نفت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، بيع قصر البارون بمنطقة مصر الجديدة، مشيرة إلى أن القصر مازال في حوزة وزارة الاثار. وأوضحت غالي في مداخلة هاتفية مع لميس الحديدي ببرنامج “هنا العاصمة” على قناة “سي بي سي” “أنه لا صحة لما تردد أنه تم بيع قصر البارون، ووصف إحدى الصحف للعقار الذي تم بيعه بأنه القصر غير صحيح”.
وأشارت إلى أن ما تم بيعه عقار يضم 5 شقق تأجير بنظام قديم، وتم عرضه بمزاد، وتم بيعه بأكثر من السعر المقدر له.
ونفى الدكتور محمد فوزى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية، عرض قصر البارون للبيع، وقال أن ما نشر عن بيع القصر عار تمام من الصحة لأن الآثار لم تتنازل عن ملكيتها لأى جهة، ولا يشهد قصر البارون أي نزاع من أي نوع، ولا يمكن التصرف فيه بالبيع إلا بالعودة لوزارة الآثار لأنه تابع لها وتحت حيازتها، ومسجل كأثر، ولا يمكن التصرف فيه بالبيع أو الشراء.
وأضاف فوزى “انا مندهش القصر هيتباع بين ليلة وضحاها واحنا مش عارفين”.
وأوضح أن قطاع المشروعات أجرى دراسة للبدء في ترميم القصر تحت اشراف الإدارة العامة للصيانة والترميم، مؤكدا حرص الآثار على الحفاظ على الآثر، ورعايته بشكل دائم مستهجنا اللغط الدائر حول بيع القصر لأنها واقعة لم تحدث.
وأحال المستشار عنانى عبدالعزيز، رئيس هيئة النيابة الإدارية، واقعة بيع أرض ومبانى عقار البارون إمبان بمصر الجديدة، إلى النيابة العامة لإجراء تحقيق بشأن بيع العقار بسعر بخس وإهدار ملايين الجنيهات، بمعرفة 4 مسئولين ببنك ناصر الاجتماعى وأحد الخبراء المثمنين..
هذه الإحالة تفتح الباب على قضية مهمة جدا تتعلق بالمبانى التراثية والجانب الجمالى ومسئولية الدولة فى المحافظة عليه والدفاع عنه، كما أنه يكشف سوء الوعى لدينا فى إدراك أن المدن الجديدة تنشأ مرتبطة بوسائل المواصلات الجيدة.
وقصر البارون منذ إنشائه وهو يثير الكثير من الأسئلة المتعلقة بدور الدولة فى المحافظة على هذا الأثر الجميل الذى يعكس المستوى الجمالى الذى كان فى مصر فى مرحلة زمنية معينة، ويعكس مدى التراجع الجمالى المعمارى الذى بدأ يصيبنا ويضعنا فى إطار نفعى فقط، ويكشف الفاسدين الذين يضيعون حقوق الوطن ومقدراته.
عندما جاء البلجيكى البارون إدوارد إمبان، إلى مصر بعد سياحة فى العالم شرقه وغربه وقرر أن يختار مصر ليعيش ويموت فيها كانت لديه أفكار إنشائية مهمة، بداية هو مهندس مميز شارك فى إنشاء مترو الأنفاق فى فرنسا وكان رجل أعمال يملك أمولا طائلة، لكن الملاحظ أن جمع المال لم يكن الهم الأكبر للبارون “إمبان”، فقد كان يعشق السفر والترحال باستمرار، ولذلك انطلق بأمواله التى لا تحصى إلى معظم بلدان العالم، طار إلى المكسيك ومنها إلى البرازيل، ومن أمريكا الجنوبية إلى أفريقيا، حيث أقام الكثير من المشروعات فى الكونغو وحقق ثروة طائلة، ومن قلب القارة السمراء اتجه شرقا إلى بلاد السحر والجمال. الهند وسقط المليونير البلجيكى فى غرام الشرق. 1905..
عرض البارون إمبان على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حى فى الصحراء شرق القاهرة واختار له اسم (هليوبوليس ) أى مدينة الشمس واشترى البارون الفدان بجنيه واحد فقط، حيث إن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات، وحتى يستطيع البارون جذب الناس إلى ضاحيته الجديدة فكر فى إنشاء “الترام” كما بدأ فى إقامة المنازل على الطراز البلجيكى الكلاسيكى بالإضافة إلى مساحات كبيرة تضم الحدائق الرائعة، وبنى فندقاً ضخماً هو فندق هليوبوليس القديم الذى ضم مؤخراً إلى قصور الرئاسة.
ومن ناحيته قرر البارون إقامة قصر خاص به، فكان هذه التحفة المعمارية والذى يعد أفخم القصور الموجودة فى مصر على الإطلاق، صممه المعمارى الفرنسى ألكساندر مارسيل وزخرفه جورج لويس كلود Claude، اكتمل البناء عام 1911.
1911.. قصر البارون يصل لاكتماله الأخير، بتصميماته الرائعة، حيث الشمس تحيط به وتدخله من جميع الاتجاهات.
1929.. فى 22 يوليو توفى البارون إمبان، وبداية إهمال القصر وإغلاقة حتى تحول إلى مقر تسكنه الأشباح الحقيقية والخيالية.
1962.. تم تطبيق القانون رقم 71 لسنة 1962 على العقار، وإشهاره لصالح بنك ناصر الاجتماعى، بموجب القائمة المشهرة رقم 4397 لسنة 1998، والمعدل بالقائمة رقم 1765 لسنة 2008، وتم النشر عن الوفاة بتاريخى 27 يونيه 1995، وأول يوليو 1996 بصحيفتين قوميتين.
1997.. أصبح لا هم للناس سوى الحديث عن عبادة الشيطان والشباب الذى يعبدونه، وعندما أثيرت هذه القضية قفز قصر البارون بمعماره المميز بضاحية مصر الجديدة ليحتل المساحة المتبقية من عقول الناس الذين يناقشون هذا الأمر، وتحدث البعض عن الإهمال الذى يتعرض له مبنى يعد من أجمل القصور فى العالم.
https://www.youtube.com/watch?v=OXamnEnWOBw