يأخذنا الكتاب بين دفتيه إلى عالم آخر حرفياً حين يخرج من تحت يدي فنان مبتكر، ففي أحد الكتب ندخل مغارة مدهشة، وفي الآخر نجد مناظر طبيعية أخاذة، وفي كتاب ثالث نعتلي قمة جبل أو قصر بديع، حيث يحول الفنان الكندي جاي لارامي الكتب إلى تحف فنية في رحلة عمر قضاها ” ينحت ” الكتب!
عمل هذا الفنان في كل ما يأمل عظيم المبدعين الاتجاه له، فبين الرسم والنحت والأدب والكتابة المسرحية وتصوير الفيديو وتأليف الموسيقى والإخراج وتصميم المباني، والأنثروبولوجيا وحتى الغناء وغيرها من الفنون، عاش جاي لارامي مخلصاً لمحراب الإبداع بكل أطيافه، ولكن عمله الأكثر تميزاً ربما هو نحت الكتب، التي يحولها لمناظر طبيعية مدهشة.
وسافر لارامي إلى بلدان كثيرة، مثل الإكوادور والبرازيل والبيرو، والتقطت عينا وأحاسيس الفنان المرهفة التي يتميز بها سحر تلك الأماكن ذات الطبيعة البكر، ونقلها في أعمال لا تقل عنها سحراً.
ويقول لارامي : ” أنحت على الكتب رومانسية المناظر الخلابة، فالجبال رمز الحكمة والمعرفة والتلال راحة العودة للأصل ومع نزولي على الورق أنحته فتتسع الحقول، ساعتها لا أشعر أن الموسوعات التي أستخدمها تحتاج لشرح المزيد، فهنا ببساطة، أحاول إطلاق العنان لكل ما نظن أننا عليه أو أننا نعرفه، خجلاً أمام الطبيعة “.
ويطلق لارامي على مشروعه الفني هذا اسم ” سحابة اللا معرفة “.
واستغرق هذا المبتكر الكندي في مشروعه سنوات عديدة ، ونال جوائز عالمية على مختلف أعماله الفنية سابقة الذكر، ناهيك عن إبداعاته الأدبية والإخراجية وغيرها، وعرضت أعماله في دول كثيرة مثل أمريكا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وسويسرا واليابان وأمريكا اللاتينية .
ويعد لارامي برأي الكثير من النقاد، عبقرياً متعدد المواهب .