يقف في مكانٍ مظلم والأدرينالين يتدفق في عروقه، لا يُدرك مصيره، يلتفت يمينًا ويسارًا والقلق يعتريه، فالقط المصري “سندباد”، دخل بسذاجة إلى “كونتر”، على ظهر سفينة نقل بضائع بميناء الإسكندرية، باحثًا عن طعامه وربما ملاذًا آمنًا للنوم، فأُغلق الباب عليه، ليظل حبيسًا بالداخل مُدة “17 يومًا” إلى أن وصل إلى ميناء “هيريفوردشاير” الإنجليزي، بعد رحلة شاقة قُدّرت بـ”3000 كيلومتر”.
اقرأ أيضا:رجل صينى يقوم بعمل سيارة لزوجته لينقلها بها إلى المستشفى
كان المواء ما استطاع “سندباد” إليه سبيلًا، في محاولة هي أقرب لنداء الأستغاثة، بعد يأسه من الخروج بنفسه، حتى ظن العاملون على السفينة أنه صقرًا يحاول البحث عن طعام، ليستجيب لصرخاته أخيرًا العاملون بالميناء البريطاني في نهاية رحلته، ويُفاجأوا بوجوده على متن السفينة، فسارعوا بالاتصال بـ”جمعية RSPCA للرفق بالحيوان”، لنجدته من حالته التي كان يُرثى لها.
سارعت الجمعية لنجدة “القط المصري”، الذي أُطلق عليه اسم “سندباد”، ليفتحوا تحقيقًا موسعًا عن كيفية وصوله إلى بريطانيا، وبقاءه على قيد الحياة طوال هذه الفترة، مُقررين استضافته لمُدة 4 شهور لتغذيته والعناية به، بتكلفة تصل إلى 2000 جنيه إسترليني، بحسب ما نشره موقع “جمعية RSPCA للرفق بالحيوان”.
حملة التبرعات التي بدأتها الجمعية لحساب “سندباد”، جاءت له بـ”2984.35 جنيه إسترليني” منذ إطلاقها وحتى كتابة هذه السطور من 182 متبرع، أي ما يزيد عن 34 ألف جنيه مصري، ولم تقرر الجمعية إذا ما كانت ستحتفظ به، أم ستعيده إلى مصر مرة أُخرى.