كتبت :سمر الورداني
عاش حياته عالمًا جليلًا يشاهده ويقرأ له الملايين من مسلمي العالم الاسلامى،واختتم حياته بتأجيج صراعات بين الدول العربية ،أدت كنتيجة أولية إلي سحب كل من السعودية والامارات والبحرين سفرائهم من قطر ، وغير معلوم إلي أى مصير ستقتاد خطبة الجمعة الاسبوعية للشيخ يوسف القرضاوي الأمة العربية.
ولد الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي صاحب الـ88 عاما بقرية صفت تراب التابعة لمركز المحلةالكبري ، تخرج من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1953، وحصل على الماجستير والدكتوراه من نفس الجامعة ، وانضم لجماعة الإخوان المسلمين وأصبح من قياداتها البارزين و منظر الجماعة الأول، وعرض عليه تولي منصب المرشد عدة مرات لكنه رفض ، وكان يحضر لقاءات التنظيم العالمي كممثل للإخوان في قطر .
استغل الشيخ يوسف القرضاي منبرة في مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة لمهاجمة كل من يخالف سياسة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير قطر وبالتبعية السياسة الامريكية ، وأطلق التوعدات والتهديدات في وجه مصر والسعودية والامارات.
وقد أفتي “القرضاوي” بكفر الجيش المصري عقب فض الاعتصامات المسلحة لجماعة الاخوان المسلمين في رابعة والنهضة ،مؤكدا أن وجود أسلحة في الاعتصام ضرورة للدفاع عن النفس ، واستعان بالآية الكريمة في تهديد الجيش قائلاً: “ومهل الكافرين أمهلهم رويدا” ، ودعي الأفراد إلي عصيان أوامر قادتهم ، وأنصار الجماعة إلي مواصلة احتجاجاتهم ضد ما أسماه بـ”الانقلاب على الشرعية” ، مطالبا كل من السعودية والامارات والكويت بالامتناع عن مساعده مصر ماديا أو تصدير الغاز لها.
وقد نالت دولتي الامارات و السعودية نصيبهما من عداء القرضاوي في ظل دعمهم الكبير لثورة 30 يونيو ، وخرج القرضاوي في احدي خطبة ليصف قيادات الامارات بأنهم يعادون الحكم الاسلامي ، تم استدعاء على خلفية ذلك سفير قطر في أبو ظبي وقدم له احتجاج شديد اللهجة ، فما كان من القرضاوي إلا أن قال في الجمعة التالية :” اغضبكم مني سطران قلتهما عنكم ماذا لو افردت خطبة عن فضائحكم ومظالمكم؟”.
وكان نصيب حكام السعودية من فوق منبر القرضاوي أن قال عنهم :” دفعوا مليارات الدولارات ليخرجوا الرئيس محمد مرسي من الحكم واتوا بالعسكر الذين اكتسبوا آلاف الملايين من قوت الشعب، ولم يكتفوا بذلك بل سلبوا الناس كل حقوقهم من حرية وعدالة وديمقراطية” ، لينسف كليا التعهدات المكتوبة التي قدمها الشيخ تميم بن حمد للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في ديسمبر الماضي، ليمتص غضبة سعودية ضد قطر كادت ان تؤدي الى ابعادها من مجلس التعاون الخليجي ، والتى كانت تقضي بوقف دعم جماعة الاخوان المسلمين في الخليج ومصر ووقف حملات قناة الجزيرة ضد مصر.