خبر صباحى بمقتل 6 جنود جيش في كمين بمسطرد، في العالم كله عندما تفجع بلد ما بمقتل جنودها في حادث إرهابي يتكاتف أبناء الشعب خلف جيوشهم ويتكتل الكل للقضاء على الإرهاب عدوهم الحقيقي وإدانة كل من يقف وراءه، إلا في مصر فقد خصنا الله بجماعة المناضلين الحكماء التي فاقت رؤيتهم السياسية وعمقهم الاستراتيجي كل ما يراه عامة الشعب والسلطات في دول العالم الأخرى.
اكتشف هؤلاء المناضلون إن الإرهابي الإخواني والجهادي هو بالأصل شخص طيب ومسالم ولكن استخدام الدولة المتسلطة للقوة في فض اعتصام رابعة والنهضة المسلحين هو من فرض عليه أن يتجه للإرهاب والقتل هذا بالطبع لا يتعارض مع كون حوادث إرهاب بين السرايات والمنيل ورفح الثانية وإلقاء الأطفال من فوق أسطح المنازل في الإسكندرية قد حدثت قبل فض الاعتصامات ولا أن التاريخ الإرهابي المشرف للجماعة يمتد منذ الأربعينات من القرن الماضي، فكل ذلك يصنفه المناضل الثائر على أنه حوادث فردية حدثت في ساعة نرفزة.
ثم ظهرت النظرية الأكثر بريقًا من جماعة المناضلين الأبرار مستغلين خبرتهم الأمنية العريضة التي اكتسبوها من النجاح في شراء السجاير الفرط في وقت الذروة أمام أكشاك السجائر وهي أن المسئول عن ضحايا الإرهاب.
ليسوا هم الإرهابيين ولكن الجيش، أي والله الجيش هو المسئول عن قتل جنوده في الكمين، من واجب الجيش أن يقوم بتأمين الكمين و تأمين من يؤمنوا الكمين و تأمين من يقوموا بتأمين الذين يقوموا بتأمين الكمين و تأمين كل هؤلاء حتى لا يتغلب شيطان الإرهابي على نفسه الطيبة ويغريها بالهجوم ويصبح الإرهابي ضحية لإغراء ضعف التأمين.
انتقد المناضلون بشدة التقصير الأمني في عدم سرعة القبض على الجناة حتى تصورنا أنهم أخيرًا انحازوا لتطبيق القانون ولكن كالعادة فاجئونا بما هو أبعد من إدراكنا الساذج إلى ما هو أعمق، فعندما بدأت الداخلية في القبض على الخلايا الإرهابية اتضح أن مطالبتهم بسرعة القبض على الجناة كانت حتى تبدأ حملات التضامن سريعا وتبدأ طباعة لافتات الحرية لجدعنة الإرهابيين ومسيرات هاتوا بناتنا الإرهابيين من الزنازين، فتصدرت صورة المناضلة أسماء حمدي للمسيرات المتضامنة مع حقها في تمزيق ملابس معيدة بجامعة الأزهر وسحلها وهتك عرضها ونشر الصور على النت.
وظهرت الدعوات المنددة بسجن أسماء عقابا على فعلتها فكيف تعاقبها الدولة القمعية والقضاء الفاسد لاستخدام حقها في هتك عرض من تخالفها الرأي! كما نددت كل المنظمات الحقوقية بحكم الإعدام على البطل إبراهيم عزب الذى يعتبر خير قدوة لكل إرهابي ناشئ لا زال يخطو أولى خطواته في طريق الإرهاب، فقد أسس هذا البطل خليته الارهابية الأولى وهو في السنة الجامعية الاولى واستطاع الموازنة بين الدراسة والنشاط الارهابي حتى وفقه الله وكلل جهوده بقتل رقيب شرطة في المنصورة، ورغم اعتراف إبراهيم بالقتل في فيديو مصور إلا انه كان من واجب الداخلية والدولة أن تراعى كونه طالب مجتهد في السنة الأخيرة لكلية الصيدلة وان دراسته لم تلهيه عن إرهابه ونجح في التفوق دراسيًا وإرهابيًا.
كانت الفقرة الأكثر سخرية على الإطلاق هي حينما اعترضت سلطات المانيا شحنة أسلحة للجيش المصري قادمة من ميناء هامبورج فانتفض المناضلون فرحا بمصادرة شحنة لجيش بلادهم بواسطة الاتحاد الأوروبي راعى الحريات بدعوى ان تلك الأسلحة من الممكن استخدامها في القمع! هل استخدام الجيش لأسلحه في مواجهة إرهاب الاخوان وأنصار بيت المقدس قمع؟ هل أصبحت مواجهة الإرهاب قمع؟ ما الذي يمكن أن يبرر فرحة أي مصري بتدخل سافر في شئون بلده وجيشه ومصادرة أي جهة أجنبيه لسلاح قامت بلده بدفع ثمنه لمواجهة الإرهاب والتنظيمات المسلحة؟ أما لو كان المبرر هو استخدام الجيش للسلاح في قمع العشرون فرد من مدعي الثورية في مظاهرتهم ضد الجيش فهو مبرر وهي حيث أن قمع تلك المظاهرات لا يحتاج أكثر من خمسة جنود مسلحين بمسدسات المياه وليس إلى استيراد شحنة سلاح.
أعزائي المناضلين والمدافعين عن حقوق الإرهاب مسيراتكم ووقفاتكم التضامنية أصبحت ممنوعة ومطاردة في الشارع بأمر الأهالي والشعب وأخشى ما أخشى أن يتم منعكم أنتم شخصيًا من السير في الشوارع قريبًا جدًا إذا استمر ما تنادوا به، الصور تأتينا يوميًا من سوريا تبشر الشعب بالمصير الذي ينتظره لو استمع إليكم ولا يوجد هنا من يرغب أو لا زال يؤمن بما تنادون به، اذهبوا إلى سوريا..سوريا حلوة.