واصلت معدلات التضخم السنوي ارتفاعها للشهر الثالث على التوالي بدافع من زيادة أسعار الخضراوات، وفي مقدمتها البطاطس، وسط مخاوف من عودة “شبح” زيادة أسعار الفائدة مجددا، وترقب لاجتماعات لجنة السياسات النقدية الخميس المقبل.
وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أمس أن أسعار المستهلكين بالمدن واصلت مسارها الصاعد ليصل معدل التضخم إلى 17.7% في أكتوبر متجاوزا المعدل المستهدف الذي حدده البنك المركزي عند 16%. وبالمقارنة مع الشهر السابق، بلغ تضخم الأسعار 2.6% في أكتوبر مقابل 2.5% في سبتمبر الماضي.
وبحسب بيان الإحصاء ساهمت مجموعة الخضراوات في ارتفاع التضخم، حيث ارتفعت بنسبة 54.2%. وسجلت أسعار البطاطس ارتفاعًا قدره 146.7% خلال شهر أكتوبر الماضي مقارنة بأسعارها نفس الشهر العام الماضي. كما ارتفعت أسعار الطماطم بنسبة 43.9% والبصل 47% خلال شهر سبتمبر.
وقالت رضوى السويفي رئيسة قسم البحوث في بنك الاستثمار فاروس إن ”الأرقام أعلى بكثير من المتوقع أسعار الخضراوات والفاكهة السبب الرئيسي في ذلك..تجاوزنا هذا الشهر مستهدف المركزي للتضخم“.
وتشهد أسعار الخضراوات والفاكهة زيادات متواصلة خلال الفترة الأخيرة، مما دفع وزارة الداخلية لطرح بعض السلع الغذائية للمواطنين بأسعار أقل من سعر السوق في محاولة لتخفيف المعاناة عن كاهلهم، وفقا لوكالة “رويترز”.
وأضافت السويفي أنه ”كان من المتوقع تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك المركزي الخميس المقبل لكنه بعد الزيادة غير المتوقعة في التضخم لا نستبعد أن يقوم برفع أسعار الفائدة بين واحد إلى اثنين بالمئة“.
ودأب البنك المركزي على تثبيت أسعار الفائدة على مدار الأشهر الماضية تزامنا مع تراجع معدلات التضخم، لكن الزيادة الأخيرة في المعدلات قد تنعكس على قرار الاجتماع المقبل. ويؤثر رفع سعر الفائدة مباشرة على الموازنة العامة للدولة، بزيادة بند خدمة أعباء الدين، كما يؤثر على ارتفاع تكلفة الاقتراض على المستثمرين المحليين أو الأجانب الراغبين في إقامة مشروعات جديدة أو إجراء توسعات.
وكان التضخم السنوي ارتفع في شهري أغسطس وسبتمبر بعدما انخفض في يوليو الماضي إلى 13% مقارنة بيونيو الذي سجل خلاله 13.8% تأثرا بقرارات رفع أسعار الوقود بنسب تتراوح بين 17.4% و66.7%. ويهدف البنك المركزي إلى أن يصل بمعدل التضخم إلى بين 10 و16% خلال الربع الأخير من 2018، لكن الزيادة الأخيرة تلقي بظلال من الشك حول إمكانية تحقيق المستهدف.