تحقيق : محمد البحيري
على الرغم من خروج الشعب المصري في ثورة 25 يناير و 30 يونيو للإطاحة بأنظمة وصفت بأنها بالديكتاتورية, إلا ان البعض وصف السلطة الحالية بالأكثر استبدادا وديكتاتورية بعدما امتلئت السجون بالمعتقلين الأطفال والنساء والرجال, وتسربت معلومات خطيرة عن الانتهاكات الجثيمة التي ترتكبها قوات الامن بحق المعتقلين.
وتمكن “الموقع” من رصد شهادات بعض أسر اطفال تم اعتقالهم بعد 3 يوليه عقب عزل الدكتور محمد مرسي من منصبه , مؤكدين أن ذويهم يتم تعذيبهم داخل أقسام الشرطة والسجون, مطالبين الجهات المختصة والمعنية بضرورة الإفراج عن ذويهم لاسيما أن التهم الموجه اليهم جميعها “ملفقة” بحسب قولهم.
صعقوا ابني بالكهرباء
ومن جانبه قالت والدة طفل معتقل, رفضت ذكر اسم طفلها خوفا من التنكيل به داخل محبسه من قبل قوات الامن – بحسب قولها – إن ابنها في أولى ثانوي عام وقد تم اعتقاله أثناء تواجده في منزل صديقه بداية شهر يناير الماضي ولم يكن في أي تظاهرة عند اعتقاله لاسميا أنه كان يستعد لامتحانات الفصل الدراسي الأول, مؤكدة أن قوات الأمن قامت بتعذيبه من خلال ضربه وصب المياه عليه ثم صعقه بالكهرباء وهو مقيد الأيدي بالكلبشات وذلك عقب اعتقاله وقبل وصوله إلي محبسه في كوم الدكة بالاسكندرية – بحسب قولها.
وأضافت والدة الطفل في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن طفلها قال لقوات الأمن لو سمحتم فكولي الكلبشات عشان أيدي وجعاني ولكنهم قاموا بضربة حتى فقد الإحساس تماما في صباع الابهام في يده اليمنى, مبينة أن ذراع ابنها “مشلول” منذ مولده, مصاب بأنيميا في الدم أدت إلى إصابته بتليف في الكبد, مشيرة إلى أن قوات الأمن لفقت عليه تهمة قتل – بحسب تعبيرها.
وأوضحت أن ابنها لم يحضر أول امتحانات له بسبب اعتقاله ولكن تم تشكيل لجان لاختباره في باقي المواد داخل محبسه, مشيرة في الوقت نفسه الى ان قوات الامن وضعت نحو 41 طفلا في غرفة مظلمة ليس بها أكسجين لعدة ساعات داخل مبنى نيابة المنشية بدون طعام ولا حمام – بحسب تعبيرها.
وطالبت والدة الطفل المعتقل الجهات المختصة بضرورة الإفراج عن طفلها نظرا لحالته الصحية السيئة, مؤكدة ان طفلها برئ من جميع التهم الموجه اليه, مشيرة في الوقت نفسه الى انه يعامل معاملة جيدة في كوم الدكة.
الأمن عامل ابني بقسوة
وفي ذات السياق قال والدة فارس بهاء الدين أن نجله الذي يبلغ من العمر 17 عاما اعتقل أثناء توجه إلي الصيدلية لصرف الدواء ولكنه فوجئ بأفراد يرتدون زي مدني يعتدون عليه ويضعونه داخل سيارة بوكس ولم يكن هناك وقتها أي تظاهرة وتم ترحيله الي نادى المحروسة التابع للقوات البحرية بالاسكندرية ثم الي مديرية الامن- علي حد قولها.
وأضافت في ان قوات الأمن كانت تعامل نجلها معاملة قاسية داخل مديرية الأمن ووضعته داخل حجرة صغيره بها قرابة 90 مسجون ومعتقل وتم تقييده بطريقة غريبة, مضيفة أنها عندما التقت نجلها في الزيارة الأولى اشتكى لها من سوء المعاملة وتدهور الأوضاع داخل مقر احتجازه, مشيرة الى انه تم ترحيله الي مؤسسة الاحداث في كوم الدكة ثم الى المؤسسة العصابية بالقاهرة ووجهت له تهم التظاهر وقطع الطريق وتكدير السلم العام.
ابني متهم بالانضمام لجماعة ارهابية
وفي سياق متصل ، قال والد الطفل عمر فتحي عبد العزيز, إن قوات الأمن قامت باعتقال طفلة يوم 26 ديسمبر الماضي عقب صلاة العشاء وهو عائد من “الدرس”, مبينا أنه ابنه فوجئ بالاعتداء عليه بالضرب من قبل أفراد لا يرتدون ملابس الشرطة الرسمي.
وأضاف والد عمروان ابنه وصل إلى قسم منتزه أول بالإسكندرية بعدما تم إجباره علي ركوب ميكروباص وليس سيارة شرطة , وقد تم تحرير محضر لنجله على الرغم من عدم دخول القسم وتم ترحيله الي مديرية امن الاسكندرية – على حد تعبيره.
وأوضح والد الطفل المعتقل أن النيابة أمرت بحبس ابنه أكثر من مرة 15 يوما حبسا احتياطيا مضيفا أن نجله لم يحضر بعض امتحانات بعض المواد في الفصل الدراسي الأول بسبب اعتقاله, مشيرا إلي أنه لاحظ ان طفله تم تعذيبه والاعتداء عليه وضرب ضربا مبرحا من قبل قوات الأمن وذلك عقب زيارته الأولى بعد اعتقاله.
وأضاف قائلا أن الأطفال يتم الاعتداء عليهم داخل السجون ولكنهم لا يخبون ذلك علي أولياء امورهم حتى لا يقلقون عليهم وخشية من قوات الأمن, مشيرا إلي أن أعين الأطفال تكون مكسورة من كثرة الإهانة داخل السجون وأقسام الشرطة بحسب قوله, مشيرا في الوقت نفسه إلي أن التهم الموجه الى ابنه الانضمام إلي جماعة إرهابية محظورة على الرغم من اأن عمره لا يتجاوز الـ16 عام تقريبا.
الشرطة فقدت نخوتها ورجولتها
وأدان عمرو عبد الهادي المتحدث بإسم جبهة الضمير والمقرب من التحالف الوطني لدعم الشرعية الانتهاكات التي تقوم بها قوات الشرطة والامن بحق السجناء والمعتقلين وخاصة الاطفال والنساء داخل السجون المصرية.
وقال عبد الهادي في تصريحات خاصة لـ”الموقع” إن قوات الأمن والشرطة فقدوا نخوتهم و رجولتهم, ولا يشعرون بإنجاز لهم إلا بانتهاك اعراض النساء, وﻻ يشعرون أيضا بسطوتهن الا باعتقال الاطفال, وكذلك لا يشعرون بقوتهم اﻻ بالاعتقال و التعذيب- بحسب تعبيره.
وأضاف المتحدث بإسم جبهة الضمير قائلا إن قوات الشرطة هم مرضى نفسيين باعوا الوطن بالمناصب و بعد الانقلاب لن يكوت لهؤلاء الا القصاص منهم و عليهم ترتيب اقامات لهم لانهم سيعاقبون كما فعلوا في المصريين.
وعن تعليقه علي عدم تدخل منظمات المجتمع الدولي الحقوقية لوقف الانتهاكات قال عبد الهادي انه لا امل في العالم والمجتمع الدولي وﻻ نعول عليه, لان اﻻزدواجيه تحكم المواقف و المصالح تغلب عليهم فلا قيم و لا اخلاق لهم تحت سيطره امريكا و اسرائيل و روسيا – علي حد تعبيره.
اما عن نوعية الانتهاكات التي تقوم بها قوات الامن داخل السجون والمحتجزات أضاف عبد الهادي قائلا ان مجرد القبض علي الاطفال وغيرهم هو انتهاك لا يوصف يطيح بحكومات محترمه – علي حد تعبيره.
منع الأطفال من قضاء حاجتهم!
وقال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، مدير مركزضحايا لحقوق الإنسان , إن هناك قصص عديدة لأطفال معتقلين, يأكلون وينامون بعد الحصول على إذن, مؤكدا أن هناك أطفال معتقلين يتم منعهم من قضاه حاجتهم, مشيرا إلي أن ما يحدث لاطفال مصر هو بمثابة ” حرب علي المستقبل” بحسب تعبيره.
وأشار مدير مركزضحايا لحقوق الإنسان إلى فيديو الطفلة سلسبيل الغرباوي التي كانت تروي فيه مأساتها داخل السجن, مبينا ان هناك كشوف حمل وعذرية وتحرش بالنساء من قبل قوات الامن – بحسب قوله.
وأضاف أبو خليل ان هناك من يتعمد إذلال الفتايات بتعريتهن تماماً وخلع حتي الملابس الداخلية بل الإجرام يكتمل أنه يتم تعريتهن أمام بعهضهن البعض ! خلاف تحرش قوات الامن لهن داخل سيارات الترحيلات – بحسب قوله
وأوضح أبو خليل أن هناك والد طفل يدعى محمد عماد عبد الوهاب ناصر يبلغ من العمر 15 عاما اعتقل في أول يناير الماضي أكد ان نجله استقبل بحفلة تشريفة في باستيل المرج وتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح قائلاً: “بكى الرجل وقال نحن من جيل الستينات الفاشل الذي لم يعرف معني الحرية هم يريدون قتل الجيل القادم ولابد من مقاومة لهؤلاء المجرمين”.
وأشار أبو خليل الي ان والد الطفل خالد محمد خميس اعتقل في نوفمبر الماضي قال ان ابنه الذي اعتقل كان يساعده في تدابيروتكاليف الحياة اليومية على الرغم منانه مريض ويحتاج لحقنة كل 15 يوما نتيجة اصابته بالروماتيزم المزمن, مشيرا الي ان والد الطفل ايضا مريض ويعاني من عجز في يده ورجله.
الأطفال المعتقلين هم أطفال شوارع
وعلي صعيد آخر, قال الناشط الحقوقى محمد عبد النعيم رئيس الاتحاد الوطنى لمنظمات حقوق الإنسان الذى يضم نحو 19 منظمة حقوقية ورئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان , جماعة الاخوان المسلمين أستغلت اطفال الشوارع لمحاربة الشرطة والجيش المصري في الوقت الذي تسعى فيه الاجهزة الامنية الي القضاء علي الارهاب الذي تقوم به الجماعة المحظورة – بحسب قوله.
وأضاف عبد النعيم في تصريحات خاصة لـ”الموقع” قائلا حديث بعض النساء والمواطنين عن اعتقال الاطفال وتعذيبهم داخل اقسام الشرطة والسجون ليس صحيحا, فتلك النساء منتميات لجماعة الاخوان المسلمين الارهابية – بحسب وصفه – ويزعمن أن السلطات المصرية تعتقل أطفالهم لتشوية صورة مصر بعد 30 يونيو, مشيرا الى ان الاطفال الذين يلقى القبض عليهم هم من اطفال الشوارع.
وطالب رئيس الاتحاد الوطنى لمنظمات حقوق الإنسان, وزارة الداخلية بأن تراعي جميع السجناء سواء كانوا اطفال أو رجال أو نساء, مشددا علي أهيمة أن تعليم السجناء لمهن وحرف يمكن أن يتربحوا منها بعد إطلاق سراحهم, مشيرا إلي اأن دور السجن الإصلاح والتهذيب.
وأكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان أنه سيفضح وزارة الداخلية إذا ثبت بالفعل أن هناك تعذيب لاطفال داخل أقسام الشرطة والسجون, مؤكدا علي تقديم جميع وسائل الدعم والدفاع لأي مسجون يتم تعذيبه او انتهاك حقوقه حال ثبوت ذلك.