نعلم جيداً أن الطاقة هي حجر الاساس لرقى ونهضه الأمم وتشكل الطاقة التقليدية ( البترول ـ الغاز – الفحم …. ) هى المصادر الأكبر لتوليد الطاقة وأهمها الكهرباء .
وحيث أن الطاقه التقليدية – الأحفورية وتسمى المحروقات – تتسبب فى كثير من التغيرات المناخيه وارتفاع درجه حراره الأرض وهى ايضاً وبسبب الثوره الصناعيه والاستخدام المفرط للمحروقات التى تسببت فى إحداث ثقب الاوزون الذى أدى إلى ارتفاع درجه حرارة الأرض أكثر من درجه ونصف الدرجه والذى أحدث تغيرات فى عناصر التنوع البيولوجى فوجب علينا وعلى الدول والمنظمات والهيئات الدوليه الإجابة عن التساؤلات الأتيه :
1 – ما تأثير الاستثمار فى الطاقه الجديده للحفاظ علي مستقبل أولادنا؟
2 – هل هناك ضروره لإعاده النظر في منظومه أستخدامات الطاقه التقليديه (المحروقات)؟
الجدوى الاقتصادية
لقد جعل تذبذب أسعار النفط عالمياً وعدم استقرارها البعض يفكرون جدياً بالحاجة إلى طاقة الشمس أو طاقة الرياح أو الطاقة المائية أو ما يناظرها، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماماً كما تقول الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، فالطاقات المتجددة أقل كلفة من الطاقة الأحفورية (النفط والفحم والغاز).
فأسعار ألواح الخلايا الشمسية انخفضت بنسبة 80% منذ العام 2008، وطاقة الرياح وجوف الأرض والطاقة الكهرومائية تعتبر منافسة وبجدارة للطاقة الأحفورية، مما حفز دول العالم وأصحاب القرار على الاستثمار الحقيقى فى الطاقة النظيفة بما يعود بالفائدة المرجوة للاقتصاد القومي والنفع للناس جميعاً، والتنمية المستدامة للمجتمع كافة.
بدائل الطاقة النظيفة
يعتبر اليورانيوم أحد بدائل الطاقة النظيفة، ورغم أن بعض الخبراء حذروا من قرب نضوبه في العالم فإن أحدث الدراسات تقدر عمر الاحتياطي منه بمئة عام وتحفظ بعضهم على القول إننا مسرفون في استخدام الطاقة.
وشكك بعضهم في إمكانية استمرار نمو الطلب بمعدل 8%، قائلا إن المشكلة قد تكون بسبب قصورنا السابق فى إيصال الطاقة لكل المدن والقرى والمحتاجين، فإذا اكتمل النصاب ستعود نسبة نمو الطلب إلى مستواها الطبيعى لاحقاً لكن العالمين ببواطن الأمور يؤكدون صحة نمو الطلب بمعدلات كبيرة.
في المقابل ، يطالب آخرون بالنظر فى بدائل الطاقة الأخرى كطاقة الحرارة الأرضية، حيث الوفرة في طاقة الحرارة الأرضية وهي الأنظف والأرخص والأيسر.
والواقع أن الجدل حول بدائل الطاقة ما زال كبيراً وواسعاً فلكل بديل مزايا وعيوب، مما يجعلنا قادرين على اختيار البدائل الأنسب لنا، في ظل امتلاكنا الكمية الفائضة والمتاحة للاستهلاك.
الآفاق المستقبلية
يتم مؤخراً تداول الكثير من الكلام حول ما يعرف باسم تجارة الطاقة المتجددة التى هى نوع من الأعمال التى تتدخل فى تحويل الطاقات المتجددة إلى مصادر للدخل والترويج لها والتى على الرغم من وجود الكثير من العوائق التى تمنع انتشار الطاقات المتجددة بشكل واسع – مثل كلفة الاستثمارات العالية البدائية – فإن ما يقارب 65 دولة حالياً تخطط للاستثمار فى الطاقات المتجددة وعملت على وضع السياسات اللازمة لتطوير وتشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة .
وآفاق التحول والنمو نحو اقتصاد أخضر، وما يرافقه من عقبات أهمها نقص الاستثمارات المرصودة، مع ضرورة التشديد على شراكة القطاعين العام والخاص فى هذا المجال. حيث يواجه العالم تحديات كثيرة أهمها: تأمين الكهرباء في ظل النمو السكاني، ومحدودية الموارد الطبيعية، مع أهمية التكامل والتعاون الإقليمي بين الدول المتجاورة، والاعتماد على الطاقة المستدامة البديلة، ودخول الاستثمارات الخارجية في مجال الطاقة إلى الدول الفقيرة لتأمين الكهرباء، وتلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة، لتحقيق الطاقة الآمنة والمتاحة للجميع في ضوء وضع البنى التحتية المطلوبة، كضرورة ماسة لديمومة الحياة.
وفى المقالات القادمه ان شاء الله سنتطرق كيفيه استفاده الفرد والمجتمع والدول من استخدام الطاقه النظيفيه الخضراء للحفاظ علي كل من البيئه والصحه والعائد الاقتصادي .
كتب : د. محمد الشاعر