فى تقدم مفاجئ عبر صفوف داعش يقترب الجيش السوري وحلفاؤه من فك حصار مدينة دير الزور، حيث يحاصر تنظيم داعش حامية عسكرية و93 ألف مدني منذ سنوات.
القوات السورية تمكنت من التقدم وفرض سيطرتها على بلدتي كباجب والشولا الواقعتين على الطريق الرئيسي الواصل بين مدينة السخنة ومدينة دير الزور وقال التلفزيون السوري، إن “القوات السورية تقترب بسرعة من المدينة وإنها وصلت نقطة تبعد ثلاثة كيلومترات من جيب خاضع لسيطرة الحكومة في المدينة”.
وقال محافظ دير الزور إنه “يتوقع وصول الجيش إلى المدينة بحلول مساء اليوم الثلاثاء. وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية إن “القوات المتقدمة تتجه صوب معسكر الحامية العسكرية المحاصرة على مشارف المدينة”.
وقال قيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الرئيس السوري بشار الأسد: “التنظيم مربك ولا يوجد قيادة وسيطرة مركزية”.
ومع تطويقها على جميع الجبهات يتراجع داعش في دير الزور آخر معاقله عند مصب نهر الفرات في مدينتي الميادين والبوكمال قرب الحدود مع العراق.
وأكد محافظ دير الزور، أن دفاعات التنظيم الإرهابي “تنهار” في المنطقة، وإن بعض السكان خرجوا إلى الشوارع “للاحتفال بقدوم الجيش”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الإثنين، أن “الجيش السوري حقق نجاحات مهمة في هجومه على مواقع تنظيم داعش الإرهابي بريف دير الزور، ونجح في طرد عناصر التنظيم الإرهابي المتمركزين عند طريق تدمر – دير الزور”.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع أن “القوات الجوية الروسية نفذت 80 طلعة قتالية في سوريا لدعم تقدم القوات السورية نحو مدينة دير الزور المحاصرة”.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن قائد ميداني قوله: “إنه خلال أيام قليلة وربما ساعات سيعلن الجيش السوري أن مدينة دير الزور باتت آمنة وخالية من الإرهابين”.
وأضاف القائد الميداني، أن “قوات الجيش السوري تواصل تقدمها باتجاه مطار دير الزور لفك الحصار عنه”، مؤكداً أن “طلائع الجيش السوري تدخل أطراف مدينة دير الزور من الجهة الشمالية. بدعم مكثف من القوات الجوية الروسية”.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في وقت لاحق إن “جنود الجيش وصلوا إلى أطراف قاعدة اللواء 137، وإنهم اشتبكوا مع المسلحين بالداخل”.
ونقلت وكالة فرانس برس عنه قوله “إذا تغلب جنود الحكومة، فإنهم سيكسرون الحصار المفروض على القاعدة وعلى منطقة الجورة المجاورة لدير الزور”.
والمدينة محاصرة منذ 2013 بعدما ثارت جماعات معارضة ضد الأسد في أول موجة من الحرب الأهلية السورية الممتدة منذ ستة أعوام. واجتاح داعش وقتئذ مواقع المعارضة وحاصر جيباً للجيش في المدينة عام 2014.
ودير الزور هي قلب قطاع النفط السوري وهو مصدر ثروة للتنظيم وخسارة فادحة لدمشق. ومع تقدم الجيش شرقاً في الشهور الماضية استعادت الحكومة السيطرة مجدداً على حقول النفط والغاز.
وكثف مقاتلو داعش جهودهم في العام الحالي للاستيلاء على الجيب قبل أن يتمكن الجيش من الوصول. وفي يناير(كانون الثاني) نجحوا في عزله عن القاعدة العسكرية في المدينة والاستيلاء على تل قريب مما زاد انقطاع صلته مع الخارج.
وأثناء الحصار الطويل كانت المدينة تحصل على الإمدادات عبر الإنزال الجوي من طائرات تحلق على ارتفاعات عالية. وقالت الأمم المتحدة في أغسطس إنها “تقدر وجود نحو 93 ألف مدني في الجيب الخاضع للحكومة في دير الزور أوضاعهم “صعبة للغاية”.
ويخضع أكثر من نصف المدينة لسيطرة التنظيم منذ 2014، إلا أن القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها شنت عمليات عسكرية منذ بداية العام في المناطق الشرقية الصحرواية، لمحاولة الوصول إلى دير الزور لطرد عناصر التنظيم منها.
ومن جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، أن “قوات النظام تمكنت من التقدم وفرض سيطرتها على بلدتي كباجب والشولا الواقعتين على الطريق الرئيسي الواصل بين مدينة السخنة ومدينة دير الزور، إضافةً إلى الاقتراب من مطار دير الزور العسكري المحاصر من قبل تنظيم داعش”.
وتعد دير الزور آخر أكبر معقل لتنظيم داعش في سوريا، في الوقت الذي تحاصر فيه مدينة الرقة – التي يصفها التنظيم بأنها عاصمة الخلافة – مقاتلو تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة.
وقيل إن “سوء التغذية بدأ ينتشر في أوائل 2016 بين السكان، وتفيد تقارير غير مؤكدة بأن بعض الناس يموتون جوعاً”.
وشهد الريف الغربي لدير الزور خلال الأسبوعين الفائتين، تزايد الضربات الجوية على قرى وبلدات الريف الغربي لدير الزور، من قبل الطائرات الروسية والتابعة للنظام، والتي تسببت في سقوط عشرات القتلى والجرحى، حيث ارتفع إلى 51 على الأقل بينهم 8 أطفال و14 امرأة، عدد القتلى الذين وثقهم المرصد السوري منذ ا20 أغسطس الماضي، بالإضافة لإصابة عشرات آخرين.
المصدر : أ ش أ