اعادت سلوفاكيا الاسبوع الماضي افتتاح قصر الكونتيسة ” إليزابيث باثوري ” التى عرفت بكونتيسة الدم أو الكونتيسة دراكولا لانها كانت لا تسبح إلا في حمامات من دماء العذارى .
وتم تحويل قصر إليزابيث إلى مزار سياحي تارخي يستقبل الزوار بعد أعمال ترميم استمرت قرابة العامين .
ولكن ما هي القصة الحقيقة للكونتيسة دراكولا التى كانت موضوع كتب ووثائقيات وعدة أفلام كان آخرها فيلم ” الكونتيسة ” الذي انتج قبل خمسة اعوام .
إنها الكونتيسة ” إليزابيث باثوري ” التي ولدت يوم 7 أغسطس 1560 في غرب المجر من أسرة نبيلة الأصل مالكة للثروة والسلطة وامتد نفوذها في المجر وسلوفاكيا وبولندا .
تميزت إليزابيث في طفولتها بوجهها الجميل وقوامها الحسن وكان لها أختان أكبر منها وعندما بلغت التاسعة من عمرها قام الفلاحون بثورة ضد عائلتها ووقعت جرائم اغتصاب وتعذيب وشاهدت إليزابيث عندما كانت تختبيء خلف شجرة المزارعين وهم يقومون باغتصاب أختيها ثم قتلهما أمام عينيها .
بعدها بست سنوات وعندما بلغت ال 15 من عمرها تزوجت من الكونت فرنسيس ناداستي وكان قاسي القلب يستمتع بتعذيب الأخرين وهو الذي علمها أساليب التعذيب قبل القتل في دروس حيه بأن جعلها تقطع أوصال ثم رؤوس الأسرى الأتراك وكان يلاحظ استمتاعها وابتكارها لأساليب جديدة .
أنجبت إليزابيث من زوجها الكونت ناداستي ثلاثة بنات ” آنا وأورسولا وكاترينا ” وبعدها بنحو عشرة سنوات زرقت بابنها الوحيد ” باول ” وخلال هذه الفترة أصبح زوجها خبيرا عسكريا ابعدته ظروف عمله عن القصر فكان لايزورها بالشهور الطويلة فدفعها شعورها بالضجر والوحدة إلى قضاء أغلب وقتها مع الخادمات خاصة وانها وجدت في نفسها شهوة للفتيات اللاتي لا تتجاوز أعمارهن سن الرابعة عشر .
ومع وصولها لسن الأربعين بدأت آثار الشيخوخة تظهر على وجهها فأشارت عليها احدى الساحرات بان تمسح وجهها بدماء شابة وهو ما سيعيد لها جزء من نضارتها و شبابها .. وبالفعل بدأت تفعل هذه الأمر على نطاق محدود فلم يعرف انها قتلت آنذاك سوى عدد محدود من الخادمات .
في عام 1604 توفي زوجها الكونت ناداستي وبعد أربعة أسابيع تركت المجر وانتقلت إلى فيينا ومكثت بها عدة شهور قبل ان تسافر إلى ممتلكاتها وقصورها في صربيا وسلوفاكيا وهناك بدأت أمرأة شريرة تدعى ” آنا دارفوليا ” بالعمل معها وسرعان ما اقنعتها بطرد والدة زوجها الراحل واعادة ابناءها الأربعة الى فيينا لتصبح على حريتها تفعل ما تشاء فنفذت مشورتها .
وبدأ مشوار التعذيب الحقيقي لاليزابيث حيث زادت وحشيتها بدرجة كبيرة وبدأت تشرب الدماء التى تأتي بها من الخادمات الصغيرات كما كانت تملىء بها الحمام وتسبح فيها لساعات طويلة .
وفي سبيلها للحصول على الدماء كانت تقوم بتعذيب الخادمات سواء بتجويعهم أو تمزيق لحمهن قبل ذبحهن .. وكان يساعدها في التقاط الفتيات من الريف خادمها الأعرج ” جانوس ” واثنان من خادمتها ” كاتا ” و الثانية لم يتفق تاريخيا على اسمها .
وبعد مرور 5 سنوات لم تلحظ إليزابيث أي تقدم في مجال استعادة شبابها .. فاستشارت ساحرتها .. فأخبرتها أن دم بنات الفلاحين لا يجدي .. وعليها بأخذ دم الفتيات صغيرات السن من الأسر المالكة .. عندها كانت اليزابيث تختطفهن أو تدعوهن .. وتغتنم الفرصة المناسبة لقتلهن وشرب دمائهن ..!
ووصل خبر ما تفعله إليزابيث إلى امبراطور المجر الذي أمر ابن عمها الكونت ” جوري ثورزو ” وكان وقتها حاكم إقطاعات قرب بلدة ” إيتشا ” باحضارها وبالفعل سارع ثورزو بتنفيذ الأمر حيث كان هدفه الاساسي هو الاستيلاء على أملاكها لانه كان يعتبر ندها الارستقراطي البرجوازي .
وفي التاسع والعشرين من ديسمبر عام 1610م اخذ ثورزو معه عدد لا بأس به من الجنود وقاموا باقتحام قلعة إليزابيث حيث ودوها تقوم بذبح فتاة تدعى ” تورديزا ” فقاموا بالقبض عليها .. وفي الثاني من يناير عام 1611 و بعد أربعة ايام من اعتقالها اجريت لها محاكمة في ” بيتشا ” حيث حكم على ” آنا دارفوليا ” وخادمة ثانية بقطع الاصابع ثم الحرق أحياء اما الثالثة وهي ” كاتا ” فكان مصيرها مجهول فيما حكم على الخادم الأعرج ” جانوس ” بأن يطير رأسه .
اما إليزابيث ورغم اعترافها في التحقيقات بأنها قتلت حوالي 600 فتاة من الفتيات الفقيرات و 25 من العائلة المالكة فلم يكن من الممكن اعدامها وأفلتت من القصاص بسبب أصولها النبيلة حيث حكم عليها بالحبس في احد غرف قصرها وبقيت سجينة لمدة 3 سنوات حتى قتلها أحد حراسها يوم 21 أغسطس 1614 وتوفيق عن عمر 54 عاما .