تتعارض دراستان حديثتان عن سبب انقراض حيوانات الماموث القديمة مع بعضهما البعض، فبينما تزعم دراسة جديدة أن البشر كانوا السبب، تقول دراسة أخرى أن الانقراض سببه التغيرات المناخية.
كانت الدراسة الأقدم بينهما قد ظهرت فى شهر يوليو الماضى، وقام بها علماء من جامعة أديلايد وجامعة نيو ساوث ويلز فى أستراليا، ونُشرت فى مجلة “ساينس” العلمية، واحتلت عناوين الصحف والمجلات المهتمة بأخبار العلوم وقتها، وألقت هذه الدراسة اللوم فى موضوع اختفاء الماموث والحيوانات الضخمة الأخرى على التحولات المناخية المفاجئة التى حلّت على كوكب الأرض فى تلك الفترة.
وأظهرت الدراسة الأسترالية أن الفترات المفاجئة لظاهرة الاحتباس الحرارى كانت السبب الرئيسى فى اختفاء هذه الحيوانات العملاقة.
والآن، ظهرت هذا الأسبوع دراسة جديدة أخرى فى جامعتى إكستر وكامبريدج تدعى أن تغير المناخ وحده غير كاف للتسبب فى انقراض هذه الحيوانات العملاقة، واستخدمت هذه الدراسة أحدث أساليب التحليل الإحصائى، التى وجدت من خلالها إن البشر فى الواقع كانوا العامل الأبرز فى اختفاء هذه الحيوانات الضخمة.
ووجدت الدراسة إنه إلى جانب الماموث، انقرض أيضا وحيد القرن الصوفى ونمور sabretooth، وغيرها من الحيوانات التى كانت تعيش فى راحة وسط بيئاتها قبل حوالى 80 ألف سنة، ثم انقرضت فجأة فى مطلع العصر الحجرى الحديث، أى قبل نحو 10 آلاف سنة.
وقد أجريت البحوث الجديدة بالتعاون مع جامعة بريستول، ونشرت فى مجلة Ecography.
وفى هذه البحوث درس العلماء الآلاف من مختلف السيناريوهات، التى قادت جميعها إلى البشر فى نهاية كل سيناريو محتمل، ووصلوا إلى هذه النتائج بفحص كل فترة زمنية ممكنة على حدة يعتقد أن مجموعة الحيوانات انقرضت فيها، وقارنوا ما وصل إليه حال هذه الحيوانات بوصول مجموعات جديدة من البشر إلى الجزيرة أو القارة التى كانت هذه الحيوانات تعيش عليها.
ووجد العلماء بما لا يدع مجالا للشك إن وصول الإنسان للجزيرة أو القارة الموجود عليها الحيوان، اقترن باختفاء الحيوان بعد فترة من الزمن. إلا أن ما عجز الباحثون عن تفسيره هو السبب الذى قاد هؤلاء البشر لإبادة هذه الحيوانات بوتيرة سريعة، هل كان ذلك بسبب الحاجة إلى الغذاء أو الحاجة إلى المواد أو تهيئة البيئة للسكن.
هذا ولا تزال مجموعات الباحثين من كلا الفريقين تصر على صحة النتائج التى توصلوا إليها، وربما تظهر فى البحوث القادمة أدلة أكثر وضوحا على صحة رأى أى من الفريقين، كما يأمل الباحثون.