بعد مهرجان الأهداف والمفاجآت العديدة التي شهدتها مباريات الدور الأول ببطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، أكدت مباريات الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة التي انتهت الثلاثاء أنه لم يعد هناك أي مكان للمباريات السهلة كما لم يعد للمفاجآت دور حقيقي.
وخلال مباريات دور الستة عشر ، كانت المواجهات أكثر تكافؤا على عكس العديد من مباريات الدور الأول.
وامتدت خمس من المباريات الثماني في دور الستة عشر لوقت إضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل كما لم يكن الوقت الإضافي كافيا في مباراتين منها ليتم الاحتكام إلى ضربات الترجيح من أجل الحسم.
ونجح فريقان فقط في الفوز على منافسيهما بفارق هدفين. ولم يكن هناك حيز كبير للمفاجآت.
وللمرة الأولى منذ بدء تطبق النظام الحالي للبطولة في 1986 ، تأهلت إلى دور الثمانية جميع المنتخبات التي تصدرت مجموعاتها في الدور الأول للبطولة.
البرازيل وتشيلي :
وعانى المنتخب البرازيلي صاحب الأرض بشكل أكثر من المتوقع في مواجهة نظيره التشيلي. وكان من الأسباب وراء هذا أن المنتخب البرازيلي لم يقدم المستوى المتوقع منه.
وعبر المنتخب البرازيلي لدور الثمانية بعدما تغلب على نظيره التشيلي 3/2 بضربات الترجيح بعدما انتهت مباراتهما سويا بالتعادل 1/1 في بيلو هوريزونتي.
وبخلاف البرازيلي ديفيد لويز والتشيلي أليكسيس سانشيز اللذين سجلا هدفي اللقاء في الوقت الأصلي ، كان ماوريسيو بينيا مهاجم تشيلي هو بطل هذه المباراة حيث خلع قلوب البرازيليين من مكانها عندما سدد كرة رائعة في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي ولكنها ارتدت من العارضة قبل أن يتصدى الحارس البرازيلي جولو سيزار لضربة الترجيح التي سددها هذا اللاعب.
كما تصدر بينيا عناوين الأخبار بسبب اللكمة التي تردد أنه تلقاها خلال فترة الراحة بين الشوطين وهي الواقعة التي أسفرت عن إيقاف المسؤول الإعلامي للمنتخب البرازيلي مباراة واحدة.
وقال لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي :”عندما تفوز بهذا الشكل ، تخرج من المباراة أقوى مما كنت”.
كولومبيا وأوروجواي :
وعلى استاد “ماراكانا” الأسطوري في ريو د جانيرو ، تخطى المنتخب الكولومبي عقبة أوروجواي حيث عانى منتخب أوروجواي (السماوي) من غياب نجم هجومه لويس سواريز بسبب عقوبة الإيقاف المغلظة التي فرضت عليه بسبب عضه جورجيو كيليني مدافع المنتخب الإيطالي خلال مباراة الفريقين بالدور الأول للبطولة.
وكان جيمس رودريجيز نجم المنتخب الكولومبي هو بطل المباراة أمام أوروجواي حيث سجل هدفي الفوز 2/صفر. وجاء الهدف الأول بعدما هيأ الكرة بصدره وأطلق قذيفة مدوية رائعة سكنت الشباك ليكون من أفضل الأهداف في البطولة حتى الآن.
وهز رودريجيز صانع ألعاب المنتخب الكولومبي شباك المنافسين في المباريات الأربع التي خاضها الفريق في البطولة حتى الآن ورفع رصيده إلى خمسة أهداف كما اختير لجائزة أفضل لاعب في ثلاث من المباريات الأربع.
وقال الأرجنتيني خوسيه بيكرمان المدير الفني للمنتخب الكولومبي :”من الرائع أن يكون لديك لاعب مثل جيمس رودريجيز”.
هولندا والمكسيك :
أما مباراة المنتخبين الهولندي والمكسيكي فإنها ستذكر دائما بالجدل الذي أثير حول ضربة الجزاء التي حصل عليها المهاجم الهولندي آريين روبن في الوقت بدل الضائع للمباراة وسجل منها كلاس يان هونتلار هدف الفوز 2/1 للطاحونة الهولندية بعدما تعادل زميله ويسلي شنايدر للفريق بهدف متأخر في الدقيقة 88 .
واعترف روبن ، بعد هذه المباراة التي أقيمت بمدينة فورتاليزا ، بأنه سقط بسهولة داخل منطقة الجزاء.
وبينما اعتبرت وسائل الإعلام أن هذا اعتراف من اللاعب بالغش والخداع ، أكد روبن أنه كان يشير إلى واقعة أخرى في الشوط الأول من المباراة.
وقال ميجيل هيريرا المدير الفني للمنتخب المكسيكي ، في تعليقه بمرارة وحسرة على المباراة ، : سقط روبن ثلاث مرات ، ولكننا كنا نلعب أمام الحكم طيلة الوقت.
كوستاريكا واليونان :
وواصل المنتخب الكوستاريكي الشهير باللوس تيكوس مفاجآته وتحديه للتوقعات وتغلب على المنتخب اليوناني بضربات الترجيح ليحجز مكانه في دور الثمانية للبطولة.
واحتاج الفريقان لوقتا اضافيا بعد انتهاء المباراة بالتعادل بهدف لآخر، وعانى المنتخب الكوستاريكي فى النصف الأخير من المباراة بعد أن لعب بعشرة لاعبين نتيجة طرد اللاعب أوسكار دوراتي في الدقيقة 66 من عمر المباراة.
وتألق الحارس الكوستاريكي نافاس الذى يسعى فريق ريال مدريد الإسباني للتعاقد معه بدلا من الحارس الإسباني كاسياس وحافظ على النتيجة أمام الفريق اليوناني ونجح في صد ضربة جزاء ساهمت بشكل كبير في تأهل منتخب بلاده لدور الثمانية.
فرنسا ونيجيريا :
في العاصمة برازيليا أطاحت الديوك الفرنسية بالنسور النيجيرية حيث تغلبت عليها بنتيجة 2/صفر في آخر 11 دقيقة من المباراة.. وشكلت نسور نيجيريا خطورة بالغة على الديوك التى وكادت أن تفترسها لولا مهارة الاخطبوط الفرنسي بوجبا الذى ساهم بشكل كبير في فوز الفريق الفرنسي واختير رجل المباراة.
و احتاج المنتخب الفرنسي لمعاونة الحارس النيجيري فينسنت إينياما الذي قدم أداء رائعا في البطولة وفي هذه المباراة أيضا حتى جاءت الدقيقة 79 لتشهد خطأ فادحا من الحارس تسبب في هدف التقدم للمنتخب الفرنسي.
وأخطأ إينياما تقدير الكرة القادمة من ضربة ركنية وفشل في إبعادها بقبضة يده حيث هيأها أمام بول بوجبا نجم المنتخب الفرنسي والذي لم يتردد في إيداعها الشباك بضربة رأس دون أي عناء.
كما جاء الهدف الثاني للديك الفرنسي عبر النيران الصديقة حيث أحرزه جوزيف يوبو قائد المنتخب النيجيري عن طريق الخطأ في مرمى فريقه في الوقت بدل الضائع للمباراة.
وكانت هذه هي المباراة الدولية رقم 100 ليوبو مع نسور نيجيريا كما أنها المباراة العاشرة له في تاريخ مشاركاته ببطولة كأس العالم وهو رقم قياسي للاعبي المنتخب النيجيري ولكنه لم يحتفل به بالشكل المناسب.
ألمانيا والجزائر:
وفي المقابل ، عانى المنتخب الألماني الأمرين في طريقه للتغلب على المنتخب الجزائري الذي قدم أداء بطوليا في المباراة بمدينة بورتو أليجري ودفع باللقاء إلى وقت إضافي حسمه المانشافت لصالحه بهدفين سجلهما أندري شورله ومسعود أوزيل مقابل هدف سجله عبد المؤمن جابو.
وفاز المنتخب الألماني على نظيره الجزائري 2/1 في الوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي ولم تكن المهمة سهلة على الماكينات الألمانية
وبدت وسائل الإعلام الألمانية غير راضية على الإطلاق عن أداء المانشافت علما بأن أي نتيجة للفريق سوى بلوغ المربع الذهبي على الأقل لن يكون أمرا مرضيا لوسائل الإعلام الألمانية.
وكتبت صحيفة بيلد الألمانية : فريقنا قدم أسوأ عرض له في كأس العالم حتى الآن.. من الواضح أنه لو استمر الفريق بهذا المستوى ، سنخسر يوم الجمعة أمام المنتخب الفرنسي القوي.
الأرجنتين وسويسرا:
واحتاج المنتخب الأرجنتيني “راقصو التانجو” إلى هدف من آنخل دي ماريا في الوقت الإضافي ليتغلب على نظيره السويسري الذي قدم عرضا رائعا في هذه المباراة التي أقيمت بينهما بمدينة ساو باولو.
بلجيكا وأمريكا :
وفي المباراة الأخيرة من دور الستة عشر ، تفوق المنتخب البلجيكي “الشياطين الحمر” على منافسه الأمريكي طيلة المباراة ولكنه احتاج أيضا للوقت الإضافي ليحقق الفوز 2/1 بفضل تسديدتين رائعتين من كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو.
والآن تتجه الأنظار لمباريات دور الثمانية يوم الجمعة والسبت المقبلين حيث ينتظر أن تشهد مزيدا من الإثارة عندما يلتقي المنتخب الألماني مع نظيره الفرنسي وتواجه البرازيل منتخب كولومبيا وتلتقي الأرجنتين مع بلجيكا وهولندا مع كوستاريكا.