«جولو».. اسم اختاره والد أحد أصدقاء «جي نادو» ليصبح فيما بعد الاسم الذي يوقع به جميع رسوماته، وهو شخصية قرد مشاغب، في أحد أشهر كتب الأطفال الفرنسية، يصول ويجول في الغابة مُحدثا فوضى عظيمة.
في يناير 1973 قرر «جولو» السفر إلى مصر التي عرفها فقط في روايات الكاتب المصري الذي يكتب بالفرنسية «ألبيير قصيري»، بعد رحلته للمغرب، وبالصدفة أقام في فندق صغير في وسط البلد، الأمر الذي جعله يقترب أكثر من روح مصر التي صاحبته في روايات قصيري.
قصة مصورة من أربع صفحات، كانت أول أعمال «جولو» عن مصر، ونشرت في مجلة «شارلي» الفرنسية عن موظف مصري يحاول اللحاق بأتوبيس هيئة النقل العام للذهاب إلى عمله، لكنه يفشل في اللحاق به ورغم ذلك يصل إلى عمله.
وأثناء رحلته من محطة الأتوبيس لمقر عمله رسم «جولو» تفاصيل الحياة اليومية في شوارع العاصمة، وتعد هذه القصة بداية لمشروعه الأكبر لألبوم قصص مصورة عن القاهرة فيما بعد.
أول مشروع قصص مصورة طويل كان إعداد رواية «شحاذون ونبلاء»، للقصيري، ويحكي جولو أنه لم يكن واثقا من رأي كاتب الراوية في رسمه، لكن بعد الانتهاء من تحويل الرواية إلى ألبوم مصور، قال له قصيري: «بسببك سيستطيع حتى الأميين قراءة روايتي».
قرر«جولو» بعدها الاستقرار في مصر ليعمل في مجلة «صباح الخير» لعدة سنوات كرسام صحفي، ورسم تفاصيل دقيقية جدا في حياة المصريين، بعضها لم يكن مطروقا في ذلك الوقت، كغُرز الحشيش التي انتشرت في السبعينيات في خان الخليلي، وعلى كورنيش النيل، وفي المقابر، ورغم كآبة الواقع الحالي، إلا أن رسومات «جولو» ابتعدت تمام البعد عن مسحة الحزن والاكتئاب.
وبعد مشوار دام 40 عاما، أقام «جولو» أمس، معرضا لجميع أعماله في فندق «لافينواز» بوسط البلد، بالقرب من أول فندق أقام فيه في الزيارة الأولى لمصر.
أسماء مصطفى