لم يبتلى الله مصر بشر أعظم من شر ” النخبة ” ، سواء كانت هذه النخبة هي ” نخبة سياسية ” ، أو ” نخبة مثقفة ” ، فكلاهما لا يعرف شئ عن الواقع لا يعرف شئ عن الشارع لا يعرف شئ عن الثقافة أو حتي السياسة ، بكاوات النخبة
و الذين كان معظمهم نائم صباحاً ، ثم استقيذ في منتصف اليوم تقريباً خلال يومي الاستفتاء ، ليبدأ جولته علي الفضائيات ، التي تتيح له فرصاً جيدة للتنظير و التنطيط علي الشعب المصري ، خرجوا علينا بالامس بحكاية جديدة تضمن لهم البقاء علي شاشة الفضائيات لأيام أخري لتحليلها و فحصها و دراستها ، هذه الحكاية الجديدة هي ” ماقطعة الشباب للاستفتاء ” .
بكاوات النخبة و الذين كانوا نيام صباحاً و لم ينزل معظمهم الي الاستفتاء للادلاء بصوته نظرا لسهره طول الليل متنقلا من فضائيه الي اخري ، او قام البعض الاخر بالتصويت فقط من اجل ان يغمس اصبعه في الحبر الفسفوري ليظهر امام المواطنين شخص ايجابي ذهب و ادلي بصوته ، بنوا فكرتهم العظيمه عن مقاطعة الشباب للإستفتاء علي الدستور من الصور و المشاهد التي تبثها الفضائيات ، و التي تم تصويرها صباح يوم الاستفتاء ، حيث خرج كبار السن و اصحاب المعاشات للمشاركة ، في الوقت الذي كان فيه شباب هذا الوطن في اعمالهم ، و عندما ذهب معظمهم الي لجان الاستفتاء كانت وسائل الاعلام قد انصرفت حتي تتمكن من عمل ” المونتاج ” و انتاج الفديوهات التي من المفترض ان تبث علي الهواء في معظم البرامج بداية من الثامنه مساء تقريباً .
و بعيداً عن إي مزايدات من إي شخص علي وطنية هذا الجيل ، اريد ان اطرح سؤالا واحداًعلي كل من يروجون لهذه ” الفكرة الإخوانية ” ، و التي تهدف الي اظهار ان الشباب الذي قام بالثورة قاطع دستور الانقلاب ، بناء علي ماذا حددت ان الشباب قد غاب عن الاستفتاء هل تابعت و راجعت كشوف الناخبين المصوتين علي الاستفتاء و قمت بحصر اعداد الشباب الذين قاموا بالتصويت ؟ ام بنيت فكرتك علي ما شهدته في الفضائيات ؟ .
بكاوات النخبة ادعوكم بصفتي شاب مصري أن تصمتوا قليلا ليرحمنا و يرحمكم الله ، أيها السادة البطولات لا تصنع بالتنظير و لا يتبني بالمزايدات على وطنية شعب او جيل ، اصمتوا قليلا او انزلوا الي الشارع و اجلسوا علي المقاهي و استمعوا الي نبض الناس لتتعرفوا علي مزاجهم العام بدلا من ان تجلسوا في ابراجكم العاجية التي حتماً ستسقط بكم قريبا .
فاروق الجمل
مذيع برنامج عز الشباب علي روتانا مصرية