أمي الحبيبة كم من السنوات مرت علي وأنا أفتقد حكمتك ورزانتك وهدوء الحياة بين أحضانك فكنتي الأم والأب والمدبر. تعلمت منك الرحمة والإنسانية والحكمة ونزاهة الضمير. تعلمت منك الصبر ومهما ضاقت علي الدنيا فهناك نور الأمل بالله، تعلمت منك كم أنا جميلة أعتز بعقلي وقدراتي ومكانتي في المجتمع وإرادة قوية أقرأ وأكتب وأتحدث وأجادل وأتعلم وسأظل.
أكتب لكي يا أمي ونحن في مجتمع جعل للمرأة عيدًا تفخر به وتتحدى به العالم العربي وهي لا تعاني معنى الأم والأمومة بجانب أنها امرأة وأنثى، وكثيرا ما يتردد إلى سمعي جملة غريبة وهي أن “النساء ناقصات عقل ودين” فكيف ذلك وأنا تعلمت منك الكثير؟
تعلمت منك الإيمان بالله والخوف منه قبل الخوض في أي معركة في الحياة، تعلمت منك الصدق مع النفس ومع من صادفتني الحياة به، تعلمت الرحمة حين أخاطب ضميري، تعلمت الحب إلى نفسي وللحياة أنطلق، تعلمت الابتسامة والراحة عندما أنظر إلى ملامحي فهي منكي يا أمي، تعلمت الحرية بقيود الخوف من الله وليس العادات ولا التقاليد، وتعلمت منك التباهي بكوني إمرأة حرة متمردة لا يقهرني المجتمع بكل إبداعاته الغير شرعية و القانونية؛ فأي ابتسامة عرفان وكم من رسالة شوق إليكِ
أمي العزيزة..أمي المثالية .. يا رمز الحب والعطاء والتضحية ومهما حطت بنا الأقدار وأودى بنا الإعصار، يا من أمضت حياتها وكرستها من أجل أسرة متماسكة ومترابطة.
ولن أنساك ياأبي، علمتني عزة النفس والثقة بالنفس والاعتزاز بالنفس، أرفع رأسي معتزة بأنوثتي من ظهر رجل لا أخاف ولا أرتجف، قوية صامدة، أكتسب محبة الناس من طرف لساني وأحذرهم بالحكمة والعقل .