الرئيس الصيني شي جينبينج:
– سنواجه الإرهاب على المستويين الداخلي “شينجيانغ” والخارجي “داعش”
– ونتعهد بحماية أرواح وممتلكات الشعب من الإرهاب
أعلن الرئيس الصيني، شي جينبينج بدء حملة أمنية موسعة لحرب للإرهاب في إقليم شينجانج المعروف بتركستان الشرقية ذي الأغلبية المسلمة، وذلك في أعقاب حادث الهجوم على الركاب في محطة قطار أورومتشي الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص.
ووقع الهجوم، عندما كان الرئيس الصيني ينهي جولة تفقدية للمنطقة التي تقع في أقصى الغرب الصيني، والتي تشهد حملة ضد الإرهاب تحت ما يسمى “الضرب أولا”.
ويأتي الإعلان عن هذه الحملة الأمنية على الرغم من جمود عمليات التحقيق، وعدم التعرف على الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة.
ونقلت وكالة “الصين الجديدة” الرسمية عن شي قوله: إن “المعركة للتصدي للعنف والإرهاب لا تتيح لحظة واحدة من التراخي ويتعين القيام بخطوات حاسمة بهدف كسر تنامي ممارسات الإرهابيين”.
وأحيطت زيارة الرئيس الصيني، وهي الأولى إلى المنطقة منذ تولي منصبه، تغطية واسعة النطاق في الإعلام الرسمي.
وقال شي في أثناء جولة في مركز شرطة إن “مراكز الشرطة الصغيرة هي قبضاتنا وخناجرنا، وعلينا إدارة العمل على المستوى الأساسي جيداً والاهتمام بشرطيينا وعليكم حماية أنفسكم جيدا”.
وتابع: “أمل أن تتمكنوا من تحقيق انجازات ممتازة في عملكم المستقبلي المتمثل في خدمة الشعب والحفاظ على استقرار المجتمع”.
وكانت الصين قد اتهمت ما سمتها “جماعات دينية متشددة” مدعومة من جهات خارجية، لكنها حرصت على عدم اتهام أثنية إيجور المسلمة المقيمة في المنطقة. وتم إغلاق محطة القطارات بعد الانفجار وعلقت حركة القطارات، قبل أن يعاد فتحها مساء بحضور الشرطة المسلحة.
ومنذ استيلاء الحكومة الشيوعية على إقليم تركستان عام 1949 تزايد عدد أقلية هان الشيوعية الصينية في الإقليم من 6.7% إلى 40.6%، حسب الأرقام الرسمية، وأصبحوا يسيطرون على كل الوظائف الرئيسة وعلى النشاط السياسي.
وتفرض الصين على أقلية الإيجور المسلمة في الغرب الأقصى من البلاد حالةً من العزلة كما تقيد ممارستهم للشعائر الدينية، وتمنعهم من استخدام لغتهم في المدارس.
وتقول بعض منظمات حقوق الإنسان الدولية إن السلطات الصينية تمارس رقابةً دينيةً وتدخلاً قسريًّا ليطال تنظيم النشاطات الدينية وممارسي النشاطات الدينية والمدارس والمؤسسات الثقافية ودور النشر وحتى المظهر والسلوك الشخصي لأفراد شعب تركستان الشرقية. وتتعرض تركستان لحملة تستهدف تغيير التركيبة الديموجرافية للسكان عبر تشجيع هجرة إثنية “الهان” البوذية على استيطان هذه المناطق؛ حيث يهيمنون على الاقتصاد والحكومات المحلية، فضلاً عن أن العدد الساحق من العمال في حقول النفط والمشروعات هم من الصينيين وليسوا من الإيجور.
وقال وو سي كه مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسطإن بكين ستبذل كل ما بوسعها لمساعدة دول الشرق الأوسط لمحاربة الإرهاب لأن ذلك في مصلحة الصين.
وعبرت الصين مرارا عن قلقها من تصاعد العنف في العراق والتقدم الذي أحرزه تنظيم داعش بعد أن سيطر على مناطق شاسعة في شمال العراق اثر انسحاب الجيش العراقي من هذه المناطق.
قال مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط، إن مسلمين متطرفين من إقليم شينجيانغ في أقصى غرب البلاد سافروا إلى الشرق الاوسط للتدرب وإن بعضهم ربما سافر إلى العراق للمشاركة في أعمال العنف المتصاعدة هناك والتي يقودها تنظيم “داعش”.
وقال وو سي كه، الذي عاد من زيارة للمنطقة في الآونة الأخيرة إن بلاده قلقة للغاية من الدور الذي تلعبه الجماعات المتطرفة في القتال في سوريا والعراق.
وصرحت المتحدثة هوا تشون ينغ، خلال مؤتمر صحفي دوري، بأن الحكومة الصينية واثقة من حماية أرواح وممتلكات أبناء الشعب من كافة العرقيات وضمان السلام والاستقرار الدائم في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم وتهيئة الظروف المواتية لتنمية المنطقة.
وشددت هوا على ان القضايا المتعلقة بشينجيانغ تمس سيادة الصين وسلامة أراضيها ومصالحها الجوهرية، وان الحكومة الصينية ستقوم باتخاذ الاجراءات الضرورية لمعاقبة المجرمين بواسطة القانون وستحمى تماسك واستقرار شينجيانغ.
وصرح المبعوث الصيني إلى الأمم المتحدة بأنه يجب على المنظمة الأممية أن تلعب دورا أكبر في مكافحة الإرهاب والنهوض بتعاون أوثق بين المجتمع الدولي في هذه المعركة.
وقال وانغ مين، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، “فيما يتعلق بقضية مكافحة الإرهاب، يجب على الأمم المتحدة أن تروج لمعيار صريح وتعارض المعايير المزدوجة في دفع المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون في مواجهة الإرهاب وفقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية الأخرى”.