سعر الفائدة هو السعر الذى يدفعه البنك المركزى على إيداعات البنوك التجارية ويعد هذا السعر مؤشرا لأسعار الفائدة لدى البنوك التجارية التى ينبغى ألا تقل عن سعر البنك المركزى.
بشكل أبسط فى عالم الاقتصاد يعتبر المال سلعة مثل أى سلعة أخرى له ثمن يتوقف على معدلات العرض والطلب عليه. اذا أردت أن تشتري مني مال لتحقق سيولة نقدية تستطيع أن تستثمر بها أو تستمتع بانفاقه من أجل سلعة أو خدمة ثم ترده الي, فان لهذا الاقتراض ثمن ! ثمن يعادل ما كان يمكن أن أكسبه باستثمار هذا المال في نشاط أخر بدلا من أقراضه لك.
سعر الفائدة والسيولة :
يساعد سعر الفائدة البنك المركزى على التحكم فى عرض النقد فى التداول “السيولة” من خلال تغيير هذا السعر صعوداً ونزولاً على المدى المتوسط.
ورفع الفائدة يعنى كبح عمليات الاقتراض وبالتالى تقليل نسبة السيولة فى السوق، مما يؤدى إلى خفض نسبة التضخم (ارتفاع الأسعار).
السيولة والتضخم
وتهدف القرارات المذكورة إلى السيطرة على التضخم ” الارتفاع المتزايد في أسعار السلع والخدمات “الذي يجعل من توفر السيولة -بزيادة حادة عن نسبها الطبيعية- سببا في خفض قيمتها الشرائية، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع حاد في الأسعار وبذلك تقل الاستفادة من توفر تلك السيولة بالشكل المطلوب.
وتتم السيطرة على السيولة برفع معدلات الفائدة لتشجيع الفوائض المالية العالية لإيداعها بالبنوك، وأخذ فوائد عليها بنسب مرتفعة نسبيا بعد اتخاذ قرار رفع الفائدة. كما ترفع نسب الفائدة على الإقراض ليقل بذلك الطلب على القروض، ويتم التحكم في نسب السيولة.
أما خفض الفائدة فهو قرار يتخذ عندما ترى الدولة تباطؤا ملحوظا في معدلات النمو، فتبدأ في تخفيض نسب الفائدة تباعا حتى يتم ضخ السيولة بمعدلات كافية تشجع على رفع الإنتاج والاستهلاك، وترتفع معها معدلات النمو حتى يتم الوصول لمرحلة الانتعاش الاقتصادي.
في وقتنا الحالي هناك اتجاه إلى زيادة سعر الفائدة مره أخرى بعد زيادتها 1% في يونيو الماضي لعلاج حالة التضخم ” الارتفاع المتزايد في أسعار السلع والخدمات ” لكن ذلك سوف يؤدي الي زيادة خدمة الدين العام وبالتالي سوف تقوم الدولة بالاقتراض لسد عجز الدين المحلي وبالتالي سوف تؤثر علي السيولة المتاحة للاستثمار الداخلي ويزيد من مخاوف المستثمرين من قدرة الدولة مستقبلاً على دفع خدمة هذه الديون ويؤدى إلى تراجع الثقة.
دائرة مفرغة لن يحلها سوى عودة السياحة الي سابق عهدها “الاستقرار” وزيادة الناتج المحلي للفرد.
كتب : طارق عبد الرازق