حالة من الخوف والرعب تسود العالم استنفار تقودها مراكز الصحة في دول العالم، وغرب أفريقيا بالخصوص، لمكافحة فيروس “إيبولا” القاتل في نسخته الأسوأ منذ اكتشافه قبل 40 عاما، من اليوم .
الأسلحة البيولوجية والسياسة الدولية
الصخب العالمي الذي أثاره انتشار فيروس إيبولا أعاد إلى الأذهان حالات كثيرة مشابهة من فيروسات متطوّرة فتكت بحياة الآلاف من البشر في السنوات الأخيرة؛ مثلما أعاد الحديث عن مافيا الفيروسات الدولية وصناعة الأسلحة البيولوجية والجرثومية كسلاح استراتيجي.
من الحلم الي الواقع
يوما بعد يوم يتأكّد أن ما عرضته أفلام هوليوود عن فيروسات متطوّرة تصنع في المخابر، لم يكن محض خيال علمي، بل حقيقة جذورها تعود إلى سنة 1763، عندما أرسل قائد الحملة الإنكليزية السير جفري أمهرست إلى الهنود الحمر، مناديل وأغطية لمرضى مصابين بالجدري، فكانت النتيجة انتشار هذا المرض بين جميع السكّان الأصليين لأميركا قبل قدوم الانكليز.
الجيوش الخفية
وقد تحدّث هوارد سيمبسون في كتابه “الجيوش الخفية: دور الأمراض في التاريخ الأميركي” عن هذه الحادثة قائلا إن “لإنكليز لم يجتاحوا أميركا بفضل عبقريتهم العسكرية أو دوافعهم الدينية أو طموحاتهم، بل بسبب حربهم الجرثومية”.
وتعبتر تلك العملية “العسكرية”، اللبنة الأولى لحالات مشابهة، حيث تؤكّد التقارير والأبحاث العلمية أن العالم يشهد أعمالا سرية لتطوير الأسلحة البيولوجية الفتّاكة.
وحذّر العلماء من أن أعظم التحديات التي تواجه العالم اليوم لا تقتصر على الحروب والكوارث الطبيعية، فهناك أخطار أخرى تتربص ببني البشر في مقدمتها مجموعة من الفيروسات المطوّرة وراثيّا، على غرار فيروس الإيدز والسارس مرورا بأنفلونزا الطيور والخنازير وصولا اليوم إلى كورونا وفيروس إيبولا الذي يعتبر الفيروس “الحدث” في المدة الأخيرة.
تفشي إيبولا
تنامى القلق الدولي من انتشار فيروس إيبولا، الذي يعود اسمه إلى اسم نهر في شمال الكونغو الديمقراطية حيث تم رصده للمرة الأولى عام 1976، حيث حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن انتشار المرض بدأ يخرج عن السيطرة.
ويتسبب الفيروس في حدوث نزيف حاد، ويصل معدل الوفاة بين المصابين إلى 90 بالمئة. وينتقل الفيروس عبر مخالطة المصابين بالمرض أو الدم أو السوائل الأخرى بالجسم.
علاج “إيبولا” المفقود
وحتى الآن لا يوجد أي علاج أو لقاح واق ضد الإيبولا (الذي كان يعرف بالحمى النزفية في السابق). وقد أرجع البروفيسور جون أشتون، رئيس كلية الصحة العامة في المملكة المتحدة، تأخر إنتاج لقاح ضد فيروس الإيبولا إلى “الإفلاس الأخلاقي” لصناعة الأدوية لعدم الاستثمار في المرض، لأن المتضررين حتى الآن من أفريقيا رغم سقوط مئات الضحايا.
وأضاف أشتون أن: “الغرب يحتاج إلى علاج الفيروس القاتل فقط لو كان قد تفشى في أغنى أجزاء لندن بدلا من مجرد سيراليون وغينيا وليبيريا”.
وقارن بين تباطؤ الاستجابة الغربية والدولية لصنع مضاد لفيروس إيبولا، مقابل المسارعة بإنتاج مضادات لمرض الإيدز، بمجرد انتشاره في الولايات المتحدة وبريطانيا في ثمانينات القرن الماضي، مع أنه أودى قبل هذا بحياة الملايين في أفريقيا قبل صنعهم هذا العلاج دون أن يتحرك الغرب.
سلاح بيولوجي
الأبحاث العلمية الرسمية تصنّف هذا الوباء على أنه ظاهرة صحية علمية، وباء ظهر نتيجة عوامل طبيعية وبيئية وتطورات جينية لفيروسات قديمة، وجد أرضية مناسبة في غرب أفريقيا ليتطوّر وينتشر في الأجساد الضعيفة أصلا، ولكن جهات أخرى ترى أن فيروس الإيبولا لا يعدو أن يكون سلاحا بيولوجيا جديدا وراءه دوافع سياسية واستراتيجية.
صحف روسيا تتهم واشنطن بصناعة إيبولا
الجهات صحيفة “برافد” الروسية التي اتهمت صراحة الولايات المتحدة بأنها قد تكون صنعت فيروس الإيبولا ليكون سلاحها البيولوجي الجديد، وتساءلت الصحيفة الروسية عن سبب ظهور الإيبولا الآن، ولماذا تحتكر واشنطن اللقاح المضاد للفيروس، علما وأن علماء بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عملوا على تطوير لقاح للإيبولا منذ 30 عاما، وأن جميع حقوق هذه اللقاحات احتكرتها الولايات المتحدة. واشارت الصحيفة الروسية إلى أن طبيبين أميركيين أصيبا بالفيروس وتم حقنهما باللقاح الذي طوره البنتاغون وبدآ يتعافيان من الفيروس بشكل سريع.
وللجيش الأميركي مختبرات خاصة بالأسلحة الجرثومية وقد حملته جهات عديدة يتحمل مسؤولية صنع ميكروبات عديدة خطيرة وغير معروفة من الفيروسات دون لقاح. ويمكن استخدام الهندسة الوراثية لتوسيع ترسانة الأسلحة البيولوجية والجرثومية التي ستكون سلاح المستقبل والبديل الأقوى للدفاعات التقليدية.
نظريات أخرى، تقول إن ظهور الفيروسات الفتاكة مثل الإيبولا وراءه مافيا مخابر الأدوية وشركات صناعة اللقاحات التي تجني المليارات في كل مرة يظهر فيها فيروس جديد.
الفيروس الفتاك والإعلام
تشير تقارير حقوقية إلى أن وراء انتشار الفيروس مصالح تجارية، وهي عملية يتورّط فيها الإعلام بشكل كبير حيث تعمل الجهات المعنية على تسخير وسائل الإعلام لتهويل الوضع وترويع العالم من الفيروس المميت. مثلما هو الحال اليوم مع الإيبولا، وقد حصل من قبل مع عدة أوبئة أخرى مثل فيروس السارس.
وقد أكّد عبدالرحمن النجار، أستاذ علم الأوبئة بجامعة القاهرة ومدير المركز القومي للسموم بمصر، أن هناك بالفعل أمراضا فيروسية خطيرة تظهر بشكل مفاجئ تصاحبها حملة إعلامية ترفع من درجة الهلع في مختلف أنحاء العالم، قبل أن يتم الإعلان عن اكتشاف مصل أو تلقيح، يتم بيعه، لدول العالم الثالث خصوصا، بمبالغ طائلة، وهناك أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير ثم الكورونا وأخيرا الإيبولا كأدلّة.
ويؤكد النجار أن الفيروسات القاتلة ليست كلها وليدة الصدفة، بل تقف وراءها أنظمة ودول وشركات أدوية عالمية، قائلا إن “الولايات المتحدة مسؤولة عن تحوير بعض الفيروسات لأهداف سياسية، كما أنّ بعض الشركات الكبرى مسؤولة عن تصنيع بعض الفيروسات الخطيرة، ثم إعادة إطلاق المصل بعد مدة وبيعه بأموال طائلة وارد .