لفت الرئيس عبد الفتاح السيسي الأنظار إليه أثناء إلقاء خطابه فى مؤتمر القمة العربية حتى أن البعض رآه للمرة الأولى حادًا صارمًا ، يتسم صوته بنبرة حادة غير معتادة ، حيث تخلى عن لغة الود التى كان دائم التحدث بها فى خطاباته السابقة .
وفيما يلى تفسير خبراء علم النفس ولغة الجسد لطريقة القاء السيسى لخطابه فى افتتاح القمة العربية .
اقرأ ايضا ً : بالفيديو .. السيسى أمام القمة العربية : الإرهابيون اختطفوا الأوطان .. والردع حق لنا !!
الدكتورة هبة العيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس ، قالت إن الرئيس عبد الفتاح السيسي فى خطابه أمام مؤتمر القمة العربية ، اتسم بعدة نقاط ، أهمها التقدير والتحفيز والتوضيح والنقد الذاتي، مشيرة إلى أنه استهل حديثه للقادة العرب قائلًا: “تحية من الشعب المصري لكم”، كذلك فى جملة “مصر هى بيت العرب”، وفي هذا تقدير منه للشعب بأكمله.
وتابعت العيسوى قائلة : السيسى يتميز بقدرته على خلق روح إيجابية لكل مستمعيه عن طريق التحفيز ، وفى الوقت ذاته لا يغفل عن النقد الذاتى ، فهو يسرد المشكلة ولا يتناسى وضع الحلول ، موضحة أن كثير من الناس كانوا يعيبون على السيسي صراحته فى طرح الأرقام والاعتراف بالأزمات ولكن هذا فى الحقيقة طبعه فهو إنسان واضح وغير مجامل .
وأشارت الخبيرة النفسية ، إلى أن السيسي، كرر جملة ” التوازن والمصداقية والفاعلية ” ، مرتين ، وفى ذلك دلالة على تأكيده لهذا الدستور الذي وضعه لنفسه وللحضور من خلال الكلمات الثلاث، وأنها السر لتخرج مصر والدول العربية من بوتقة الأزمات.
ولفتت العيسوى ، إلى أن السيسي فى جزء من إلقائه الخطاب كان ينظر بعينه ناحية اليمين، وكذلك رأسه كانت تميل ناحية اليمين كثيرًا، ثم نظر فيما بعد يمينًا ويسارًا، وتلك فسرتها بأنها رسالة طمأنة أراد إيصالها لأحد الحضور، مشيرة إلى أن نبرة صوته الحادة والحازمة تحلى بها طيلة إلقائه الخطاب لإضفاء الجدية والصرامة وهى رسالة لا يستهان بها للعدو .
وأكدت العيسوى أن السيسي لم يبتسم ابتسامة واحدة طوال مدة الخطاب، وإن كانت أساريره قد انفرجت قليلًا عند تقديمه الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية لتقديمه لإلقاء الخطاب وفى ذلك دلالة على جدية الحدث، خصوصًا حينما كان يتحدث عن الإرهاب وفى إجابته عن التساؤل المطروح لماذا تدخلت الجيوش العربية فى اليمن؟.
وختمت العيسوى ، قائلة : الهتاف الأخير “تحيا الأمة العربية”، والذي كرره مرتين متتاليتين أراد به السيسي أن يبث رسالة ثقة واعتزاز بالعروبة فى نفوس مستمعيه، فهو إنسان يفتخر بعروبته.
ومن ناحيتها قالت رغدة السعيد خبيرة لغة الجسد، إن الرئيس السيسي أثناء إلقاء الخطاب كانت ملامح وجهه جامدة لا يبتسم وتلك دلالة على الصرامة والحدة وقوة الكلمات، مؤكدة أن عدم الابتسام كانت له دلالة وبُعد سياسي أراد الرئيس إيصاله إلى العالم كله، وهو أن يبث روح الخوف فى نفوس الأعداء.
وأضافت رغدة السعيد أن السيسى كان يقرأ وهو جالس مما أعطاه ذلك أريحية شديدة وقدرة عالية على التحكم فى لغة جسده، مشيره إلى أنه لم يستخدم لغة جسد بيديه مثلًا، وإنما كان كل تركيزه على ملامح وجهه والتى كانت تزداد حدة عند كل المقاطع التي تحدث فيها عن الإرهاب ومواجهته.
وأشارت خبيرة لغة الجسد، إلى أن السيسي تخلى عن لغته الودودة المعتادة منه دائمًا للشعب المصري، وتميزت نبرة صوته بالحزم، ذلك لأنه يلقي خطابا رسميا يوجهه للعالم كله وليس لشعبه، وهذا ما فعله أيضًا عندما ألقى خطابه الشهير أمام الأمم المتحدة.