أكّد الكاتب السياسي بروس مايجرز أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن استضافت منذ أقلّ من أسبوعين مؤتمراً بارزاً أشّر إلى وجود “إرادة لتغيير العلاقة الأمريكية مع قطر”.
إدوارد رويس، عضو جمهوري في الكونغرس الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، يحضّر لإدخال قانون سيصنف قطر كدولة راعية للإرهاب بسبب دعمها لحركة حماس ومجموعات أخرى وفي مقاله ضمن موقع “ذا دايلي كولر” الأمريكي ذكّر بأن قطر هي دولة بترودولار صغيرة الحجم تضم حوالي 300 ألف مواطن مع حوالي مليوني عامل أجنبي على أراضيها. وهي أيضاً مستثمر ضخم في قطاع العقارات داخل واشنطن بحيث مولت مجمع سيتي سنتر السكني الذي اشترى بعض السياسيين الأمريكيين شققاً فيه بملايين الدولارات أو على الأقل استأجروا عدداً من شققه. وعلى الرغم من ذلك، بالكاد يعلم معظم الأمريكيين أي شيء عن هذه الدولة بحسب الكاتب.
بالعودة إلى المؤتمر الذي تمّ برعاية معهد هدسن ومؤسسة الدفاع عن الديموقراطية الأمريكيين، فقد شهد حضوراً “كثيفاً” من مسؤولين في إدارة ترامب وفقاً لما كتبه مايجرز. وأشار وزير الدفاع السابق روبرت غيشتس وخطباء آخرون إلى أنه يمكن للولايات المتحدة أن تدرس سحب قواتها الموجودة من قاعدة العديد القطرية، إذا فشلت الدوحة بالالتزام بتعهداتها في إيقاف تمويلها للإرهاب.
توافق جمهوري ديموقراطي
يتابع الصحافي الكتابة عما كان “مثيراً للاهتمام” في ذلك الحدث، وهو التوافق من الحزبين الجمهوري والديموقراطي على توصيف قطر كحليف ذي وجهين. “ليس باكستان بالتمام، لكن شيء قريب (منها)”. السفير الباكستاني السابق في واشنطن حسين حقاني لفت النظر إلى أنّ الولايات المتحدة تعاني ديبلوماسياً حين تتعامل مع دول حيث جزء من العلاقة الثنائية يبدو جيداً بينما يبدو الجزء الآخر “صعباً”.
عقوبة تمويل الإرهاب.. إقامة جبرية!
جايك سوليفان الذي استقال من منصبه في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ليتولى مهمة مستشار حملة هيلاري كلينتون في شؤون الأمن القومي عبّر عن “مخاوف حقيقية” تجاه سلوك قطر. سوليفان كان واحداً من بين ديموقراطيين كثر اعتلوا المنبر للحديث بحسب مايجرز. ومع أنّ ماري بيث لونغ، مساعدة وزير الدفاع السابق لشؤون الأمن العالمي، ذكرت أنّ ثلاثة من بين آخر خمسة متورطين في تمويل الإرهاب داخل قطر قد تمّت محاكمتهم، إلّا أنّها شددت على وجوب أن تقوم قطر بالمزيد في مجال مكافحة الإرهاب. فبيث لونغ أوضحت أنّ العديد من بين أولئك الذين أدينوا لم يواجهوا سوى الإقامة الجبرية.
تقسو على الشعراء أكثر من الإرهابيين!
وتساءل الكاتب: “الإقامة الجبرية لتمويل هجمات إرهابية على جنود أمريكيين، مدنيين، وحلفائنا؟”. واستذكر ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، حول كون 95% من ضحايا الإرهاب على الأقلّ، هم من المسلمين. وفي المقابل، طالب الصحافي قرّاءه بالتأمل في قضية محمّد العجمي، شاعر قطري تمّ توقيفه سنة 2011، بتهمة نظمه قصيدة سياسية انتقد من خلالها السلالة الحاكمة في البلاد. تلك القصيدة اعتبرت خرقاً لأمن الدولة وواجه العجمي حينها حكماً بالسجن المؤبد. وقد قضى أربع سنوات سجيناً قبل أن يتم إطلاق سراحه في مارس (آذار) 2016. أضاف الكاتب أنّ خمسة أشهر على الأقل قضاها في الحبس الانفرادي. ويكتب مايجرز معلقاً: “فقط لو كانت قطر بهذه القسوة على مموّلي الإرهاب التابعين لها”.
التحضير لتصنيفها كراعية للإرهاب
إدوارد رويس، عضو جمهوري في الكونغرس الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، يحضّر لإدخال قانون سيصنف قطر كدولة راعية للإرهاب بسبب دعمها لحركة حماس ومجموعات أخرى. ولغاية كتابة مقاله، ذكر مايجرز أنّ رويس حصل على تأييد 11 عضواً في الكونغرس، من كلا الحزبين، مستعدين جميعهم لرعاية هذه المبادرة. ويختم كاتب المقال بالتعليق: “لو مرّ (هذا القانون)، فالأمل هو أنّه في المستقبل لن يكون الشعراء فقط خلف القضبان في الدوحة”.