كتب: عبد الله الشريف
قسم التيار السلفي..وشارك في دعم “الشرعية
نوح: يدعمها معنويًا
حماد: “الوطن” حزب إسلامي مستقل
بان: “الجماعة” تمول أكثر من حزب غير مؤثر
عضو سلفي: عبد الغفور يميل للفكر الإخواني
“تجمعات معنوية ، أحزاب الظل ، الأبواب الخلفية”
مسميات أطلقها سياسيون حول مجموعة من الأحزاب والهيئات التي تدعم جماعة الإخوان المسلمون في مواقفها، والتي من جانبها تؤكد عدم خضوعها لسيطرة الإخوان.
أسلوب ليس بجديد على “الجماعة”، يبدأ بنشر واختراق المؤسسات والهيئات القوية بحركات مشابهة مضادة، نجدها في الاعلام، والقضاء، والصحة، والمؤسسات الدينية.
وفي الفترة الأخيرة طبق “الإخوان” هذه الاستراتيجية، على عدد الأحزاب السياسية والتي تكون بهدف السيطرة عليها أو تقسيمها، ومن أبرز تلك الأحزاب “الوطن السلفي”.
البداية:
القصة تبدأ بصراع قوي داخل حزب النور السلفي أدى إلى انشقاق أكثر من 160 عضوًا بالحزب، تقدمهم الدكتور عماد عبدالغفور رئيس الحزب وعدد من أعضاء الهيئة العليا، تبع ذلك حرب شرسه بين الطرفين على صفحات الجرائد، و انتهت بإعلان “عبد الغفور” التقدم بأوراق وتوكيلات حزب جديد إلى لجنة شؤون الأحزاب، لإشهاره رسميا كأحد الكيانات السياسية تحت مسمى “الوطن” في الثلاثاء يناير 2013مقدمًا 6 آلاف توكيل من أعضائه المؤسسين، و30 مقرًافي أنحاء الجمهورية؛ ورد النور على ذلك بإعلان تبرأ الدعوة السلفية في الإسكندرية من الوليد الجديد، وأن الممثل الرئيسي هو حزب النور.
يؤكد مختار نوح، القيادي المنشق عن الإخوان المسلمون،والمفكر الإسلامي أن الجماعة لها دور كبير في هذا الحدث، حيث أنها في العادة تكّون آلاف الشُعَب و تصنع لنفسها مراكز حوار وحركات وجبهات وهيئات ومراكز إحصاء، بهدف كسب ماتسميه “تجمعات معنوية”، وإيحاء أن هناك دعم من أكثر طرف يؤيد الاتجاه الذي تسير فيه.
وقال في تصريح خاص، إن حزب الوطن حزب غير حقيقي كغالبية الأحزاب في مصر، والكل يعرف أن الإخوان دعمته وموّلته من أجل حدوث انقسام حزب النور،عندما ظهرت قوته في فترة ما.
وأضاف: “كلمة عملنا حزب” أصبحت مثيرة للسخرية” كل مجموعة من الناس يقولوا أسسنا حزب” بدون فهم معنى حزب أو تداول السلطة”، موضحًا أن ثقافة الحزب غائبة عند جميع القوى السياسية في مصر ويحاولون إيهام أنفسهم أن لديهم أنصار وقاعدة.
وأوضح أنه عندما ننظر إلى مايسمى تحالف دعم الشرعية تجد أغلب الأحزاب فيها لاتستطيع حصر 20 فردًا من أعضائها، وكلها مجرد أسماء ممولها واحد لإظهار أن لها تجمع له كلمة وصوت.
من جانبه، أكد الشيخ محمد الأباصيري الداعية السلفية أن حزب الوطن هو حزبٌ نشأ نتيجة انشقاق رئيس حزب النور السلفي عماد عبد الغفور و معه مجموعة من أتباعه اعتراضًا على سياسية الحزب و الدعوة آنذاك المعارضة لجماعة الإخوان و ذلك بسبب انتماء عبد الغفور الأيديولوجي للإخوان .
وأضاف أن عبد الغفور ومن معه ينتمون فكريًا وربما تنظيميًا للجماعة وهو ما يؤيده تخندق الحزب وأفراده وقادته في خندق الإخوان وخندق رابعة أيام الاعتصام الشهير وحتى يومنا هذا .
وتابع أنه لا يمكننا إغفال تصريحٍ خطير جدًا لعبد الغفور إبان رئاسته لحزب النور و الذي اعترف فيه صراحةً بتدربه و أفراد من حزبه من قبل المعهد الديموقراطي الأمريكي الوطني لنشر الديموقراطية في مصر و هو معهد مشبوه و على علاقة بالاستخبارات الأمريكية بطريق مباشر و الذي أخد عماد عبد الغفور يمدحه و يثني عليه بشدة و يصفه بأنه أثرى الحياة السياسية في مصر، موضحا أن المعهد بالمناسبة قضت محكمة جنايات القاهرة بإغلاقه و جميع فروعه في مصر لما يمثله من خطر على الأمن القومي المصري.
وقال:” الأمر يدفعنا للتساؤل عن حدود العلاقة التي تربط الحزب السلفي و رئيسه من جهة بالإخوان الإرهابية و بالأمريكان و أجهزة الاستخبارات الأمريكية و الإسرائيلية من جهة أخرى”.
المقرات والتمويل :
“يمتلك حزب الوطن السلفي مايقرب من 35 مقرًا وبصدد إنشاء 24 آخرين في كل محافظات مصر” هكذا قال عماد عبد الغفور رئيس الحزب عندما أعلن إنشاءه في يناير 2013 بحضور حازم صلاح أبو إسماعيل وعادل عبد المقصود رئيس حزب الأصالة السلفي.
يؤكد أحمد بان، الباحث في شؤون الاحزاب والحركات الإسلامية، أن حزب الوطن يختلف عن جميع الأحزاب السلفية ، وخرج انشقاقًا من داخل حزب النور والصلة التنظيمية بينه وبين جماعة الإخوان لاتخفى على أحد ويشارك في التحالف القائم بين عدد من الأحزاب الصغيرة تحت مسمى تحالف دعم الشرعية.
وأشار في تصريح خاص للموقع أن هناك خط تمويل بينه وبين جماعة الإخوان المسلمون كغيره من الأحزاب الصغيرة المشاركة والغير مؤثرة في المشهد السياسي.
وأضاف عمرو عمارة، منسق تحالف “الإخوان المنشقون” ، أن الجماعة تمول أكثر من حزب سياسي صغير لتضمن السيطرة عليه، ومن هذه الأحزاب العمل والوسط والوطن، مؤكدًا أن عماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن كان يقود تكتل داخل حزب النور يميل لجماعة الإخوان المسلمون، ومن هنا بدأ الانشقاق.
وتابع أن “الإخوان” حصلوا على عدد من القيادات في الهيئة العليا للنور، وعندما اكتشفوا أن النور غاضب من الإخوان، وأنه من الممكن أن ينقلب عليهم في أي وقت قاموا بسحب رجالهم في الحزب حتى يسقطوه.
مواقف للوطن
على الرغم من تأكيدات الحزب أنه مستقل وأنه لاينتمي وليس بتابع لأحد إلا أن مواقفة أظهرت انحيازًا شديدًا لجماعة الإخوان.
مليونيات وتظاهرات
شارك الوطن في عدد من المليونيات التي دعت إليها جماعة الإخوان فضلًا عن دعوته منفردًا الأحزاب الإسلامية للاحتشاد أمام المقر الرئيسي لوزارة الثقافة، لفك ما سماه بـحصار الوزارة من المثقفين المعتصمين ضد الدكتور علاء عبدالعزيز، وزير الثقافة الإخواني واصفًا المعتصمين بمجموعة من المخربين.
الاعتراض على حل مجلس الشعب الإخواني السلفي
قال الدكتور يسري حمّاد، نائب رئيس حزب الوطن، إن الانقلاب العسكري لم يبدأ في 30 يونيو كما يظن البعض، بل بدأ مع قرار حل مجلس الشعب المنتخب على حد تعبيره.
“تمرد” تسعى لتدمير المساجد
هكذا وصف محمد نور، القيادي بحزب الوطن حملة تمرد قائلًا: “أنها تسعى إلى العنف، مضيفًا أن القوى الداعمة لتمرد تسعى لتدمير المساجد والمصلين والهجوم عليهم بالإضافة لضرب النساء، واستخدام عبارات التحريض.
الوطن ورابعة العدوية
ظهر عماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن السلفي على منصة رابعة العدوية مطالبًا أنصار مرسي بالدفاع عن الحرية ورفض الظلم. وقال:”قولوا لا للظلم ولا نقبل الضيم أبدًا، والموت خير لنا من أن نحيا خائنين، مشيرًا إلى 80 مليون مصري يخرجون كل يوم يقولون لا للظلم والعدوان.
الوطن يرد
أكد الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن أن من يقول أن الحزب تابع للإخوان أو أنه جزء منها أو أن الجماعة تموله هو من يغالط نفسه ويقول أن الحزب سينشق عن تحالف دعم الشرعية.
وأضاف أن في تصريح خاص أن تلك الأقاويل هدفها الإيحاء بانقسام التحالف الوطني لدعم الشرعية، وإيهام المواطنين أن التحالف انتهى وأن هناك بعض الأحزاب ستنسحب.
وأشار في تصريح خاص للموقع إلى أن تلك الاتهامات مرتبه وجاهزة ضد كل من يدافع عن الحق، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الجرائد لديها أوامر بنشر مثل تلك الأكاذيب.
وتابع أن حزب الوطن فتح الأبواب للتعاون مع كل القوى السياسية وتلقى أكثر من 6 آلاف توكيل من محافظات الجمهورية المختلفة عند نشأته.
وأوضح أن الحزب لم يقام بهدف شق ” النور”، موضحًا أنه مستعد للتواصل مع النور مرة أخرى إذا ترك الطريق الذي يسير فيه من دعم النظام الحالي وأن يوقن كما علمت أحزاب جبهت الإنقاذ وبدأت في الانشقاق أن الهدف من 30 يونيو هو السيطرة على مقدارت الدولة وعودة فلول الحزب الوطني.
وأكد أن الحزب الآن غير قادر على عقد المؤتمرات أو الاجتماع بصفة دورية بسبب المضايقات الأمنية وأن هناك اجتماع لأعضاء الهيئة العليا يتم أسبوعيا للوقوف على مايحدث على أرض الواقع.