بعد ساعات من الكشف عن الضربة الإسرائيلية ضد سوريا، وما كشفته منذ ساعات بعض من وكالات الانباء العالمية، بشأن مقتل عسكريين من قوات حزب الله في هذه الغارة، طرحت صحيفة معاريف في تقرير لها، سؤالاً استراتيجياً عبر موقعها على الانترنت كان نصه،”ما العلاقة بين تقديرات الاستخبارات العسكرية بشأن مواجهة مع حزب الله، والقصف المنسوب إلى إسرائيل على أهداف في سوريا؟”.
ويقول التقرير إن “رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء هرتسي هليفي، قدم أمام الحكومة، يوم الأحد الماضي، تقديرات المخابرات السنوية لعام 2015”.
ويضيف “أعرب هليفي عن تخوفه من اشتعال المواجهات، بين قوات داعش أو قوات حزب الله من جهة، والقوات الإسرائيلية من جهة أخرى، في منطقة الهضبة السورية…”، وبعد ساعات من حضور هليفي لهذه الجلسة ضربت إسرائيل المواقع السورية على الفور”.
وتقول الصحيفة “استناداً إلى التقارير الأجنبية، هاجمت طائرات سلاح الجو عدداً من الأهداف في منطقتين مركزيتين. وعلى افتراض أن هذه التقارير صحيحة، فإن لها علاقة بقواعد اللعبة التي تفرضها إسرائيل، منذ بضعة سنوات في عمق لبنان، وفي المنطقة المشتركة بين لبنان وسوريا”.
وتضيف “استناداً إلى هذه القواعد تصرح إسرائيل، بأنها لن تسمح بنقل وسائل قتالية متطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، لكنها لا تكتفي بالتصريحات وحدها.
واستناداً إلى تقارير منشورة نفذت إسرائيل سلسلة طويلة من الهجمات دمرت بواسطتها مخازن للسلاح المتطور، مثل صواريخ أرض جو من طراز أس آي 17، وصورايخ بر بحر من نوع “ياخونت”.
وتقول الصحيفة أيضاً “تدخل هذه الهجمات ضمن إطار ما يسميه الجيش الإسرائيلي معركة بين الحروب، وفي الواقع، فإن عمليات إحباط تهريب السلاح ذات مغزى استراتيجي، وشملت انحاء عدة في العالم، وهجمات من وقت إلى آخر في أفريقيا، مثل السودان الذي يشكل محطة في طريق تهريب السلاح من إيران إلى قطاع غزة، ويبدو أن الرسالة بشأن تهريب السلاح من سوريا لم يتم استيعابها تماماً، ولذا اضطرت إسرائيل، وفقاً للتقارير، إلى ان تهاجم مرة أخرى بالأمس”.
ويضيف التقرير “لكن ليست إسرائيل وحدها من يفرض قواعد اللعبة، فهناك حزب الله أيضاً، ففي فبراير الماضي اتهم الحزب إسرائيل بالهجوم على شحنة للسلاح داخل الأراض اللبنانية، ورداً على ذلك قام بعدد من الهجمات على الحدود الإسرائيلية، في منطقة هضبة الجولان ومن الأراضي اللبنانية، وعلى ما يبدو، بالنسبة للحزب، مسموح لإسرائيل بالهجوم داخل الأراضي السورية وممنوع داخل لبنان”.
ويقول “بحسب قواعد اللعبة السائدة في السنوات الأخيرة، يتهم السوريون إسرائيل بالهجمات ضد أراضيها، لكنهم لا يردون عليها، فهم غارقون حتى أعناقهم في حربهم الأهلية”.