قال الكاتب بلال فضل، إن مسلسله «أهل إسكندرية» لن يرى النور في شهر رمضان، مضيفًا: «تم إبلاغي رسميًّا الآن من مسؤولي مدينة الإنتاج الإعلامي بأن مسلسل (أهل إسكندرية) الذي قمت بتأليفه وأخرجه الأستاذ خيري بشارة لن يرى النور، خلال شهر رمضان القادم، مع أنه بعد الضجة الإعلامية التي أثيرت في الأيام الماضية حول تراجع قناتي الحياة والمحور عن عرض المسلسل والتي وضعت المسؤولين في حرج بالغ».
وأضاف فضل، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «بعد أن أعلنت قناتا الحياة والمحور أنهما ملتزمتان بالعرض، جرى وقف المسلسل من المنبع، كما يمكن أن نقول، فللأسف الشديد حدثت أزمة مفاجئة أدت لوقف العمل هي انسحاب تليفزيون الكويت من الشراكة في الإنتاج برغم قيامه بالاشتراك في عملية الإنتاج منذ أشهر».
وتابع: «كما سمعت من أحد مسؤولي المدينة أن التليفزيون الكويتي لا يرغب في حدوث أزمة مع الحكومة المصرية، طالما أن العمل يوجد به ما يغضب جهاز الشرطة أو يثير أزمة سياسية من أي نوع، وأنه سيكتفي بالاشتراك في أعمال أخرى تم الاتفاق عليها لا تسبب حرجًا له، ويبدو أن ذلك قد حدث بعد ضغوط يتم ممارستها منذ فترة، لست في حل من ذكر بعضها، لكن يمكن للمتابع أن يتوقعها بسهولة».
وأضاف: «للأسف فور إعلان الأزمة الخاصة بالمسلسل خلال الأيام الماضية، ظهر بعض الإعلاميين المعادين لثورة يناير في حالة فرحة ونشوة، واعتبر بعضهم قرار وقف المسلسل انتصارًا للشعب المصري، واعتبر آخر أن المسلسل معادٍ لثورة يناير، وواصل ثالث تشويه كل صناع المسلسل واتهامهم بالخيانة وتشويه جهاز الشرطة والانتماء لجماعة الإخوان والعمالة للخارج».
وذكر: «بل ووصل الأمر إلى أن ينشر رئيس إحدى الاتحادات الفنية، بيانًا يطالب فيه مدينة الإنتاج بتحمل أي خسائر، مقابل عدم عرض المسلسل كتحية لجهاز الشرطة، في ذات الوقت الذي تتم فيه ممارسة ضغوط على رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، لكي يصدر بيانًا ينكر فيه أنه قال: إن هناك ضغوطًا لعدم عرض المسلسل، مع أن تصريحاته نشرتها صحيفتا المصري اليوم والأهرام»، على حد قول بلال.
وأشار إلى أنه «وفي حين أن المستشار الإعلامي للمدينة السيد الغضبان، أكد لي ذلك في اتصال هاتفي قبل يومين، وها هي الضغوط تصل إلى خارج مصر الآن وتجبر شريكًا كان طرفًا في كل خطوات العمل منذ البداية على الانسحاب لكي يتوقف المسلسل مع وعود بعرضه بعد رمضان، يحيينا ويحييك بقى».
وتابع قائلًا: «اتبعت مع هذا المسلسل كل الضغوط الممكنة من أجل منع عرضه بشكل مقنع، ورفضت أكثر من قناة شراءه، بسبب اعتراضها على توجهات بعض صناعه، وقد جاء ذلك في تصريحات للسيد الغضبان مستشار المدينة مع قناة العربية الحدث قبل يومين، بل إن المسلسل لم يجد طريقه للنور في قنوات التليفزيون الحكومي نفسها بما فيها قناة النيل للدراما بدعوى أن الدولة لا تستطيع شراءه، مع أن مدينة الإنتاج تابعة للدولة وقامت بالاشتراك في إنتاجه، لكنها ويا للعجب لا تستطيع عرضه، ووصل الأمر إلى أن بدأت في بعض وسائل الإعلام حملة تطالب بمحاسبة كل من سمح لمدينة الإنتاج الإعلامي بأن تقوم بإنتاج عمل يشترك فيه أشخاص معارضون للنظام السياسي، وهو أمر لم يحدث في عهد المخلوع مبارك برغم كل جبروته».
وأوضح: «هناك كثيرون يرفضون تصديق حقيقة تدهور مناخ الحريات يومًا بعد يوم، وهو ما كنت أحذر منه منذ أشهر في مقالاتي في صحيفة الشروق التي جرى وقفها في ظروف مشابهة أيضًا يعلمها المتابعون، وأعلم أيضًا أن الكثيرين يجدون لكل ما يحدث من انتهاكات للحريات العامة والسياسية والإعلامية مبررات وأعذارًا بزعم الحفاظ على الاستقرار، بل إن بعضهم كان يتحدث بثقة شديدة أن المسلسل سيعرض حتمًا وأننا نقوم فقط بعمل دعاية له ليس أكثر فهؤلاء كالعادة يتبعون مع أي قمع أو انتهاكات شعار جحا الشهير الذي لن ينجيهم من تحمل تبعات السكوت على الخطأ وإقراره بل وتبريره».
وواصل حديثه، قائلًا: «وأعلم أيضًا أن نشوة السيطرة والتسلط تعمي القائمين على الأمور الآن وتصور لهم أن حل أزمات البلاد يكمن في سيادة مناخ الرأي الواحد تحت شعارات وحدة الصف والحفاظ على الاستقرار، متناسين أن هذه الوصفة تم تجريبها من قبل كثيرًا فلم تجلب للبلاد أي خير ولا أي استقرار، مع أنها كانت تلاقي قبولًا شعبيًّا واسعًا كالذي تلاقيه الآن، وبسببها لم تتقدم هذه البلاد ولم يحصل شعبها على ما وعده به حكامه في السابق من رخاء وازدهار».
واختتم قائلًا: «أنا على ثقة أن مسلسل (أهل إسكندرية) بإذن الله سيرى النور يومًا ما وسيصل إلى الناس، وأتمنى عندها أن يستمتعوا به ويحبوا شخصياته ويتأملوها ويفكروا في أحداثه ومضمونه، وأنتهز الفرصة لأعلن أنني تشرفت بالعمل مع مخرجه القدير الجميل خيري بشارة الذي كان العمل معه حلمًا قديمًا لي أحمد الله أن تحقق، وسعدت بالعمل مع كل أبطاله الموهوبين وفريق عمله المتميز، وسأظل أسعى معهم جميعًا، لكي يرى عملنا النور بإذن الله ويحكم عليه الجمهور وحده بما يستحقه من تقدير أو استهجان».