اعداد:محمد علي حسن
في الوقت الذي يكافح الغرب من أجل فهم التعقيد في الوضع هناك ترتفع وتيرة العنف والموت في شوارع كييف وما بدأ باحتجاج ضد الرئيس الأوكراني يانكوفتش عند رفضه في اللحظة الأخيرة التوقيع على رزمة مساعدات سياسية واقتصادية من الاتحاد الأوروبي تحت ضغط من روسيا أصبح خلال أسابيع صراعا على مستقبل أوكرانيا وليس تبسيط الأمور من خلال القول “روسيا سيئة وأوروبا جيدة” إلا تفسيرا سطحيا للأزمة الأوكرانية.
– أوكرانيا هي دولة موحدة تتألف من 24 محافظة، وجمهورية مستقلة ذاتياً “القرم”، وتتمتع اثنتان من المدن بمركزية خاصة وهما كييف، العاصمة وسيفاستوبول التي تضم أسطول البحر الأسود الروسي وفقا لاتفاق تأجير أوكرانيا هي جمهورية ذات نظام نصف رئاسي مع فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
– مساحتها الإجملية: 603.700 كم2
– المجموعات العرقية:
77.8 % أوكرانية
17.3 % روسية
4.9 % جنسيات مختلفة
أسباب الأزمة الأوكرانية
أ- وجهة نظر الرئيس الأوكراني ” فيكتور يانوكوفيتش”
– السبب الأول كان ارتفاع سعر الغاز الروسي المورد إلى أوكرانيا، الذي كبد الاقتصاد الوطني خسائر بلغت نحو 20 مليار دولار.
– السبب الثاني الذي ادى إلى تفاقم الازمة هو القروض التي تلقتها البلاد في الفترة ما بين عامي 2008 و2009 من صندوق النقد الدولي، على أن تقوم بتسديدها مع بداية عام 2012.
– السبب الثالث هو الانخفاض الملحوظ في حجم التبادل التجاري مع شركاء كييف الاستراتيجيين، في الدرجة الأولى روسيا وبعض بلدان رابطة الدول المستقلة.
ب- وجهة نظر اللجنة الدولية للاحصاءات
انخفاض الإنتاج الصناعى بنسبة 4.7٪ فى العام الماضى، حيث وذكر البنك الوطنى فى أوكرانيا، أن احتياطى النقد الأجنبى بنسبة انخفض 16.8٪ أى ما يعادل 4.13 مليار دولار، ويمكن رؤية الوضع السيئ هذا فى العديد من القطاعات الأخرى والركود أصبح المعيار فى التاريخ الحديث لأوكرانيا، وتسبب فى خيبة أمل، والتضخم، وارتفاع معدلات البطالة.
أسباب أدت إلى ازدياد تأجُج الأزمة
الاحتجاجات زادت يوم ،الأحد، الماضي بعد أن عرض الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش على المعارضة برئاسة أرسينى ياتسينيوك وفيتالى كليتشكو أن يشغلا منصب رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء، وكانت مفاجأة تامة للمعارضة، وأنها تحتاج إلى وقت للتفكير فى الوضع، وربما الأهم من ذلك، أن المعارضة ببساطة غير مستعدة لتحمل مسئولية عمل الحكومة فى مثل هذه الفترة الصعبة بالنسبة للاقتصاد الأوكرانى ووفقا لخبراء الاقتصاد البارزين، إنه إذا استمرت الاحتجاجات لعدة أشهر أكثر من ذلك، فقد تكلف أوكرانيا 5 ٪ من الناتج المحلى الإجمالى.
المعارضة الأوكرانية
المعارضة الأوكرانية تعيش فى جهتين هما ساحة ميدان الاستقلال وشارع جروشيفسكى وهى المراكز الرئيسية لقوى المعارضة، ويعتمدون على المناطق الغربية التى تدعمهم، واستولى أنصار المعارضة على الجهاز الإدارى للدولة و12 منطقة إقليمية من البلاد وهم فينيتسا، جيتومير، إيفانو فرانكيفسك، لوتسك، لفيف، بولتافا، ريفنا، ترنوبل، أوزجورود، خملنيتسكى، تشيرنيفتسى وتشيرنيهيف.
الموقف الأمريكي من الأزمة الأوكرانية
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها رغبة هي الأخرى في الدخول بقوة على الخط الأوكراني باعتبار أن هذا الملف يمثل ورقة هامة لديها للضغط على روسيا.
ويظهر ذلك جليا فى تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف في واشنطن عندما قالت “نحن نواصل حث حكومة أوكرانيا على الاستماع إلى أصوات الشعب الأوكراني، الذي تريد غالبيته بوضوح السلام والعدالة ومستقبلا أوروبيا ويشمل هذا تقديم المسؤولين عن أعمال العنف التي وقعت في 30 نوفمبر إلى العدالة”.
ويذهب مراقبون إلى القول إن دخول واشنطن على خط الأزمة في أوكرانيا يهدف إلى تعزيز موقف المعارضة مقابل توقيع الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي حيث تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بضخ أموال تقدر بملايين الدولارات مشيرين إلى أن إدارة أوباما تلعب دور “الحرباء السياسي”، حيث ترغب روسيا في انضمام كييف إلى الاتحاد الجمركي الذي تتزعمه والذي يضم روسيا البيضاء وكازاخستان، وهو اتحاد تنظر إليه موسكو كمنافس قوي للاتحاد الأوروبي.
وتسعى واشنطن من خلال الورقة الأوكرانية إلى الحد من طموحات موسكو التي ترغب في بناء مجال نفوذ يشمل الاتحاد السوفيتي سابقا وتعتبر أوكرانيا التي يوجد بها 45 مليون نسمة أحد أعمدة هذا النفوذ، فضلا عن ذلك تخشى روسيا من أن تمتد رياح الانتفاضات في المنطقة إلى باقي الدول المجاورة وهو أمر مخيف جدا لروسيا الذي شكلت له الثورة البرتقالية.
الموقف الروسي من الأزمة الأوكرانية
أعلن الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لن تتدخل في الوضع القائم في أوكرانيا حيث أسفرت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للاتحاد الاوروبي عن مقتل خمسة أشخاص.
وقال ديمتري بيسكوف لا نعتقد ان من حقنا التدخل في شؤون اوكرانيا الداخلية في أي طريقة كانت من غير المقبول على الاطلاق بالنسبة إلى روسيا ان نتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد آخر.
وأكد بيسكوف أن روسيا واثقة من أن السلطات الاوكرانية تعرف ما ينبغي القيام به وستجد أفضل حل ممكن لاعادة الوضع الى طبيعته واعادة إحلال السلام.
أما وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف فأكد أن رد فعل الغرب تجاة الأزمة الأوكرانية يفتقر للحياء على “حدث طبيعي تماما” يتمثل في رفض حكومة كييف التوقيع على اتفاقية شراكة شاملة مع الاتحاد الأوروبي.
واتهم الوزير الروسي الاتحاد الأوروبي بأنه يكيل بمكيالين إذ أنه من ناحية يتبنى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة لكن ما يحتاج إلى توضيح هو كيف يتدخل وزراء خارجية التكتل ومسؤولة العلاقات الخارجية به لمطالبة الشعب الأوكراني بأن يكون اختياره لصالح اتفاقية الشراكة.
وكان يانوكوفيتش جمد قبل أكثر من ثلاثة أسابيع التوقيع على الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي بعد ضغوط من روسيا الأمر الذي اندلعت على أثره مظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين.
تصريحات حول الأزمة
-وزيرة العدل الأوكرانية أولينا لوكاش
اتخذ قرار سياسي لإلغاء القوانين التي وافق عليها البرلمان في 16 يناير والتي أثارت مناقشات عديدة مؤكدة بذلك عرض الحكومة بالتخلي عن تلك القوانين ومن بين التغييرات التي نصت عليها القوانين حظر استخدام الخيام غير المرخص لها في الأماكن العامة، والمسؤولية الجنائية عن تشويه سمعة مسؤولي الحكومة.
-نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن
حث الحكومة الأوكرانية في مكالمة هاتفية مع يانوكوفيتش على إلغاء القوانين التي وصفها بأنها “ضد الديمقراطية”.
-وزيرة الخارجية الروسية كاثرين آشتون
عجلت كاثرين أشتون بزيارتها المقررة إلى أوكرانيا ب48 ساعة، بحيث تبدأها الثلاثاء بدلا من الخميس، لتلتقي بالرئيس الأوكراني وزعماء المعارضة.
-رئيس الإتحاد السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف
دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين للوساطة فى أوكرانيا من أجل حل الأزمة بين الحكومة والمعارضة هناك.
وأكد على أهمية التخلى الآن عن البحث عن المتسببين فى التصعيد الخطير فى الوضع فى العاصمة الأوكرانية كييف أو تبادل الاتهامات بين الغرب والشرق ومن الضرورى إنهاء العنف بسرعة وشدد على أن إراقة الدماء فى أوكرانيا تنطوى على خطر على جيرانها وعلى أوروبا والعالم.
-رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس
لم يستبعد أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أوكرانيا حال استمرار العنف ضد المتظاهرين.غير أن شولتس نصح صناع القرار في الاتحاد الأوروبي بعدم غلق الباب أمام الحكومة الأوكرانية.
كما وصف شولتس قرار الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش عدم توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بأنه واقعي.
-وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير
أكد أن التوصل الى حل سياسي للازمة الخطيرة التي تشهدها أوكرانيا لا يزال ممكنا وذلك رغم رفض المعارضة التنازلات التي قدمها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
وقال شتاينماير فى بيان له :”أنا مقتنع بأن الفرص الاخيرة لحل سياسي لم يتم استنفادها رغم أن الوضع بالغ الصعوبة، وينبغي السعي إليها”.
وأضاف قائلا :”أعتقد أنه لا يمكن أن نقدم سوى نصيحة واحدة من هنا إن الطريق الذي يؤدي إلى مستقبل تختاره أوكرانيا بنفسها لا يمر بالتأكيد بالعنف، مهما كان القائمون به”.
– الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش
أعلن أن الأحداث الجارية في أوكرانيا أصبحت اختبارا للوحدة الداخلية والتسامح ولنضوج الشعب فيما يتعلق ببناء الدولة.
وقال يانوكوفيتش إن أساس السياسة الأوكرانية يتمثل في المصالح القومية والتوازن الجيوسياسي والقيم الإنسانية، وهدفنا هو العدالة والازدهار والحياة الحرة في البلد الحر.
واعرب عن قناعته بأن أوكرانيا ستخرج من المحن السياسية والاقتصادية الحالية أقوى مما كانت سابقا.
-جهود بحث تطورات الأزمة
قبل الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، استقالة رئيس الوزراء، نيكولاي أزاروف، حسبما أعلن مكتب الرئيس.
ويعني القرار أن مجلس الوزراء بكامل أعضائه قد استقال رسميا رغم أن يانوكوفيتش أمرهم بمواصلة العمل حتى تشكيل حكومة جديدة.
كنا أدان الاتحاد الأوروبي أعمال العنف التي تشهدها أوكرانيا، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، ومحاسبة المسؤولين عن تلك الأعمال.
وقال رئيس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو بعد القمة الأوروبية الروسية في بروكسل- إن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب التطورات في أوكرانيا ويدين بشدة العنف، داعيًا في الوقت نفسه الحكومة الأوكرانية إلى تحمل المسؤولية بشكل جدي وتنفيذ تعهداتها بالإصلاح، وإلى القيام بحوار حقيقي مع المعارضة من أجل تحقيق مصالح الشعب.
وأوضح رومبوي أن مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد كاثرين آشتون ستتوجه إلى كييف في وقت لاحق الأربعاء، معربًا عن الاستعداد للمضي قدمًا، وتوقيع وتنفيذ معاهدة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، مع تأكيد السلطات الالتزام بديمقراطية أوكرانيا.
كما أكدت رئيس المفوضية الأوروبية أن إلغاء البرلمان الأوكراني للقوانين المتخذة يوم 16 من يناير الجاري، واعتماد العفو العام، سيكونان خطوة مهمة في تسوية الأزمة السياسية في أوكرانيا.
الأزمة الأوكرانية فى الاعلام الغربي
-صحيفة “ليكو” البلجيكية : هذا البلد الذي يقع على حدود الاتحاد الأوروبي يعيش على شفا حرب أهلية بعد أن غرقت العاصمة كييف دوامة من العنف، موضحة أن الحاجة أضحت ماسة لإعلان الاتحاد الأوروبي عن دعمه للسلام بشكل قوي وعملي وفعال بعد أن أكتفى بالعمل الدبلوماسي، وخاصة في ظل التحرك الروسي والأمريكي.
-صحيفة “لوسوار” البلجيكية : أوكرانيا على أبواب الحرب، معتبرة أن الوقت قد حان للتدخل من أجل التهدئة قبل بلوغه مرحلة نقطة اللا عودة، مشددة على ضرورة تمكين الأوكرانيين من حق الاختيار بكل حرية عن طريق الحوار وليس القتال، وهو دور الانتخابات.
-صحيفة “لاغازيت إليكتورا” البولندية : أشارت التنظيم المحكم لمخيمات الاعتصام مما يمكن المحتجين من مقاومة قساوة الظروف المناخية والبرد القارس، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلا إلى أقل من 25 درجة، مشددة على إصرار هؤلاء على عدم التراجع والمطالبة برحيل الرئيس الأوكراني فيكتور إينوكوفيتش وإجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها.
-صحيفة “ريسبوبليكا” البولندية ” وصفت الحياة في خيام الاعتصام، مشيرة إلى أن السلطات الأوكرانية وافقت على الإفراج عن المعتقلين بهدف احتواء غضب المتظاهرين.
وأضافت أن هذه العملية لم تدفع في اتجاه تهدئة الأجوء حيث يصر المحتجون على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها.
-صحيفة “بولسكا تايمز” : الرئيس الأوكراني بدأ يخسر مواقعه، ولاسيما بعد لجوءه إلى العنف من أجل تفريق التظاهرات وسقوط عدد من القتلى مما جر عليه انتقادات شديدة من طرف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
-صحيفة “الجارديان” البريطانية : أشارات إلى شروع المتظاهرين في وضع المتاريس في وسط العاصمة كييف في أعقاب فشل الجولة الثانية من المباحثات بين الرئيس إيوكوفيتيش وممثلين عن المعارضة بخصوص التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة التي تعصف بالبلاد.
وأضافت أن قادة المعارضة طالبوا المتظاهرين بضبط النفس والتزام الهدوء في أعقاب رفض الحكومة التراجع عن قراراتها وإلغاء القوانين الخاصة التي تشدد العقوبات ضد المتظاهرين وتفرض قيودا إضافية على حق التجمهر.
-صحيفة “الأندبندنت” البريطانية : أشارت إلى أن الأزمة اندلعت في 21 نونبر الماضي في أعقاب قرار الرئيس إيوكوفيتيش تعليق علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي في وقت كان الطرفان يستعدان فيه للتوقيع على اتفاقية شراكة.
وأضافت أن الأزمة السياسية الأوكرانية، التي بدأت مع تفجر الخلاف حول التقارب مع الاتحاد الأوروبي، تحولت سريعا إلى أزمة حول الديمقراطية، خاصة وأن الأمر يتعلق ببلد يقدم نفسه على أنه ديمقراطي، في حين أن القرارات الأخيرة تسعى بوضوح إلى كبح حرية التعبير وهو ما يمثل تراجعا ديمقراطيا خطيرا.
-صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية : عبرت عن مخاوفها من انقسام أوكرانيا في وقت شرعت فيه فئات متطرفة من المحتجين في مراقبة وإحكام سيطرتها على عدد من المباني والمقرات الحكومية بعدد من المناطق وأجبروا مسؤولا إقليميا رفيع المستوى على تقديم استقالته. وأشارت الصحيفة إلى وصف رئيس الوزراء ميكولا إزاروف الأمر بأنه “محاولة انقلابية حقيقية”.
– صحيفة ” تريبين دو جينيف” السويسرية : وصفت ما تمر به أوكرانيا بلعبة شد الحبل بين الحكومة والمعارضة الأوكرانية وآفاق التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة السياسية، وأشارت إلى أن أوكرانيا مازالت تتردد بين اختيار الهدنة أو الانزلاق في التمرد، وتساءلت حول ما اذا كان الهدوء الهش الذي يخيم على كييف كافيا للمساعدة على فتح الباب أمام الحوار أم أنه فقط فرصة لوضع المتاريس والاستعداد للمواجهات.
وأبرزت أنه بالرغم من عودة الهدوء النسبي للعاصمة كييف فإن موجة العنف والمواجهات انتقلت إلى أقاليم أخرى ظلت هادئة إلى وقت قريب، مؤكدة أن الوضع مفتوح على جميع الاحتمالات، واستبعدت في السياق ذاته الوصول إلى تسوية عبر الحوار.
-صحيفة “لوطون” السويسرية : اعتبرت أن الأزمة الأوكرانية تسير في اتجاه مزيد من التأزم وقد تدفع الرئيس الأوكراني إلى طلب عقد البرلمان لجلسة عاجلة لدراسة الوضع. وتساءلت حول قدرة النظام على مراقبة جميع القوات الخاضعة نظريا لسيطرته، مشيرة إلى حديث وسائل الإعلام عن وجود مفاوضات بين عدد من قادة الجيش ومسؤولين في المعارضة بخصوص إمكانية القيام بانقلاب عسكري.
-صحيفة “فرانكفورتر روندشاو” الألمانية : رأت أن المسؤولية عن تصعيد العنف يتحملها بالدرجة الأولى الرئيس بسبب سياسته المتقلبة بين الغرب وروسيا، مضيفة أن الرئيس عبر في وقت سابق وبشكل واضح عن حاجة بلاده إلى 20 مليار أورو من الاتحاد الأوروبي كثمن للانضمام والتوقيع على الاتفاق، إلا أن روسيا ليست مستعدة لتقديم هذا المبلغ كله.
-صحيفة “زود كوريير” الألمانية : اعتبرت أنه ليس هناك أي مؤشر يدل على أن السلطة في كييف لديها رغبة في تغيير موقفها خاصة وأن الرئيس يانوكوفيتش يتمسك بالسلطة، ويحاول الحفاظ على خصومه بمزيج من سياسة العصا والجزرة، مشيرة إلى أن هراوات قوات الأمن ربما سيليها تشغيل محركات الدبابات.
-صحيفة “جينرال أنتسايغر” الألمانية : أن يانوكوفيتش اقترح عقد دورة استثنائية للبرلمان لمناقشة طلب المعارضة القاضي باستقالة الحكومة، لأنه يعلم مسبقا أن الحكومة الموالية لروسيا لديها أغلبية مريحة في البرلمان وقد يحظى بتصويت رسمي.
-صحيفة “فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ” الألمانية : قالت أن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عندما تولى منصبه قبل شهر، تناول بلهجة صارمة هذا المشكل، معتبرا أن روسيا اغتنمت المحنة الاقتصادية في أوكرانيا لمنع ارتباطها بالاتحاد الأوروبي.
وأضافت الصحيفة أن الكلمات القاسية التي وجهت للقيادة الأوكرانية همت احترام حقوق الإنسان لكن، تقول الصحيفة، روسيا تحاول جر دول الاتحاد السوفياتي السابق وراءها بإحكام، مما سيصعب خلال السنوات المقبلة، السياسة الخارجية الأوروبية.