كم ترددت فى اذنى أمس وأنا اقف فى طابور الاستفتاء اغنية بلد البنات للفنان محمد منير ، ادركت بعمق ان المكون الرئيسي لصلابة تلك البلاد هى بنات مصر ونسائها ففي المنزل هى الام الحنون والزوجة الاصيلة والخارج هى الشابة الثائرة التى تداوى المصابين في الميدان ثم تقف في طوابير الاستفتاء دون كلل.
وان كان التصويت على الدستور هو بمثابة شهادة وفاة رسمية لنظام الاخوان المسلمين في مصر فأن المشاركة التاريخية لسيدات مصر في الاستفتاء هو طرد وبلا رجعة لكافة قوي الظلام والرجعية في مصر ، مؤكدين بأن أرض مصر غير صالحة لزراعة بذور الفتنة والتطرف والعنف بها.
لقد ظلمت المرأة مرتين الاولى عندما حاول شيوخ القاعدة وتلاميذ سيد قطب قمعها فى البيت وحبس الهواء عنها واصفين اياها بانها ناقصة عقل ودين ، وظلمت مرة أخري من قبل نشطاء السبوبة متندرين عليها لتلبيتها دعوة الفريق السيسي والمشاركة بقوة فى الاستفتاء ومن قبلها خلال 30 يونيو والتفويض واصمين إياها بالتفاهة والسطحية ، فأن كان لكيهما دين أو عقل لكانوا أدركوا أن المرأة التى تلبي نداء الواجب رغم التفجيرات والقتل العشوائي والرشق بالحجارة مسطحبة أولادها لهو قمة العقل.