؛ ﻟﺬﺍ ﻳﺤﺮﻡ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﺄﺷﻴﺮﺓ، ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻤﺜﺎﺑة ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺪ ﺃﻣﺎﻥ ﺁﺧﺮ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﺭﺑﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻬﺪﻧﺔ ﻫﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﺍﻷﻣﺎﻥ.
ﻭﻗﺮﺭﺕ ﻓﻲ ﺭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺭﺻﺪﻫﺎ ﻣﺮﺻﺪ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺅﻩ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻯ، ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻜﻞ ﻓﻀﻴﻠﺔ، ﻭﺑﻴّﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﻟﻴﺘﻤﻢ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴَّﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻨﻘﻀﻮﻥ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ، ﻭﺃﻥ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻌﻮﻧﻴﻦ.
ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺟﺎﺀ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﻜﻞ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﺑﻴﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻧﻈﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ.
ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﻘﺪ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﺑﺸﺮﻭﻃﻪ، ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺴﺎﺋﺤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻣَﻨﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺃﻭ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ، ﺑﻐﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﺷﺮﻋﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩﻧﺎ.