قام العاهل المغربى الملك محمد السادس بزيارة غير رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة خلال هذا الأسبوع، تعدّ الثانية من نوعها خلال خمسة أشهر لبحث العلاقات الثنائية بين الدولتين على المستوى الاقتصادي والعسكري إضافة الى مشاركة المغرب فى عاصفة الحزم.
زيارة العاهل المغربي للإمارات تأتى بعد أيامًا قليلة من الزيارة التى قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، للمغرب وهي الزيارة التي شهدت توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، تركزت فى المجالات الأمنية والطبية والدبلوماسية والزراعية والجمركية والطاقية.
أقرا ايضاً :حفتر يصل الأردن فى أول زيارة خارجية رسمية له
ويقول محمد النشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض مراكش: “العلاقة الشخصية المتينة بين محمد بن زايد آل نهيان ومحمد السادس تُرجمت إلى علاقة قوية بين البلدين معاً، ليست الاستثمارات الإماراتية بالمغرب إلّا إحدى تجلياتها.”
ويتابع النشطاوي أن مشاركة الإمارات في مجموعة من النزاعات بالمنطقة، كما وقع في ليبيا وسوريا، حتّم عليها التعاون مع المغرب الذي راكم خبرة عسكرية أكبر من تلك التي تملكها الإمارات، بيدَ أن دور المغرب كان غير مباشر، إلى أن أعلن مشاركته في “عاصفة الحزم”، بشكل جعله أحد الأطراف الأساسية في المعركة.
ويضيف النشطاوي أن طبيعة الحكم بالمغرب، المستندة إلى مبدأ ديني سني هو إمارة المؤمنين، شكّل “دافعًا آخر لمشاركة المغرب في الحرب ضد الحوثيين الشيعة، خاصة وأن من يصطف في الحرب ضدهم، هي دول عربية سنيّة ترتبط بعلاقات فيما بينها، في حلف تقوده السعودية”.
وممّا يزيد من تقارب الإمارات والمغرب، أن الدولتين ارتبطتا في ما عرف بصيغة الملكيات العربية السنية التي طرحها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز إبّان موجة الربيع العربي، لأجل تشكيل صمام أمان لهذه الدول في جوّ عرف سقوط عدة أنظمة عربية، يشرح النشطاوي.