تشهد منطقة البحر الميت بالأردن اليوم اجتماعات وزراء الخارجية العرب تمهيدا للقمة العربية بعد غد الأربعاء التى من المتوقع أن تتم بمشاركة ١٥ من الزعماء والقادة العرب، وعدد كبير من الشخصيات الدولية بينهم مبعوثان أمريكى وفرنسي.
ويرأس وفد مصر بالاجتماعات وزير الخارجية سامح شكري، الذى سيشارك فى اجتماع اللجنة الرباعية المعنية بمواجهة تدخلات إيران فى دول الجوار العربى وتضم مصر والسعودية والبحرين والإمارات.
ومن المتوقع أن يصدر عن اللجنة بيان شديد اللهجة يدين سياسات إيران ، ويدعوها فى الوقت ذاته إلى التجاوب مع الطرح والعرض الخليجى لإقامة علاقات تقوم على حسن الجوار.
كما يعقد وزراء الخارجية العرب جلسة مغلقة لمناقشة تطورات الاوضاع فى سوريا بحضور الوسيط الدولى ستيفان دى ميستورا، الذى سيطلع الوزراء على تطورات المفاوضات السورية ورؤيته لأفق الحل السياسى فى سوريا.
كان المجلس الاقتصادى الاجتماعى قد اختتم اجتماعه على المستوى الوزارى مساء أمس برفع مشروعات قرارات بشأن اللاجئين والنازحين ومكافحة الإرهاب والتطرف والتنمية الاجتماعية و منطقة التجارة الحرة العربية وتطورات الاتحاد الجمركى العربى والخطة التنفيذية للبرنامج الطاريء للأمن الغذائى العربى والاستثمار الزراعى العربى فى السودان وتعزيز التعاون فى مجال اقتصاد المعرفة وأجندة المرأة فى المنطقة العربية ٢٠٣٠.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية -فى كلمته أمس- إن التحديات الاقتصادية والاجتماعية لها مكان الصدارة على أجندة الاهتمامات العربية، وأن المواطن العربى بشكلٍ عام لايزال يشعر بانعدام الأمن الاقتصادي،وثقته فى المستقبل ضعيفة، وشعوره بضغط الأزمات الاقتصادية يتعاظم انعكاساً للتباطؤ على صعيد الاقتصاد العالمي، ولانخفاض أسعار النفط الذى لن تكون آثاره وتبعاته قاصرة على الدول المُصدرة للنفط وحدها، وإنما ستمتد لأغلب الدول العربية. وأضاف أن الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية المهمة تُمثّل أولوية فى أجندة الاهتمامات العربية ومنها تطورات منطقة التجارة الحرة العربية الكُبرى والاتحاد الجمركى العربي، بالإضافة إلى الاستراتيجية العربية لتربية الأحياء المائية، والخطة التنفيذية الإطارية للبرنامج الطارئ للأمن الغذائى العربى للمرحلة الثانية.
وقال أبو الغيط إن الأزمات والنزاعات المُسلحة المُتفشية فى المنطقة تُشكل ضغطاً كبيرا ًعلى الموارد المطلوب توجيهها للتنمية، وهى تضع على كاهل الدول أعباء استثنائية غير مسبوقة، وتضع بلدان المنطقة كلها فى مواجهة استحقاقات صعبة فى المستقبل، سواء فيما يتعلق بمسألة اللاجئين، أو إعادة الإعمار، أو تراجع مُعدلات النمو.وأكد أبو الغيط أن كل جهود التنمية العربية لن تؤتى ثمارها إن لم تُصاحبها صحوة فكرية ونهضة ثقافية، وأن الفكر المتطرف هو العدو الأول للتنمية فى منطقتنا، فهو ينشر الفرقة بين مكوناتها، ويحول بين الشعوب وبين اللحاق بعصرها، ومواجهة هذا الفكر، بالثقافة المُنفتحة والتعليم العصرى الذى يُعزز قيم التسامح والمواطنة،هى ما يقطع الطريق على انتشار العُنف ويُجفف المنابع التى يتغذى عليها الإرهاب.