إنها تجربة لطيفة جدا عندما تسير على الشاطئ وتجد قوقعة كبيرة فارغة وتضعها على أذنك لتسمع صوت المحيط، حيث تشعر بإحساس السلام والراحة.
ثم تقوم بتمريرها للأطفال لكى يفعلوا مثلك، وترى مظاهر الدهشة على وجوههم، ومن المستحيل طبعا أن يكون المحيط داخل القوقعة، لذلك فإن صوت المحيط يأتى من الجدران الوردية للقوقعة كالسحر.
ولكن السؤال ما الحقيقة الفعلية لسماع صوت المحيط داخل القوقعة؟
والإجابة هى إنك تسمع تضخيم للضوضاء من حولك عن طريق الصدفة، وقد كان هناك اعتقاد خاطئ أنك تسمع صوت تدفق دمك.
ويمكن أن تثبت خطأ هذا التفسير عن طريق تجربة بسيطة وهى أن تلصق الصدفة بأذنك جيدا ثم تجرى بها على الشاطئ لبضع دقائق حيث يزيد تدفق الدم فى جسمك ثم توقف واستمع مرة أخرى للقوقعة سوف تجد أنك لازلت تسمع صوت المحيط.
ويمكن تفسير هذا على 3 أجزاء:
الجزء الأول: هو أن القوقعة تعمل ككاشف للموجات الاهتزازية حيث أنك عندما تنفخ الهواء فى زجاجة فارغة فإنه يمكن أن تسمع صوت معين حيث أن الصوت يحدث له رنين أو صدى داخل الزجاجة.
عندما تفكر فى الأمر فإنك تقول أنها مجرد زجاجة، ولكن في الفيزياء هذه الزجاجة تعتبر تجويف رنينى وتعتبر عاكس ممتاز للصوت، وعندما تكون الزجاجة غير منتظمة الشكل فإنها تصبح بيئة رنين لأكثر من تردد ولابد من وجود صوت خارج بيئة الرنين لكى يظهر تردد معين لنسمعه، لذلك لا يمكنك سماع صوت المحيط داخل القوقعة إلا إذا كانت ضوضاء المحيط حولك.
الجزء الثانى: هو المخ البشرى الذى يعطينا رؤيا لأنماط خفية فى عالم الفوضى من حولنا، حيث يمكننا رؤية أشكال الحيوانات في السحاب.
الجزء الثالث: هو أننا نعيش دائما مع صوت البحر ولكننا غالبا لا نلاحظه، هذا يشبه ظاهرة أن نكون قادرين على الإحساس بجواربنا وملابسنا للحظات بعد أن نخلعها عنا، حيث أن المخ قد تكونت فيه صورة بهذا الشكل لنفسك بعد يوم طويل، وهكذا يقوم المخ مع كل الضوضاء حولنا بحيث أننا من كثرة سماعنا لا لم نعد ندركها بشكل جيد لأنها أصبحت جزء منا.
بعد كل ما سبق فإن القوقعة تمثل مضخم صوتى بحيث تغير الأصوات حولك وتقوم بتوجيهها للأذن بحيث يهمل المخ كل الأصوات ويبقى صوت البحر الذى تعود عليه.
ولكن هناك بعض الناس الذين يسمعون ضوضاء القوقعة بشكل مختلف وهى نظرية فيزيائية غريبة تسمى “صراخ الصدفة” الذى يشجع الكثير لسماعها حرصا على الصدفة نفسها حيث أنك يجب أن تستمع لشكواها.