“الاكتئاب الموسمي”، أو ما يعرف بـ”اضطرابات العاطفة الموسمية”، هو نوع من تغير الحالة المزاجية يصل إلى حد الكآبة، يحدث بالتزامن مع الفترات الانتقالية بين فصول السنة المختلفة، وهو أكثر شيوعًا في الفترة ما بين نهاية فصل الخريف وبداية الشتاء، ويحدث بنسبة أقل مع نهاية الربيع وبداية الصيف، ما يجعل البعض يطلقون عليه الاكتئاب الشتوي، وتظهر أعراض هذا الاضطراب بشكل أكبر لدى النساء مقارنةً بالرجال.
الأعراض :
بحث العلماء لسنوات للوصول إلى حقيقة هذا الاضطراب، وتوصلوا إلى كشف أعراضه وأسبابه وطرق محددة للتخلص منه أو تجنبه.
ومن أعراض هذا الاضطراب صعوبة الاستيقاظ صباحًا، والشعور بالغثيان والميل إلى النوم لفترات طويلة، والشعور بشهية كبيرة للطعام، خاصةً السكريات والنشويات، ما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في الوزن.
وتعتبر هذه هي الأعراض الأساسية، وقد يصاحبها انخفاض في الطاقة، ومواجهة صعوبة في التركيز والانسحاب من التفاعل الاجتماعي مع الأصدقاء والعائلة، وانخفاض الرغبة الجنسية.
وتجتمع كل هذه الأعراض لتعزز من الشعور بالاكتئاب واليأس، ويختلف من يعانون من الاكتئاب الشتوي عن نظرائهم ممن يعانون من الاكتئاب الصيفي، في أن من يعاني من الأخير قد يشعر بفقدان الشهية ويؤدي ذلك لفقدان الوزن.
الأسباب :
عند الحيوانات تقل الحركة في فصل الشتاء، بسبب قلة الغذاء المتاح وانخفاض مدة سطوع ضوء الشمس، وعانى الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ من نفس المشكلة التي تواجهها الحيوانات النهارية في فصل الشتاء، حيث اضطر لتقليل حركته للتكيف مع نقص الغذاء والطاقة، وتبع ذلك تراجعًا في الحالة المزاجية له.
وأرجع العلماء حدوث هذا النوع من الاضطرابات أيضًا إلى نقص في ناقل عصبي، يعرف باسم السيروتونين.
وأثبتت التجارب على الفئران أن الحيوانات التي عانت من قصور في هذا الجانب، ظهرت لديها أعراض شبيهة باضطراب الاكتئاب. ورأى علماء آخرون أن اضطراب العاطفة الموسمي يرجع إلى نقص هرمون الميلاتونين، الذي تفرزه الغدة الصنوبرية في مخ الإنسان.
طرق العلاج :
1 – أشعة الشمس وهي من أفضل وأبرز وسائل علاج الاكتئاب الشتوي، فإذا كان انخفاض عدد ساعات سطوع الشمس أحد مسببات هذا الاكتئاب، فمن الطبيعي أن يُحدث التعرض للشمس تحسنًا مزاجيًا ملحوظًا.
ويُفضل التعرض للشمس في الفترة ما بين الساعة الثامنة والنصف صباحًا، حتى الحادية عشر والنصف، لما له من فوائد صحية ونفسية كثيرة.
2 – العلاج بالعقاقير وهي الطريقة المفضلة لمن يرجعون أسباب الاكتئاب الشتوي إلى قصور النواقل العصبية ونقص بعض الهرمونات، ولحسن الحظ هناك العديد من العقاقير المضادة للاكتئاب، والتي تعوض نقص السيروتونين، مثل عقار سيبراليكس وفينلافاكسين، مع مراعاة ضرورة مراجعة الطبيب قبل تناولها.
3 – العلاج النفسي ويكون عن طريق قيام الطبيب بتوضيح كل جوانب هذا الاضطراب للمريض، ما يساعد على تخفيف حدته، مع اتباع نظام نوم جيد، وممارسة الرياضة والإكثار من الأنشطة الحركية تحت أشعة الشمس، مع تجنب العزلة بقدر الإمكان، والانخراط في المناسبات الاجتماعية، إلى جانب التركيز على تناول أطعمة معينة، مثل البيض والسمك والخضروات والشيكولاتة والموز واللبن.