“لا أحد أصبح غنيا من العمل من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء”، مقولة شهيرة لبابلو سكوبار، ملك المخدرات، وأشهر تاجر مخدرات في كولومبيا، وربما في العالم بأكمله.
لا غرابة أن يقول سكوبار ذلك، فتجار المخدرات يحصدون مكاسب كبيرة حول العالم، حيث يحصل تاجر المخدرات المبتدئ على 900 دولار يوميا “حوالي 16 ألف جنيه” في المتوسط في الولايات المتحدة الأمريكية، وتُقدر تجارة المخدرات حول العالم بما بين 426 مليار دولار و652 مليار دولار، 100 مليار دولار منها في الولايات المتحدة وحدها، وبذلك تتفوق تجارة المخدرات على أي عمل غير شرعي أخر حول العالم، باستثناء أعمال القرصنة وسرقة حقوق الملكية الفكرية، وتمثل المخدرات ما بين خُمس وثُلث دخل الجريمة المنظمة الدولية.
ويتركز إنتاج وتوزيع الهيروين في أفغانستان وكولومبيا والمكسيك، بينما يبدو أن الكوكايين أكثر انتشارا حيث تتوسع دائرة توزيعه الرئيسية إلى كل أمريكا اللاتينية تقريبا ونيجيريا وغانا في غرب أفريقيا والإمارات في الخليج وأسبانيا والبرتغال وهولندا في أوروبا، هذا إلى جانب مناطق توزيع الهيروين التقليدية.
ولا يجد تجار المخدرات صعوبة بالغة في إنفاق أرباحهم، فما بين 60% إلى 70% من عائدات المخدرات العالمية يتم غسلها. أما على الجانب السلبي، فتُقدر الأمم المتحدة أن هناك علاقة طردية بين زيادة مستويات الفساد وزيادة تداول المخدرات في الدولة، حيث يغذي كلا منهما الأخر، هذا بالإضافة إلى الإرهاب بالطبع، فطالبان حققت 150 مليون دولار من تجارة المخدرات في 2016 وهو نصف دخلها.
وعن الأوضاع الصحية يقول تقرير المخدرات العالمي 2017 الصادر عن الأمم المتحدة أن هناك 225 مليون متعاطي للمخدرات في العالم في 2015، مقارنة بحوالي 208 ملايين فقط في 2006، ما يعني أن حوالي 5.3% من سكان العالم يتداولون ويتعاطون المخدرات، مقارنة بـ4.9% في 2006.
ويضيف التقرير أن 12 مليون شخص يتعاطون المخدرات عبر الحقن، 1.6 مليون منهم مصابون بالإيدز، و6.1 مليون مصابون بفيروس سي، هذا بالإضافة إلى وفاة 190 ألف شخص نتيجة تعاطي جرعة زائدة. وهكذا توفر المخدرات فرصة جيدة للربح السريع.. والوفاة أيضا.