بعد ابحاث متواصلة استمرت عامين ، نجح الخبراء والباحثين البريطانيين في الكشف عن ظروف وملابسات مقتل الملك ريتشارد الثالث أحد اشهر ملوك بريطانيا بعد 529 عاما على وفاته .
حيث رجح العلماء ان يكون الملك الذي كان يبلغ 32 عاما قد حوصر من قبل جنود أعداء ظلوا يضربونه على رأسه حتى الموت وذلك بعد أن فقد خوذته الواقية .
وقد تم استخدام ماسحات ضوئية طبية لتصوير بقايا جسده والتي كشفت عن إصابة الملك بـ 11 إصابة في المعركة التي دارت في ” بوسورث فيلد ” عام 1485 تسعة منها في الجمجمة و اثنان في فخذية بينما لم يكن به اي جروح على يديه أو ذراعيه أو صدره وهو ما يؤكد انه توفي بينما كان لايزال يرتدي درعًا واقيًا .
وأظهرت الصور الطبية بأن الملك توفي بعد أن تعرض لضربتين شديدتين على مؤخرة رأسه ، واحدة من سيف ، والأخرى من سلاح يشبه فأسًا كان يستخدم في القرون الوسطى .
ويعتبر هذا الدليل الطبي على ظروف مقتل ريتشارد الأكثر تفصيلًا منذ أن اكتُشفت بقايا جثته تحت موقف سيارات في ” ليستر ” عام 2012 .
وتشير الدلائل إلى أن الملك كان يعاني من انحناء في عموده الفقري إلا ان الماسحات الضوئية اكدت انه لم يكن احدا مثلما روج البعض، لكن ذلك لم يؤثر على بسالته في المعركة.
وذكرت مؤلفة الدراسة البروفيسورة “سارة هينزورث ” :” إن هناك أدلة سابقة تؤكد تعرض الجثة لهجوم. لكن ما كان علينا أن نتذكره هو وحشية القرون الوسطى ودمويتها ” مضيفة : ” كان القاتلون لا يتركون الجثة إلا بعد أن يتأكدوا من أن الشخص قد مات، ويعرضونها أمام الناس ليتأكدوا بأنفسهم من ذلك “.
المعروف تاريخيا ان ريتشارد الثالث و الذي ولد عام 1452 هو ابن الملك ريتشارد يورك والشقيق الأصغر للملك إدوارد الرابع أنتزع التاج من أبن أخيه إدوارد الخامس وسجنه مع شقيقه ريتشارد في برج لندن حيث قتلا هناك .
حكم بريطانيا لمدة عامين فقط من 1483 إلى 1485 حيث قتل في معركة حقل بوسورث والتي دارت أحداثها في 22 أغسطس 1485 بين عائلة يورك التي ينتمي لها وبين أسرة لانكاستر الانجليزيتين وهى إحدى الحروب العديدة التي دارت بين العائلتين واستمرت مدة ثلاثون عاما وسميت بحرب الوردتين نسبة إلى شعار لانكستر الوردة الحمراء وشعار يورك الوردة البيضاء وكان النصر فيها من نصيب هنري تيدور ممثل أسرة لانكاستر ليتوج ملكًا لبريطانيا تحت اسم الملك هنري السابع فيما قتل الملك ريتشارد الثالث آخر ملوك عائلة يورك والأخير من سلالة بلانتاجانت العريقة التي ترجع جذورها إلى عام 1145 .
وكان الروائي البريطاني الأشهر ويليام شكسبير قد استخدم عام 1591 شخصية ريتشارد الثالث في إحدى مسرحياته لتسليط الضوء على فترة حكمه وما تخلله من أحداث تاريخية مهمة أدت إلى مقتله في معركة بوسورث .
فبعد وفاة أخيه الأكبر إدوارد الرابع ملك إنجلترا عام 1483, تم توريث الملكية إلى ابنه أخيه ادوارد الخامس البالغ من العمر 12 عاما , ثم قام ريتشارد بحجز ادوارد الخامس مع أخيه الأصغر سنا في برج لندن الواقع علي ضفاف نهر التايمز تمهيدا لتتويجه ملكا على إنجلترا لكن ما حدث هو انه في اليوم الذي يسبق تتويج ادوارد الخامس ملكا على إنجلترا قام عمه ريتشارد بمكيدة تظهر فيها تطلعه للاستيلاء على السلطة حيث أعلن فيها ببطلان زواج أم الولدين الملكة إليزابيث وودفيل وان أبنائها التسعة جميعهم غير شرعيين ( اثنان من زوجها السابق وسبعة من الملك ادوارد الرابع ) .
استطاع ريتشارد بدهائه من الحصول على موافقة مجلس اللوردات ومجلس العموم بعدم أحقية الأبناء بالحكم واصدر بذلك حكما بإعدام الأخوين الأمير ادوارد الخامس وأخيه الأمير ريتشارد عام 1483, ثم أعلن نفسه ملكا على إنجلترا في 6 يوليو 1483.
خلال فترة حكم ريتشارد حدث تمردين احدهما من قبل خصمه هنري ستانفورد دوق بكنجهام والذي مني بالهزيمة وتم إعدامه في مدينة سالزبري, والتمرد الثاني حصل في أغسطس 1485 بقيادة هنري تودور الذي لقب لاحقا بهنري السابع , وفيها تقابل الخصمان في معركة بورسورث التي قتل فيها ريتشارد الثالث وتولى هنري السابع هنري تيدور الحكم , ثم تزوج من إليزابيث يورك ابنة إدوارد الرابع ملك إنجلترا والتي كانت تحقد على عمها لما قام به من قتل اثنين من اخوانها .