الروابط الشعبية أو اللجان الشعبية.. فكرة تحولت إلى واقع مساء الخامس والعشرين من يناير عام 2011، بعدما اجتمع عدد من النشطاء والمتظاهرين بميدان التحرير أمام أحد المطاعم بالميدان للبدء في تأسيس لجان شعبية بمناطق محافظة القاهرة، يكون الهدف منها الدعوة والحشد لاستمرار التظاهر والاعتصام في ميدان التحرير حتى إسقاط الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
هجوم الأمن على ميدان التحرير وتفريق المتظاهرين بالغازات المسيلة للدموع، حال دون اكتمال الفكرة وتنظيمها، لتعود من جديد مع الانفلات الأمني في كل منطقة بشكل عفوي لحماية السكان من هجمات محتملة من قبل « بلطجية».
بعد انسحاب الداخلية وبعد مرور أشهر على خلع مبارك بدأت اللجان والروابط الشعبية تؤدي دورا جديدا وهو الدفاع عن حقوق كل منطقة في السكن الملائم والصرف الصحي والمياه والكهرباء وغيرها من أساسيات الحياة، وتنتشر في عدد كبير من المناطق العشوائية والشعبية وتلعب دوراً هاماً في الثورة المصرية، بدءا من مرحلة المجلس العسكري مروراً بمرحلة مكتب الإرشاد وحتى هذه اللحظة، والتي يتبادر فيها إلى الأذهان سؤال: إلى من من مرشحي الانتخابات الرئاسية، ستذهب أصوات اللجان، المشير عبد الفتاح السيسي أم حمدين صباحي؟
اللجنة الشعبية لأهالي الدويقة
تأسست اللجنة الشعبية لأهالي الدويقة، في مارس عام 2013، للمطالبة بتوفير السكن الملائم والآدمي لأهالي الدويقة، وذلك في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث تم الإعلان عن تأسيس اللجنة في مؤتمر جماهيري، طالبوا فيه حزب الحرية والعدالة الحزب الحاكم وقتها بتوفير الحق في السكن والمياه والخبز وغيرها من متطلبات أساسية لكل مواطن مهددين بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
قال خالد معروف مؤسس اللجنة الشعبية لأهالي الدويقة، إن اللجنة قررت انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي، مبرراً ذلك بأنه أزاح من وصفهم بـ«الخونة» عن حكم مصر، مشيرا إلى أنه في الوقت نفسه نرفض المشاركة في حملة السيسي بالدعاية رغم عرض الحملة علينا ذلك، مرجعاً أسباب رفضه، قائلاً “عشان نعرف نحاسب السيسي لو فاز في الانتخابات”.
اللجنة الشعبية لأهالي مدينة النهضة
تأسست اللجنة الشعبية لأهالي مدينة النهضة مع تنامي خطر تهديدات حكم الإخوان لهم بالطرد من مساكنهم، بدعوى إقامتهم فيها بشكل غير قانوني ليكون هدف اللجنة الرئيسي هو تقنين أوضاعهم وتمليكهم الوحدات السكنية المملوكة لمحافظة القاهرة، والتي أقاموا بها بعد أيام من اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير.
“هذه المساكن التي ظلت على مدار 7 سنوات خالية من السكان، في الوقت الذي كان يعاني فيه أكثر من ألفي أسرة من عدم وجود مأوى، دفعنا إلى فتح تلك المنازل المغلقة والإقامة بها”، كما قال محمد عبد الشافي أحد مؤسسي اللجنة.
“حتى الآن لم نحدد موقفنا من الانتخابات، فلم يأتِ إلينا أحد من المرشحين أو من أنصارهم لعرض برنامجهم علينا”، على حد قول عبد الشافي.
رابطة مثلث ماسبيرو ببولاق أبو العلا
تأسست عام 2008، بهدف الدفاع عن حق الأهالي في الأرض المعرضة للاستيلاء عليها من قبل محافظة القاهرة وبيعها للمستثمرين ضمن مشروع القاهرة 2050 الذي أعدته لجنة السياسات في الحزب الوطني المنحل.
حرصت الرابطة على أن لا تقحم نفسها في الصراع السياسي، ليقتصر دورها فقط على المطالب الاقتصادية والاجتماعية، فعزفت عن المشاركة في الفاعليات المناهضة للمجلس العسكري أو لمكتب الإرشاد، تاركة الحرية لأعضائها في المشاركة بالفاعليات من عدم المشاركة.
وقال تامر مصطفى عضو برابطة مثلث ماسبيرو، إن الرابطة لا تتدخل في الصراعات السياسية ولا تدعم مرشحا على حساب الآخر، مشيرا إلى أن الهدف من الرابطة فقط هو الدفاع عن أرض مثلث ماسبيرو وتطوير المنطقة عبر الإحلال والتجديد وليس التهجير”.
رامز صبحي