يبدو ان قصة حياة الفنانة شريهان ملكة الاستعراض ونجمة الفوازير عبارة عن مجموعة من القصص الدرامية.
رغم ان الدنيا اعطتها النجومية والمال والابنة الجميلة وحب الناس, الا انها اخذت منها الكثير من السعادة والصحة والهدوء, فقدت الاب وبحثت عن نسبها له فى جزء كبير من عمرها, وفى عام واحد فقدت الشقيق والام, ثم توالت عليها حوادث غامضة افقدتها الحركة لفترات, ومؤخرا تسعى لقهر مرض السرطان لإسعاد وحيدتها. ، فقد خرجت للدنيا عام 1964 لتجد ان والدتها قد تزوجت من احد اثرياء مصر وقتها هو عبد الفتاح الشلقانى سليل عائلة ثرية وذات اصول اجتماعية، ولكنه زواج عرفى برغبتها هى حتى لا تنجب صبيا يجعل ولده الوحيد من زوج اخر يلتحق بالتجنيد هو الفنان الرائع عمر خورشيد عازف الجيتار الشهير.
وجاءت شريهان لتجد والدها مشكوكا فى نسبها له للزواج العرفى وشقيق من الام, ووالدة تعانى كثيرا لاشهار الزواج واثبات النسب بعد رحيل الاب فجأة قبل ان يتمم اتفاقه بإشهار الزواج رسميا, واصرت اسرة الزوج “عائلة الشلقاني”على عدم الاعتراف بالزواج او الابنة من اجل حرمانهما من الارث والثروة. طعنة القدر..
فقدت شقيقها وأمها فى عام واحد وما ان التقطت شريهان انفاسها وظنت ان الدنيا فتحت لها ابواب السعادة حتى اصابها القدر بطعنة لم تفارق اثارها عليها حتى الان, حيث فوجئت باتصال هاتفى من احد اصدقاء شقيقها عمر خورشيد يخبرها بأنه توفى اثر حادث سيارة وهو فى طريقه إلى مستشفى الجمعية الإسلامية بالعجوزة. وتركت الحادثة علامات استفهام كبيرة واثارت الشكوك, وغرقت شريهان فى بحر الاحزان نظرا لارتباطها الشديد بعمر وكان بمنزلة المعلم والمرشد والمثل الاعلى لها, والاغرب ان والدتها عواطف لم تنتظر طويلا حتى تركتها وحيدة ولحقت بابنها ورحلت عن الدنيا لتجد شريهان نفسها بلا جناحين وان من يعطى لها الامل فى الحياة رحل وتركها وحيدة حزينة, رغم انها كانت فى قمة نجوميتها بسبب بطولتها لفوازير رمضان.
تعرضها لحادث غامض فى أوج نجوميتها وجدت نجمة الاستعراض نفسها فى اصعب ازمات حياتها حين نشرت وسائل الاعلام خبرا فى الصفحة الاولى لها عن تعرض نجمة الاستعراض الاولى لحادث قاس جدا تم تسجيله فى اقسام الشرطة برقم 13 احوال سيدى جابر الاسكندرية, وقيل وقتها انه حادث سير أثناء عودتها من الاسكندرية، تعرضت لحادث مروع قيل عنه الكثير وانتشرت حوله الشائعات وكاد الحادث أن ينهى حياة شريهان لكنها خرجت منه بإصابات بليغة فى العمود الفقري، استدعت سفرها إلى فرنسا وبقاءها هناك لسنوات تحت الإشراف الطبي, وحتى الان مازال هذا الحادث اسبابه ودوافعه وتفاصيله غامضة لا يعلمها الا الله, وعادت للفن والتمثيل من خلال مسرحية “شارع محمد علي”.
أصابتها بمرض نادر بالوجه واستمرت الاحداث الدرامية والقصص الحزينة فى عام 2002 انتظر الجميع مشاهدة نجمتهم المفضلة وهى تصعد المسرح لتتسلم جائزة افضل ممثلة عن فيلم “العشق والدم”فى مهرجان الاسكندرية السينمائى الدولي, وعند اعلان اسمها فوجئ الجميع برسالة صوتية ترسلها شريهان للمهرجان تعتذر فيها عن عدم الحضور وتطلب الدعاء لها لمرورها بظروف صحية.
الا ان الحقيقة سرعان ما تم الاعلان عنها حيث اضطرت شريهان لإجراء جراحة فى الجانب الأيمن من وجهها بعد استئصال ورم خبيث هدد حياتها عبارة عن سرطان الغدد اللعابية الذى يعد أشرس وأندر أنواع السرطانات ولا يصيب عادة إلا واحدا من 10 ملايين من البشر, ولتمر بعدها برحلة علاج طويلة مستمرة حتى الآن وان حدث تحسن كبير وتجاوزت الكثير من الازمة الا انها مازالت تخضع للاشراف الطبى كل فترة بباريس والمانيا.
حرصت شريهان منذ ولادة ابنتها الوحيدة “لولوة” على اخفائها وعدم ظهور صورتها بالاعلام نهائيا حتى ان زملاءها بالوسط الفنى لم يعرفوا ملامحها, وقيل وقتها انها خارقة الجمال وان امها تخشى عليها من الحسد والغيرة والحقد.. حتى ان احدى القنوات الفضائية الشهيرة عرضت عليها ظهور ابنتها وعمرها سنتان فقط مقابل نصف مليون جنيه.. الا ان شريهان رفضت رفضا قاطعا.
ومنذ فترة رفضت شريهان عرضا من احدى المجلات الخليجية لنشر صور حديثة للام والابنة مقابل مليون دولارحيث مرت عليها لحظات بغضت فيها الشهرة والمال والنجومية ورغبت فى ان تتوافر لها حياة بسيطة وتتمكن من السير فى الشارع دون ان يعرفها احد.. وان تصحب ابنتها بحرية فى جولات بالنيل والمناطق الشعبية.. دون ان يتدخل احد فى حياتها الشخصية ويتطفل عليها.
مازالت تتذكر وهى طفلة حين صحبها شقيقها عمر خورشيد من يدها للذهاب الى شقة عبد الحليم حافظ لحضور حفل صغير, طارت من السعادة حين رأت العندليب امامها قررت جذب انتباهه، رقصت، غنت، ضحك عبد الحليم حافظ، سخر منها.. ارتفع الدم لرأسها.. اغتاظت.. قررت الانتقام.. اندفعت نحوه صفعته على وجهه.. نشبت اظافرها فى رقبته.. تكهرب الجو.. دفعها بيده.. طرحها ارضا وصفعها بسبب تصرفها وطول لسانها، وطلب طردها حتى لا يقتلها.. بكت. فوجئت بالفنانة نجلاء فتحى تمسح دموعها تربت على كتفها تقنعها بأنها أخطأت اصطحبتها لحجرة حليم, اعتذرت له قبلته مكان الصفعة والجرح الذى صنعته برقبته سامحها, طلب منها ان تقلد الفنانين قلدت القصرى واسماعيل ياسين ضحك حليم وقرر ان ينتج لها فيلما كبيرا تصبح بطلته الطفلة شيريهان, ولكن مرض حليم وسافر للعلاج ثم مات.. فمات حلمها وارتدت ملابس الحداد على وفاة حلمها وصديقها حليم.