ثلاثة وأربعون عاما كاملة والسيدة صيصة أبو دوح النمر ترتدي الجلباب والعمة الصعيدي، وتعمل ماسحة أحذية في الشوارع والميادين من أجل لقمة العيش وتربية ابنتها اليتيمة.
وتبلغ صيصة من العمر 64 عاما، توفي زوجها وهي حامل، وقررت العمل بعد أن أصبحت لا تجد قوت يومها، لكنها لم تستطع ذلك بسبب العادات والتقاليد التي تمنع عمل السيدات بأعمال الرجال. فقامت بقص شعرها وارتدت ملابس الرجال وبدأت تخرج للعمل بعد أن أنجبت مولودتها الوحيدة “هدى” وعملت في صناعة الطوب اللبن، يدها بيد الرجال.
وقررت أن تعمل بمهنة لا تكلفها سوى قليل من الجهد، بعد سنوات من التعب. فبدأت تعمل بمسح الأحذية بشارع المحطة بالأقصر، حتى تم زواج ابنتها، والتي تعول 6 أفراد، بعد أن أصبح زوجها عبدالحميد عيد غير قادر على العمل بسبب المرض، ولم تجد “صيصة” أمامها إلا الكفاح من أجل ابنتها وأحفادها.
وبعد هذه السنوات الطويلة، حققت صيصة حلمها في نهاية المطاف، وتسلمت من محافظ الأقصر طارق سعد حصلت على رخصة كشك بموقف البياضية مقدم من جمعية الأورمان، ومبلغا ماليا لمساعدتها.
وقام مسؤول جمعية الأورمان في جنوب الصعيد أحمد إبراهيم، ورئيس مدينة طيبة العميد أيمن المدني ووكيل وزارة التضامن عبدالراضي حسن بتسليم صيصة كشك الأورمان يحوي بضاعة بمبلغ 3000 جنيه و3 ديب فريز، إلى جانب توصيل الكهرباء للكشك من دون أي رسوم.