لا يكف الخبراء عن التحذير من الآثار الجانبية للإسراف فى استخدام المضادات الحيوية، والتى ربطت دراسة حديثة بين تعاطيها خلال مرحلة الطفولة وبين خطورة التعرض للسمنة مع التقدم فى العمر، لكن الأسباب مازالت محل تكهنات الأطباء.
كشفت دراسة حديثة عن آثار جانبية جديدة لتناول الأطفال للمضادات الحيوية، إذ أن تعاطى هذه الأدوية فى مرحلة مبكرة من عمر الطفل يؤثر عليه فى مراحل متقدمة من العمر ويؤدى لزيادة الوزن بعد ذلك حسب نتائج هذه الدراسة. وفحص الباحثون البيانات الصحية الخاصة بنحو 164 ألف طفل ومراهق تقريبا فى المرحلة العمرية من ثلاث سنوات وحتى 18 عاما. وشملت البيانات عدد مرات تناول الأطفال للمضادات الحيوية وطول ووزن الجسم. وأظهرت النتائج أن الأطباء وصفوا المضادات الحيوية أكثر من مرة لواحد من كل خمسة أطفال ممن شملتهم الدراسة، التى نشرتها دورية ” International Journal of Obesity” العلمية.
وسبق ورجحت دراسات سابقة وجود علاقة بين السمنة وتناول المضادات الحيوية خلال فترة الطفولة، بيد أن البيانات التى استندت عليها هذه الدراسات كانت تعتمد فى الأساس على ذاكرة الأمهات. لكن الدراسة الحديثة تعد أكثر ثقة إذ تعتمد على بيانات مسجلة من الدفاتر الصحية الخاصة بالأطفال.
ومن المعروف أن المضادات الحيوية تزيد من وزن الماشية، لذا فإن فكرة خلط أغذية الماشية ببعض المضادات الحيوية، مسألة معروفة لدى بعض تجار الماشية.
تأثيرات على صحة الجنين؟
ووفقا للقائمين على الدراسة، فإن تناول المضادات الحيوية خلال الطفولة يؤثر على الوزن فى جميع المراحل العمرية، لكن هذا التأثير يزيد مع التقدم فى السن. ولم تكشف الدراسة عن السبب الذى يجعل المضادات الحيوية تؤدى للسمنة، لكن الأطباء رجحوا أن المضادات الحيوية تؤدى لتلف البكتيريا النافعة فى جسم الطفل وبالتالى تتسبب فى تغييرات فى آلية عمل الأمعاء وبالتالى تتغير آلية التعامل مع المواد الغذائية التى تدخل للجسم.
المثير للاهتمام أن دراسة أجريت قبل عدة أشهر فى الدنمرك، خلصت إلى أن تعاطى الأم للمضادات الحيوية خلال فترة الحمل، يحدد درجة تعرض الطفل بعد ذلك للسمنة والوزن الزائد، وفقا لتقرير نشره موقع “هايل براكسيس نت” الألماني.
ولا تعنى نتائج هذه الدراسات الامتناع التام عن إعطاء الأطفال المضادات الحيوية، والتى تعتبر ضرورية فى علاج بعض الأمراض وتحمى الطفل من تأثيراتها الخطيرة بعد ذلك. لكن القائمين على الدراسة حذروا من إعطاء المضادات الحيوية دون ضرورة، لاسيما الآباء والأمهات الذين يلحوا على الطبيب لوصف المضاد الحيوى لعلاج المشكلات غير الخطيرة التى ربما يتعرض لها الطفل كالتهاب الأذن مثلا.
ومن الآثار الجانبية أيضا، أن المضاد الحيوى يفقد تأثيره مع استخدامه بشكل زائد عن الحد، إذ أن البكتيريا تبدأ فى مقاومته.