شهدت قرية دقادوس، التابعة لمركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، مساء أمس الخميس، حفل خطوبة للطفل يوسف ناصر عبد العظيم، 11 عاما، على عروسته وابنة عمه، غرام رضا محمد، فى حفل كبير بالقرية، أحياه عددا كبيرا من نجوم الغناء الشعبى.
قال ناصرعبدالعظيم، والد العريس، إن هذا الحفل هو حفل خطوبة ابنه على ابنة عمه، وجاء إعلان الخطوبة فى ذلك التوقيت، نظرا لحب العروسين لبعضهما، لافتا إلى أن هذه المرحلة هى مرحلة خطوبة فقط، حتى يتم إعلان الزواج الرسمى بعد بلوغهما سن الرشد، مضيفا أنه قام بشراء شبكة تبلغ 20 ألف جنيه لعروسته.
ومن جانبه، أدان رضا الدنبوقى، مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية بالدقهلية، خطوبة الطفلين، مؤكدا أن الزواج المبكر يعنى بالضرورة حرمانا من التعليم، علاوة على القدوم عليه، مخالفة لنص المادة رقم 31 مكرر من قانون الطفل رقم 126 لعام 2008، على أنه “لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبى للراغبين فى الزواج للتحقق من خلوهما من الأمراض التى تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما ويعاقب تأديبيا كل من وثق زواجا بالمخالفة لأحكام هذه المادة”، وكذلك مخالفا للاتفاقيات الدولية.
وتابع الدنبوقى، أن ما حدث يعنى حرمان الأنثى من الفرص المتساوية فى التعليم والتطور والنمو، كما هو محدد فى اتفاقية حقوق الطفل، كما يعنى الانعزال عن الحياة العامة والمشاركة المجتمعية، وبالتالى فإن الزواج المبكر مؤشر على مدى الفجوة فى التمكين ما بين الرجال والنساء”.
وأشار الدنبوقى إلى أن الفتاة التى تتزوج قبل الـ18 سنة، هى طفلة، لم تعط فرصة كافية لتنضج من الناحية العاطفية والاجتماعية والجسدية والعقلية، ولم يتح لها المجال لتطوير مهاراتها، وتنمية إمكاناتها المعرفية واكتشاف ذاتها، ومعرفة مدى قدرتها على تحمل المسؤوليات العامة والأسرية، وتصبح أسيرة وضع لم تتنبأ به، وتصبح مشاركتها فى المجال العام شبه مستحيلة، وشدد على ضرورة محاكمة أهالى الأطفال، لتعريض حياتهم للخطر، مطالبا بأهمية سن وتشريع قانون للعنف الأسرى.
وأضاف الدنبوقى، بأنه سوف يتقدم ببلاغ ضد أسرة الطفلين إلى المحامى العام لنيابات جنوب الدقهلية، للتحقيق فى الواقعة.