كتب: محمد على حسن
يعد الاغتيال أحد أهم وسائل الصهيونية فى القضاء على المعارضين و المزعجين و الأعداء و قسم الاغتيالات بالموساد هو أحد أقوى وحدات الموساد الثمانية و الذى لا يقوم برئاسته أو العمل به سوى من هم أكفاء و من أشهر الذين عملوا بقسم الاغتيالات بالموساد هو شمعون بيريسكي أو من هو معروف لنا الآن شيمون بيريز رئيس إسرائيل الحالي.
كانت أشهر عمليات الاغتيال الخاصة بالموساد على الإطلاق هى اغتيال السويدي لكونت فولك برنادوت فى سبتمبر 1948، برنادوت الذى عينته الأمم المتحدة كوسيطا دوليا ليبذل مساعيه لدى السلطات المحلية و الطائفية فى فلسطين فى سبيل إيجاد تسوية سلمية للوضع المستقبلى فى فلسطين و ذلك حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 186 لسنة 1948 و حينما بدأ برنادوت فى تسليم وثيقة المشروع للأمين العام للأمم المتحدة و نظرا لأن إسرائيل رفضت المشروع لجأت إلى أسلوب الاغتيال حيث تم اغتياله و معه مراقب الامم المتحدة العقيد الفرنسي أندريه سيو جهارا فى احد شوارع القدس يوم السابع عشر من سبتمبر عام 1948.
كان للمصريين حظا وفيرا ضمن اغتيالات الموساد بداية بالدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة المصرية التى درست الذرة فى انجلترا وأعدت رسالتها عن ” امتصاص المواد المشعة ” و فى عام 1951 قدمت إليها جامعة أوكردج منحة دراسية لدراسة استخدام المواد المشعة فى العلاج و سمحت لها بزيارة المعامل الذرية و فى الخامس عشر من أغسطس عام 1952 و كانت فى طريقها بسيارتها لزيارة المفاعل فى سان فرانسيسكو و معها مرشد من إدارة المفاعل و فى طريق مرتفع قفز المرشد من السيارة لتصطدم السيارة بحافلة و ترمى بها فى وادي لقيت فيه حتفها فى حين هرب المرشد و اختفت الحافلة.
بعد إنذاره باختطاف أبنائه عن طريق اذاعة صوت اسرائيل اغتال الموساد العقيد مصطفى حافظ و هو ضابط مصري فى قطاع غزة حينما كان القطاع بإشراف الادارة المصرية و قد جرى الاغتيال بطرد انفجر بين يدى العقيد فى مكتبه بخان يونس وذلك فى الثالث عشر من يوليو عام 1956.
و بالوسيلة نفسها اغتال الموساد العقيد المصري صلاح مصطفى الملحق العسكرى بالسفارة المصرية بعمان بعد اغتيال العقيد مصطفى حافظ فى يوم الرابع عشر من يوليو 1956.
كانت مصر تعاقدت مع بعض العلماء الألمان للعمل فى مصر كخبراء صواريخ و كان يرأس مجموعتهم العالم فولفجانج ميلز و قد تابع الموساد الاسرائيلي سواء فى المانيا او فى مصر و تحركات هؤلاء العلماء وزرع الموساد فى مصر أحد اعضائها و هو لونز و زوجته و بدأت محاولات اغتيال هؤلاء العلماء فى يونيو 1964 حينما فتحت سكرتيرة ميلز طرد بريدي فانفجر وأدى إلى فقدان إحدى عينيها و تشويه وجهها ولا يوجد إحصائية عددية معينة لعدد العلماء الألمان الذين تم اغتيالهم فى مصر و ألقت السلطات المصرية القبض على العميل الموسادي لونز و قدمته إلى القضاء الذى حكم بسجنه 25 عام و بسجن زوجته ثلاثة اعوام و قد أفرج عنهما عام 1967 فى اتفاقية بين مصر و إسرائيل لتبادل الأسرى.
حيث أوفدت جامعة القاهرة إلى براغ الدكتور نبيل القليني لاستكمال دراسته فى الذرة و لم تنقض أيام على نواله الشهادة و فيما كان يستعد للعودة إلى مصر اختفى القليني يوم السابع و العشرين من يناير عام 1975 و لم يعد من براغ إلى منزله حتى اليوم.
يعد الدكتور يحي المشد و الذى أسهم بشكل كبير فى تأسيس المفاعل الذرى العراقي من خلال تخصصه فى بناء المفاعلات النووية من أشهر من تم اغتيالهم على يد الموساد و قد حاولت الولايات المتحدة إغرائه كثيرا للعمل فيها لكنه فضل العمل فى الإطار العربي و فى إحدى المباحثات مع مجلس إدارة لجنة الطاقة الذرية الفرنسية وجد الدكتور المشد قتيلا فى غرفة نومة بالفندق يوم الرابع عشر من يونيو عام 1980.
سعيد السيد بدير عالم مصري تخصص في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي و الذى كان يصنف العالم الثاني على العالم فى ذلك المجال و عندما توصل الى تطوير خاصيه التحكم فى المعلومات المرسلة من قبل اقمار التجسس الصناعية اغتاله الموساد بمدينه الاسكندرية في الثامن من يونيو عام 1988.
الكثير و الكثير ممن اغتالهم الموساد ظلت قصص اغتيالهم او اختفائهم غامضة و المعلومة الوحيدة التي يمكن الخروج بها من كل هذه القصص ان من قام بالاغتيال معروف هو الموساد فالطريقة واحدة و الدافع معلوم و هو أن الموساد لا تريد أمثال المشد أو القليني أو بدير.